شعر وشعراء

هبينو شالوم عليخم” جئناكم بالسلام / هادي زاهر

” هبينو شالوم عليخم”
جئناكم بالسلام
هادي زاهر
ذئبي الملامح.. ثعلبي الجوارح
وجلدك حراشف وأشواك.
أقتل الصغار في اسرتهم
لا تشفق على أحد من الكبار والشيوخ
ومن يحتسي الدماء سواك!
تفكيرك واضح.. وفعلك فاضح
انت في قعر الجحيم.. وحتى لو كنت في عُلاك.
أقتل.. اقتل.. العالم الأعمى يحدق ولكنه لا يراك.
اقتلهم قبل أن يصبحوا مخربين
وكأنهم لم يعتمروا هذه البلاد
وغرسوا كل الاشجار
من لوز وزيتون وتين
احرقهم بالنار.. من يستطيع أن يفعل هذا سواك!!
انسف المساجد
دمر الكنائس واحرق كل المعابد
فكل ما حولك فريسة
فأنت ذئب العصر صانع الهلاك.
نجّار توابيت الحياة
تاجر الرعب والدمار
حارق الأعشاب والأزهار
قتيل هنا وقتيل هناك.
دع الصواريخ تهبط عشوائية
أصاب أم أخطأ الطيار
هنا الموت عامل مياومة لديك
والطاعون خادم بين يديك
والضحايا تشير عليك
بعيونها المطفأة تراك.
لا داعي لشحذ الأظافر
حلالك حرام ومؤمنك كافر
يدك تستل من الأحشاء قلب
ينبض بالحياة والحب.. قصبة أو طحال
الطفولة من سباياك.
في كل حرب يا سيد القتل الجماعي
للأجداد.. للأحفاد.. للاولاد
اعمالك تفوق الخيال
كم جعلت التراب تحت اقدامهم زلزال
اغلق المعابر شد الحصار
امنع دخول الدواء.. دمر البيوت
على يديك زهرة الحياة هنا سوف تموت
أنسف كما تشاء.. وقطع الكهرباء والماء
ولتصبح الدور أكوام حجار
وليدفنوا تحت الأنقاض الأعداء
لا تعير اهتمامًا للدموع الغزار
لون الدم يورّد لك الوجنات
بارك على هذه الأرض كل من مات
أجعل نهار الجار ليل مظلم
وليله قطران متجهم
يا رجل من جبروت
بارك من مات ومن سيموت
لقد قتل اجدادك الخنزير
خذ الثأر من أطفال فلسطين
أقلع مقلهم كي يلعب بها أطفالكم في كل حين!
يدحرجونها في الحارات بدلًا من البنانير
أنك أكثر بطولة والشجاعة في أكتمال
مرحى لمن ينتصرون على الطفولة
إن كان قائد ركن أو جنرال
إن من طاب له احتساء الاحمر
لا يروق له عصير البرتقال
اذبح دون أن يهتز لك رمش
اطرب على صوت الحشرجات
ارقص على الرفات
يا من تصنع بطولات هذا الجيش
يليق بك هذا العرش
يحمله جماجم وعظام ونعش
اهتز يمينًا وشمال
وغني وأهتف: جئناكم بالسلام
” هبينو شالوم.. شالوم.. شالوم
شالوم عليخم”
بأي سلام تتباهى
وماذا تقدم من هدايا..
سلام اضطهاد (الاقليات)
عدم إيصال بيوتهم بالكهرباء؟!!
غبي من دافع عن الثعلب
معتقدًا أنه يتمتع بالوفاء
سلام اجهاض النساء على البوابات
سلام سفك الدماء
سلام الدبابات.. سلام الطائرات
سلام القنابل الذكية التي تتسلل إلى الملاجي
وتقتل الشيوخ ..الاطفال.. الأمهات
لا باس .. لا بأس
قل لقومك بهمس
إن لا داعي لتصريحات العدم
اللسان يمدح واليد تذبح
جماجم.. اعضاء مبتورة.. دمٌ.. دم
وفي كل الجهات أسرح ومرح
ولكن “دوام الحال من المحال”
فغدًا لن تفرح… غدًا لن تفرح
غدًا لن تفرح.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق