مقالات

أطلقوا حكيم الزمان لا تقتلوه بقلم صديق بن صالح فارسي

أطلقو حكيم الزمان لا تقتلوه. ٠١/ ١٠
اخواني وأبنائي وأهل محبتي.
بِسْم الله والصلاة والسلام على رسول الله.
٠٨/ ٠٤/ ١٤٣٧ هـ.

أقول لكم زبدة الموضوع وبإختصار وكما يقول المثل هات من الآخر.
وحتى أريحكم من مشقة القرآءة وعناء المتابعة.
أقول وبالله التوفيق.
أن في داخل كل واحد منا حكيم الزمان الذي يخصه هو وقابع بين جنبيه وفي نفسه وشعوره وإحساسه بل وفي ضميره.

بل وفي ضمير كل منكم رجل أو إمرأة كبير أو صغير مهما كانت فصيلته أو جنسه أو لونه أو وصفه في كل واحد يسكن ( حكيم الزمان ) الخاص به والذي هو من ثمرة ما لديه من سريرة نظيفة طيبة من الفطرة التي فطره الله عليها ثم ما تراكمت داخله من نصائح وإرشادات وتربية ومجتمع
شكلت جميعها خبرات حكيم الزمان الذي بين جنبيه.

وكل منا في صراع دائم بين نفسه وبين حكيم الزمان الخاص به والذي في داخله.

وتختلف النتائج التي تبدو علينا وعلى أخلاقنا وتصرفاتنا حسب اختلاف نتيجة الصراع الذي بيننا وبين حكيم الزمان.
فمن الناس من ينتصر على حكيم الزمان الذي في نفسه ويقوم بالإجهاز عليه وقتله وبذلك يتخلص منه ويعيش حياة متحررة من قيود المثل والحكمة وعناء التقيد بالأخلاق والمباديء.

وهناك من الناس من يتمكن من خنق حكيم الزمان ويبقى قابضاً بيده على رقبة حكيم الزمان في نفسه أحياناً بشدة وأحياناً يخفف من شدة الخنق ليستمع الى نصائح حكيم الزمان الذي بين جنبيه وأحياناً يشد من قبضة الخنق على رقبته ليخرسه ويكتم صوته ولا يستمع منه لحق ولا عدل ولا خلق ولا حكمة.

في حين أن هناك من أنشأ علاقة ود ومحبة وصداقة حميمة مع حكيم الزمان الذي في نفسه فهو يستمع إليه بكرةً وعشياً.
ويستجيب لتعليماته وحكمته ويمشي بها بين الناس على نور من ربه.
فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله.
هذا هو زبدة الموضوع لمن لا يحب الإطالة والشرح.
فليتوقف هنا ويكفيه ماقرأه من هذه المقالة وخير الكلام ماقل ودل.

أما من يستمتعون بالإستزادة من العلم والفائدة ولهم لذلك رغبة وعشق فأهلاً وسهلاً بهم في الإستمرار معنا في تكملة البحث في الموضوع بما يفتح الله تعالى به علينا ويوفقنا اليه فتعالوا معي لأقول لكم أصل الحكاية.

عندما اخترت تسمية صفحة حكيم الزمان لم يكن يدر بخلدي وفكري سوى المعنى الذي ذكرته لكم في هذه المقدمة وهو أن نطلق العنان لحكيم الزمان الذي في نفسي والذي في نفوسكم ونخرج ما لديه من حكمة وبصيرة وخبرة وتجارب في هذه الحياة.
سواءً مما ورثناه من دين وقيم وأخلاق.
أو ماتعلمناه على مرور السنين من أعمارنا من خبرات وثقافات وممارسات ونخرجها الى الأجيال من أبناءنا وإخواننا وأهل محبتنا لتستفيد منها وتضيفها الى خبراتها لتنمية الحصيلة التي لدى حكماء الزمان في داخلهم أولاً.
ثم إستجابة لأمر الله تعالى وهو الأهم والأعظم في أداء الأمانة في النصح لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم ولأئمة الناس وعامتهم.

ولقد حظيت بلفتة كريمة في تعليق من دكتورة موقرة على إحدى المقالات وهي تنعتني بقولها ( ياأبانا الحكيم ).
وقد رددت عليها في وقتها متعجباً من قولها وأذكر أنني قلت لها لا تقولي لي ذلك.
أخاف على نفسي أن أصدق أني حكيم الزمان وضحكت وعذرتها لمقولتها لأنها ربما لم تدرك المعنى الذي كنت أعنيه بتسمية حكيم الزمان.
ولكنها جزاها الله خير على ثقتها وفرط أخلاقها أصرت على رأيها بقولها.
نعم يجب أن تصدق أنك جدير بلقب حكيم الزمان وأنا متأكدة من ذلك. (يعني هي متأكدة).

قلت اللهم اجعلني في عيني صغيراً وفي أعين الناس كبيراً وفي عينك اللهم كما تحب وأجعلني لك كما تحب وابعثني مع من تحب ووفقني لما تحب وآتِنا من لَّدُنك رحمة وهـيء لنا من أمرنا رشداً.

وقررت ان أسعى إلى هدف البحث عن حكيم الزمان فيكم ومعكم ومن خلالكم وفي نفسي لعلي أوفق في الإستفادة من حكمته وعلمه وفوق كل ذي علم عليم.

وقد أدهشني تعليق آخر من احدى المتابعات الكريمات لمقالة معينة من مقالاتي بقولها هذا لا يرقى الى وصفك لنفسك بحكيم الزمان.

قلت مستغرباً من التعليق بأنني لم أقصد نفسي إطلاقاً بلقب حكيم الزمان.
ولم أقل مرة أني حكيم الزمان إنما انا فقط في داخلي حكيم الزمان كما هو في داخل كل فرد منا.
وربما الذي أحاول أن أعمله فقط التعرف عليه والصداقة معه والإستفادة من حكمته واخراجها للناس مستعيناً بالله تعالى.

لا أخفيكم انني بدأت أفكر في ان اكتب عن تلك العلاقة التي تربطنا بحكيم الزمان في أنفسنا
فقررت ان أبحثها معكم من خلال هذه السلسة ونسأل الله التوفيق.
عندها أدرك حكيم الزمان الآذان.
فأمسك عن الإفصاح والبيان.
وإلى اللقاء القادم بتوفيق الله وفضله.
رعاكم الله تعالى. ?
صديق بن صالح فارسي.

ملاحظة.
ربما لن اتابع الكتابة في هذه السلسلة قبل الإنتهاء في سلسلة أولياء عهد البيوت بإذن الله تعالى.
وبعدها لو قدر الله تعالى ووفق.
سوف نكمل البحث في هذه السلسلة.
فالمعذرة منكم على هذا الخلط ولكن لكي أوضح الهدف لمن يسأل. والله الموفق.image

مقالات ذات صلة

إغلاق