أخبار عالميه

هذا ما يحدث عندما يتعب الطيار

يستدعي عمل الطيارين السهر ساعات طويلة خلال الرحلات بين القارات، واليقظة لمواجهة أي طارئ خلال الطيران، وأثناء إقلاع الطائرة وهبوطها.

قيادة طائرة تتطلب إذن صحة نفسية وجسدية كاملة، بالإضافة إلى حصول الطيار على قسط كاف من الراحة لمتابعة عمله بانسيابية كبيرة.

لكنّ التعب أحيانا يسيطر على الطيارين، فيلجأون إلى أساليب متعددة للتغلب على مشقاتهم، أيا كان مصدرها.

فمثلا، كان مصير الطيار ميروسلاف غرونيتش الذي يعمل في شركة “سانوينغ”الاعتقال مع نهاية عام 20166 بعدما عثر عليه ثملا داخل قمرة القيادة، قبل إقلاعه من أحد المطارات الكندية.

وقالت الشرطة في بيان إن الاختبارات الأولية تشير إلى أن الطيار كان تحت تأثير الكحول، مضيفة أن مستوى الكحول في دمه كان ثلاثة أضعاف الحد القانوني بعد ساعتين من اعتقاله.

ولم يكن هذا الطيار السلوفاكي الوحيد الذي كاد أن يتسبب في مقتل عشرات المسافرين على متن طائرته، فقد شهد العالم حوادث طيران كانت أكثر قسوة معظمها نتيجة أخطاء بشرية وتقنية.

فقد توصلت التحقيقات إلى أن سبب تحطم طائرة جيرمان ويفز (9525) عام 2015 كان وراءه مساعد الطيار الذي قيل حينها إنه يعاني من حالة طبية غير محددة، ولم يكن قادرا على العمل.

وحتى بالنسبة للطائرة التي تحطمت في كولومبيا في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي بسبب نفاد الوقود، فإن أصابع الاتهام بالتقصير وجهت إلى طيارها.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة لاميا غوستافو فارغاس إن التزود بالوقود في الطريق أمر يعود للطيار، وكانت لدى الأخير صلاحية كاملة في أن يهبط لإعادة التزود بالوقود.

من جانب آخر، اعتذر طيار عن قيادة طائرة بوينغ تقل أكثر من 200 راكب، بعدما أنهكه التعب إثر تنفيذه رحلات ذهاب وإياب إلى المتوسط، رغم أن شركته لم تتقبل اعتذاره واتهمته بـ”سوء السلوك” المهني.

وفي هذا الصدد، قال رئيس سلامة الطيران في جمعية طياري الخطوط الجوية البريطانية، روب هانتر إن هذه الحالة تسلط الضوء على المشكلة في نطاق أوسع.

واعتبر أن هناك أزمة متزايدة تغذيها المنافسة بين شركات الطيران وسط ضغوط لزيادة الإنتاجية لتحقيق أقصى قدر من العائدات المالية.

وأشار إلى أن التعب يشكل خطرا كبيرا على سلامة الطيران، مضيفا أن ثقافة السلامة تشكل ضرورة قصوى لضمان كشف الطيارين وغيرهم من الموظفين عن شعورهم بالتعب من أجل عدم تعريض حياة المسافرين للخطر.

مقالات ذات صلة

إغلاق