الرئيسية

الهباش يرد على تيسير خالد: “تعلم قبل أن تتكلم”

فيما يلي رد سماحة الدكتور محمود الهباش قاضي قضاة فلسطين مستشار الرئيس للشؤون الدينية والعلاقات الاسلامية على السيد تيسير خالد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية:

يبدو أن السيد تيسير خالد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وبعض من شاكله من أصحاب الأغراض والأهواء، وضعاف الحجة المستندة إلى الأدلة الشرعية الإسلامية، يريدون عن سبق إصرار وترصد، أن يلووا أعناق العبارات والكلمات، ويشوهوا المعاني إرضاءً للأماني، عندما تعاملوا مع ما جاء في خطبة الجمعة الأخيرة فيما يتعلق بقواعد الاستدلال والاستشهاد التي لا يعرفون عنها شيئًا.
إن أبسط قواعد المنطق تفرض على من يريد أن يتصدى للرد أو التعليق على ما يرد في خطبة الجمعة أن يمتلك أدوات الرد ومقومات التعليق، وأن يكون لديه المعرفة الكافية بقواعد الاستدلال الشرعي، وكيفية استنباط الأحكام من أدلتها، استنادًا إلى معرفة علل الأحكام الشرعية، وأصول تنزيلها على الوقائع الحادثة في حياة الناس، مما لم يرد في حكمه نص صريح صحيح، عبر قياس اللاحق على السابق لعلة جامعة، إما قياسًا كليًّا أو جزئيًا، مما يعلمه ويفهمه أهل الشريعة وعلماء أصولها الثابتة، انطلاقًا من كون خطبة الجمعة في أصلها أمرٌ فقهيٌّ لا يجوز الحديث فيه إلا من أهله.
أما أن يتطاول على علياء العلم الشرعي من لا يفقه في دين الله شيئًا، ومن لم يسمع بأصول الشريعة أو حتى فروعها، فهو ضرب من التخرص والتنطع الذي يشبه أن يتجرأ جاهل على التدخل في عمل الطبيب الحاذق أو المعماري الماهر، بل إن الفتيا في دين الله تعالى بغير علم لهي أشد خطرًا، وهي من أكبر الكبائر وأعظم الذنوب، لأنها ضربٌ من القول على الله تعالى بغير علم، وهو أمرٌ وصفه القرآن الكريم بأنه من الكبائر، وقرنه بالشرك بالله تعالى، حيث يقول الله تعالى: “وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ” (سورة النحل: آية 116)، ذلك أن خطر الحديث بغير علم في أمور تتعلق بالدين وأحكامه وتعاليمه وقواعده، لا يقتصر على صاحبه فقط، بل ربما يتعداه إلى المجتمع فيفسده ويضله عن دين الله تعالى، فقد جاء في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إن الله لايقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد ولكن يقبض العلم بموت العلماء حتى إذا لم يُبق عالما اتخذ الناس رءوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا”.
لن نخوض في جدل فقهي مع السيد تيسير خالد أو مع غيره من أشباهه، لأن المناظرة تقتضي التناظر، وهذا ما ليس متحققًا، لكننا نكتفي بأن نقول له ولهم: “تعلموا قبل أن تتكلموا”، والسلام.

مقالات ذات صلة

إغلاق