اقلام حرة
سيف الإسلام القذافي بعد السجن…إلى أين؟
لا حقيقة ثابتة اليوم في ليبيا بشأن مصير سيف الإسلام، النجل الثاني للرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، والذي كان أحد أهم الأطراف المؤثرة على الساحة الليبية في حياة والده.
منذ فترة طويلة لم يتم التداول بأية معلومة تخص سيف الإسلام، واختلفت الآراء والأنباء، لا سيما تلك التي تتحدث عن إطلاق سراحه مؤخراً.
ألقي القبض عليه غرب البلاد في تشرين الثاني عام 2011 على أيدي ثوار الزنتان الذين رفضوا تسليمه للسلطات الليبية . لكن بعدها، استفاد سيف الإسلام القذافي من العفو العام الذي أصدره برلمان طبرق عام 2015.
هل أطلق سراحه؟
انقطعت أخبار سيف الإسلام قرابة خمس سنوات بعد تاريخ اعتقالاته عام 2011 لكن إسمه عاد اليوم إلى الواجهة بعد تصريح أدلى به المسؤول عن سجن مدينة الزنتان لقناة فرانس 24 .
قائد لواء أبو بكر الصديق العقيد عجمي العتيري، يؤكد أن سيف الإسلام القذّافي موجود في مكان آمن بليبيا، وأنّه يرى أن له دوراً في استقرار ليبيا، وأن ثلاثة أرباع الشعب الليبي صاروا مؤيدين للنظام السابق لهول ما عانوه في السنوات الماضية. وأشار إلى أن إطلاق سراحه جاء في نطاق قانون العفو.
القذافي يواجه حرباً ثلاثية الأبعاد
في حال صحّت الأنباء، فإن سيف الإسلام القذافي يواجه حرباً ثلاثية الأبعاد مع حكومة فايز السراج في طرابلس من جهة، ومع اللواء خليفة حفتر في طبرق من جهة، ومن جهة ثالثة مع المحكمة الجنائية الدولية التي أصدرت مذكرة اعتقال بحقه.
المحكمة الجنائية الدولية ضمنت لسيف الإسلام محاكمة عادلة، لكن محكمة طرابلس سارعت إلى إدانته وحكمت عليه بالإعدام في حزيران/يوليو 2015، فيما صدر العفو عن برلمان طبرق، كجزء من تطبيق قانون العفو العام.
إطلاق سراح القذافي (بالون اختبار)
ينفي الإعلامي الليبي نبيل الحاج لـ “يلا فيد “ صحة الأخبار حول إطلاق سراح القذافي، واصفاً إياها بـ “بالون” اختبار لردة فعل الناس إذا صح الخبر.
ورجّح أن يبقى القذافي في الزنتان في حال أطلق سراحه، وذلك تحت الإقامة الجبرية لأنه بمثابة الورقة الأهم في اللعبة السياسية في ليبيا والجوكر في مواجهة الحركات الإسلامية في البلاد.
وبحسب الحاج فإن ثوار الزنتان سجنوا القذافي للإحتفاظ به والحفاظ على حياته ويخشون أن يتم اغتياله على أيدي المتطرفين أو الإنفعاليين.
ويضيف: “يواجه القذافي اليوم الحركات الإسلامية في البلاد و المتمثلة في (الإخوان المسلمين) و (الجماعة الليبية المقاتلة) اللتان تقربتا منه قبل 2011 بشكل لافت”.
وتابع “الجماعتان بعد عام 2011 قامتا بإقصاء كل الأطياف السياسية الأخرى وأرغمتا المحكمة الدستورية في ليبيا على إصدار قانون عزل سياسي لإزاحة كل منافس محتمل على الحكم” .
بالتالي، فإن بقاء سيف القذافي حياً كل هذا الوقت يشكل تهديداً للجماعتين لأن ما قد يكشفه سيف لاحقاً عنهم قد يقصيهم “بالقوانين التي سبق لهم أو أقرّوها”.
من يد الثوار الى أيدي القبائل
يشير السياسي والإعلامي الليبي أحمد الشاطر إلى أن قبائل الزنتان واللجنة الإجتماعية اجتمعوا مع المجلس العسكري واتفقوا أن يوكل موضوع سيف الإسلام إلى مجلس أعيان القبائل.
وبذلك تصبح المسؤوليّة على هذا الملفّ بتفاصيله مسؤوليّة جماعية من أعلى جهة قبليَّة إجتماعية تشترك فيها كل الأطراف السياسية والإجتماعية والعسكرية.
القذافي في الجزائر؟
ثوار الزنتان، الذين يعتقلون القذافي، زاروا الجزائر الشهر الماضي قبيل انعقاد القمة الثلاثية بين الجزائر وتونس ومصر، حيث ناقشوا تطورات المشهد الليبي مع الوزير الجزائري للشؤون المغاربية والإتحاد الإفريقي عبد القادر مساهل.
واستبعدت مصادر اعلامية ان يكون هناك اتفاق لتسهيل ترحيل القذافي إلى الجزائر على الرغم من العلاقات الجيدة التي تربط القذافي بالسلطة الجزائرية.
لكن الحالة السياسية السائدة في الجزائر وعدم الإستقرار بسبب مرض الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، قد تؤثر على أمن وسلامة القذافي الشخصية.
إلى سوريا ؟
لا تمانع السلطات السورية من استقبال نجل معمر القذافي،فهي سبق وأن استقبلت شقيقه هنبيعل.
لكن اختطاف هنيبعل ونقله إلى لبنان يجعل من سوريا خياراً مستبعداً، لا سيما وأن المشهد الدموي في سوريا يزداد يوماً بعد يوم ويقترب من العاصمة دمشق.
إلى النيجر؟
قد تكون النيجر هي الوجهة المحتملة إذا ما تم إطلاق سراح القذافي، فهو كان متجهاً إليها عند اعتقاله في عام 2011.
وقد سبق لشقيقه الساعدي أن وصل إلى النيجر قبل سقوط نظام والده. لكن السلطات هناك سلمته إلى السلطات في طرابلس.
هذا يعني أن سيف الإسلام أمام خيار أوحد، وهو البقاء في الزنتان بحماية القبائل الليبية ومجلسها العسكري .