اقلام حرة

للذاكرة جرح ورائحة / سناء نصر

انها ذاكرة وطن وتاريخه وحاضره التي كانت واستمرت وما زالت وتبدلت وتطورت مع الظروف والاحداث حتى يومنا هذا .
نحن شعب عربي عامة وسوري خاصة ناضلنا من اجل الخلاص من الاحتلال في الماضي وللحصول على الحرية التي كانت مرتبطة بالتخلص من المحتل . والآن كيف اصبح معناها ؟التخلص من حاكم ظالم ؟ ام من عادات وتقاليد ظالمة ام من أهل وآباء وصعوبات ظالمة ام ؟ ام من معتقدات واديان ظالمة تقيدنا بقيود جعلت منها قنبلة موقوتة تفجر كل شيء ساعة يريدون اصحاب المصالح ورجال الدين المسيسون سواء من داخل البلد او خارجه ؟ وماذا بعد الحرية ان حصلنا عليها ؟ فوضى؟ ام عدالة ومساواة نحلم بتحقيقها .لا اظن ان الذاكرة عبر الازمان اختزنت صورا لعدالة مطلقة تحققت على الارض حتى في اقدس الاماكن وفي المعابد وبين الانبياء والرسل التي عاشت على الارض .فكيف ستتحقق لنا نحن العرب الذين تآكلت ذاكرتهم ووطنيتهم وتفككت أرواحهم من الداخل ؟.فإذاكان للحرية الحمراء باب يدق (حسب قول الشاعر)فإن العدالة ليس لها ابواب ابدا ،في بلادنا العربية رغم انها هي ارض الانبياء وارض القداسة والرسالات السماوية واول شريعة لتحقيق العدالة كان من شعبها واول الحروف واول الحقول واوليات كثيرة …والآن هل الشعوب حرة ؟هل الشعب العربي حر؟حتى في الحرية الشخصية . هل اي دولة عربية حرة في اتخاذ قرارات كبيرة وحاسمة مثلا ؟ لا اظن ذلك .اذا اراد شعب ان يثور ضد ظالم حاكم فاسد حسب تعبير الاحداث التي حدثت في بعض الدول العربية تحت ما اسموه الربيع او الخريف او التردي العربي وهو التعبير الصحيح . هل ستفك قيوده ويصبح الانسان العربي عامة والسوري خاصة عصفورا مغردا ؟ وان صدقنا بوحود ثورة قد تحقق احلامنا هل تترجم الاحلام ام ان قيودا اكبر سوف تقيدنا بمن استعانوا بهم لمدهم بالمال والسلاخ لانه لايوجد ثورات في هذا الزمن بل قرارات من الدول الكبرى واسرائيل خاصة لتدمير بلد قد تكون عقبة امام مصالحهم تحت اسماء خلابية ثم يحققون غاياتهم في التقسيم والتدمير والانحلال لييصنعوا دمى جديدة يتسلمون سلطة هشة يمسكون بها بخيوط يحركونها كيفما يشاؤون . اليس هذا ما حدث في سورية ارادوا القضاء على آخر معاقل القومية العربية .

وخشية ان تتطور حضاريا وعلميا. فلا بد من خرابها كما فعلوا بالعراق قبلها وتحت اسم الثورة ضد الظلم والفساد بدأت واي تغير وصلنا اليه في سورية التي تقطعت اوصالها اصبحت مأوى الارهاب والرهاب . لقد كانت ذاكرتي ممتلئة بصور التآلف والانسحام الذي كنا نعيش به بين اطياف المجتمع المتعددة وكنا نشكل نسيجا”متكاملا يشبه نسيج البروكار الجميل الذي يصنع في دمشق حصريا . على ارضها عشنا عرب وكرد وشركس وارمن ومن كل الطوائف الاسلامية والمسيحية تمازجت دمائهم وتصهارت فذاك عربي اخواله كرد او شركس والعكس صحيح وكنت على مقاعد الدراسة مع اصدقاء من كل تللك الاحناس لم نفرق بين مسلم ومسيحي او كردي وعربي دروسنا واحدة شمسنا واحدة واحلامنا وهمومنا واحدة وكنا نتقاسم قطعة الحلوى وسندويشة الزعتر ونغني اغاني فيروز ومارسيل خليفة وصباح فخري معا . كان قدوتي في حب الادب والكتابة الاستاذ معشوق الكردي استاذ اللغة العربية الذي كتب للطفولة ولارض سورية شعرا واغاني ..كنا ننعم باالامان وان كان يقع الظلم والفساد لكن اليس هذا سمة كل البلاد العربية وباشكال متشابهة ومختلفة؟ ان التغير الذي نحتاجه هو تغير من داخل انفسنا لينشأ جيلا يحب وطنه وشعبه ومن يصل الى السلطة منهم لا يتغير مساره ويكون همه الاول تثبيت الكرسي الذي يجلس عليه وكيف يشكل طوقا امنيا قويا يحميه وحده . بل ان يكون عمله وشغله الشاغل كيف يحقق الامن للوطن ولايخاف من انقلابات ضده ومن ايادي شريرة تهدم وطنا عمره الاف السنين ..هذه بعض من صور ملونة وعاتمة وباهتة في ذاكرتي القديمة وتساؤلات كثيرة تحفر ذاكرتي الآنية

المصدر : الصدى نت

مقالات ذات صلة

إغلاق