ثقافه وفكر حر

من مختارات التربوي المتقاعد عوني عارف ظاهر قصة المثل :حُطْ في الخرج

يحكى ان شيخا صالحا في قرية نائية , هو امام المسجد فيها ومطّلع على احوال اهل بلدته , فكّر في طريقة يجمع فيها الصدقات من الفقراء , ويوزعها على الاشد فقرا , دون احراج المتبرع فلا يستحي من قلة ما تجود به نفسه , فاخذ الشيخ يطوف بالحمار وعلى ظهره الخرج , طالبا من الناس ان يضعوا صدقاتهم في صرة , فيقول للمتبرع بالعاميّة( حط في الخرج ) دون ان ينظر اليها , فيضع المتصدق صدقته مهما كانت قليلة دونما احراج , وكذلك يعطي بنفس الطريقة . ومن يومها شاعت الجملة بين الناس واصبحت مثلا لتدل على ستر الامر وحفظه , فاذا قيل لاحدهم سمع خبرا : حط في الخرج , فذلك يعني اكتمه واستره احفظ السر , ولا تطلع عليه احد .
تحول معني المثل في عصرنا الى ما يشبه سلة المهملات او المحذوفات , فاذا قال لك احدهم : حط في الخرج , فذلك يعني اهمل ما سمعت , وارم به من خلف ظهرك , فقائله او راويه اما كاذب او فشار ( كنت وكنت وكان ابي , وفعلت واخرجت وساهمت ) او منافق , او يعِد بما لا يقدر على تنفيذه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق