أخبار عالميه
بالصور| مواصفات مقاتلات ميج 29 إم 2 وصواريخ كورنيت.. أسلحة روسية في صفقة جديدة لجيش مصر
همسة سماءألثقافه -وكالات
جلبت رياح الربيع العربي معها رياحًا أخرى انتهت منذ نحو عقدين من الزمان وحينها كانت تثير الرعب لشعوب العالم، إنها رياح الحرب الباردة بين العملاقين أمريكا وروسيا، وإذ يبدو أنها تطل برأسها من جديد لتحاول كلتا القوتين استقطاب دولًا ذات ثقل استراتيجي في أهم بقاع الأرض. فيما يخص الأمريكيين بدت الأمور سيئة جدًا، إذ يتراجع نفوذها في منطقة الشرق الأوسط بعد موقفها العدائي من ثورة 30 يونيو في مصر، واستجلاب تذمر وغضب السعودية منها بسبب دعمها للإخوان وتنظيمه العالمي، وفي أوربا تتعرض لحملة انتقادات دولية وشعبية على خلفية فضيحة التجسس التي طالت قطاع كبير ابتداءً من الشخصيات الرسمية حتى العامة من أفراد الشعوب الأوربية، فيما لا يزال الروس يجنون مكاسب وأرباحًا خلف أخطاء الأمريكيين. لم تنتظر روسيا كثيرًا، فسرعان ما تميل إلى مصر وتطمئن قوتها العسكرية بتعويضها عن شحنات الأسلحة الأمريكية التي توقفت إبان التهديدات الأمريكية بقطع المعونة عن مصر بعد ثورة 30 يونيو، وتأتي زيارة وزيري الخارجية والدفاع الروسيان سيرجي لافروف وسيرجي شيوجو أول أمس، ليحققا قفزة تاريخية في العلاقات الثنائية بين البلدين والتي تعد الأكثر تأثيرا في المنطقة وميزان القوى فيها، باعتبار مصر الأم الاستراتيجية في الشرق الأوسط، وكانت ردة الفعل الأمريكية اليائسة هي محاولة خبيثة لإفساد صفقات التعاون مع روسيا بتسريب “CIA” وثائق سرية عن كامب دافيد وكواليسها بالتزامن مع زيارة الوفد الروسي لمصر. ليس الجنوح الروسي لمصر دبلوماسيا أو سياسيا فقط، بل إعلاميًا وشعبيًا أيضًا؛ حيث نالت الزيارة اهتمامًا إعلاميًا كشف عن أنواع الأسلحة المزمع تصديرها لمصر بقيمة 2 مليار دولار، وذلك بحسب ما قالت صحيفة “فيدوموستي” الروسية، نقلًا عن مسؤول بارز بوزارة الدفاع الروسية، وأنه على رأس الأسلحة المقرر بيعها لمصر هي مقاتلات ميج 29 أم 2، ومنظومات دفاع جوي قصيرة المدى وصواريخ مضادة للدبابات من طراز “كورنيت”. ونستعرض في يأتي بعض التفاصيل والمواصفات والمهام الخاصة بالأسلحة الروسية المزمع بيعها لمصر كتعويض عن نظيرتها الأمريكية: تعد صواريخ كورنيت الروسية مضادة للمدرعات والدبابات، كما يمكنها ضرب الطائرات ذات العلو المنخفض وخاصة الطائرات المروحية، إلا أنها لا تستعمل في هذه الحالة إلا نادرا لارتفاع ثمنه نسبيا، وقد تم تصميمه خصيصًا للتعامل مع دبابات القتال الرئيسية لدول الحلف الأطلسي من فئة أبرامز والتي تمتلكها مصر، وليوبارد ولوكلير. ويعتبر هذا الصاروخ من الأسلحة التي أزعجت دولة إسرائل، حيث إنه القادر على تدمير دباباتها “ميركافا” التي تزعم أنها لا تدمر، حيث استطاع اختراق دروع تلك الدبابات بسبب قوة رأسه المتفجرة، وتم الإعلان الرسمي عن دخوله الخدمة في الجيش الروسي عام 1994، وتم تصميمه بحيث يتم حمله واستخدامه على كثير من المدرعات والعربات، ويمكن إطلاقه أيا من على حامل ثلاثي الأذرع وبالإمكان التحكم فيه عن بعد. يبلغ مدى الصاروخ من 150 إلى 5500 متر للنوع المضاد للدروع برأسه الحربي، ومدى من 150 إلى 1000 متر للنوع المضاد للمباني والدشم والخنادق الذي تحمل رأسا حربيا بمتفجرات الوقود الجوي، ويعتمد نظام الدفع على الوقود الصلب بمخرجين للعادم بكل جانب من الصاروخ يمنحانه ميزة الدوران حول نفسه عند الإنطلاق نحو هدفه، ما يزيد من استقراره خلال الطيران وذلك بالاعتماد على زعانف في المقدمة والمؤخرة تنفتح مباشرة بعد خروج الصاروخ من القاذف، كما أن الصاروخ موجه بشعاع الليزر مع تقنية التتبع الآلي للهدف من خلال وحدة الإطلاق، ما يجعله قابلا للاستغناء عن التدخل البشري أثناء عملية التوجيه وتطبيق مفهوم “أطلق وأنسى” fire-and-forget. ونتيجة لمدى النظام الطويل نسبيا، الصاروخ قادر على الاشتباك ومهاجمة الأهداف السطحية والجوية والبحرية بما في ذلك الطائرات من دون طيار والمروحيات من مسافة آمنة حتى مع كون سرعته لما دون سرعة الصوت أو 300 م/ث، ويؤكد مصمموه أن قدرة اختراق رأسه الحربية القصوى تتراوح بين 1100-1300 مللم. أول تجربة قتالية عملية لهذا الصاروخ حدثت سنة 2003 خلال غزو العراق، حين استخدمه جنود عراقيون في الأسبوع الأول من الحرب، حيث كان الجنود المتخفون في لباس مدني يتحركون باستخدام سيارات نصف نقل من نوع نيسان لمتابعة الطوابير المدرعة الأمريكية وضرب أجنابها، وبالفعل استطاع الصاروخ إعطاب دبابتين من طراز “أبرامز” ومدرعة “برادلي”. أما طائرات الميج 29 أم 2، فهي تعتبر التحديث الأخير لسلسة الميج 29، حيث جهزت هذه الطائرة بثلاث شاشات عرض ملونة منها الرادار، وأربع قنوات للتحكم بواسطة نظام التحكم الطيران بالسلك رقمي النوع، كما جهزت بنظام التحديد والتهديف بواسطة أشعة الليزر ونظام التهديف المثبت في الخوذة، وصممت الطائرة لكي تقوم بعملية التفوق الجوي، وذلك عن طريق آداء المناورات الصعبة بسبب تجهيزها بنظام الدفع الموجهة في مؤخرة مخارج المحركات. كما عملت شركة ميج على زيادة مدى هذه الطائرة عن طريق تزويدها بخزان للمديات البعيدة (سعته 5700 لتر) وزيادة حمولة الطائرة من المعدات والأسلحة (حمولتها 4500 كجم) لتحمل أكثر كمية من الأسلحة المتنوعة، كما أن الطائرة بمقعدين وهذا يعني توزيع المهمات بين ملاح الطائرة ومساعده، ما يعطي فرصة لاكتشاف الأهداف ومعالجتها دون الارتباك من قبل الطيار عندما يكون وحده. وطاقم هذه الطائرة مكون من فردين، بينما تبلغ سرعتها القصوى عندما تحلق بالقرب من الأرض إلى 1500 كلم/ ساعة، بينما تبلغ 2400 كلم/ ساعة في الارتفاعات الشاهقة، ومتسوط حمولتها 6.5 كجم والقصوى لها 9 كجم، وبها 9 نقاط لتلعليق الأسلحة تحمل صواريخ متوسطة المدى، وصواريخ قصيرة المدى، ومضاد للإشعاع ومضاد للسفن ومضاد للرادار، إضافة إلى قنابل موجهة، ومدفع 30 مللم. أقلعت الطائرة لأول مرة من مدرج قاعدة جوكوفسكي والتي تعتبر مقرا لاختبار الطائرات الروسية قرب موسكو في 26 سبتمبر 2001، ومن ثم مشاركتها في معرض ليما 2001 قبل أن تسحبها الدولة الروسية من معرض برلين 2002 بعد منازاعات قضائية هددت هذه الطائرة المتطوره بالمصادرة من قبل شركات سويسرية إثر خلاف مع الحكومة الروسية، وتعمل روسيا على تسويق هذه الطائرة إلى دول العالم مثل الهند وذلك خلال معرض الهند الجوي 2005 وما زال التطوير جار على هذة الطائرة.