أخبار عالميهنشاطات

رابطة العالم الإسلامي تحتفي باليوم العالمي للغة العربية في روما وتؤكد دورها كمظلة جامعة للجالية المسلمة

 

نظّم مكتب رابطة العالم الإسلامي في إيطاليا، بإشراف معالي الدكتور عبد العزيز بن أحمد سرحان، فعالية كبرى في العاصمة الإيطالية روما، احتفالًا باليوم العالمي للغة العربية، وسط حضور لافت من الشخصيات الدبلوماسية والأكاديمية وممثلي الجاليات العربية والإسلامية ومنظمات المجتمع المدني، إلى جانب عدد من أساتذة الجامعات الإيطالية وأبناء الجالية المسلمة.

وشهدت الفعالية مشاركة مميزة من سعادة الأستاذ طارق الفايز، نائب سمو سفير المملكة العربية السعودية لدى إيطاليا، وسعادة السفيرة إيناس مكاوي، رئيس بعثة جامعة الدول العربية في إيطاليا، إضافة إلى البروفيسور جوليانو لانشوني، الأستاذ بجامعة روما “تري”، وعدد من الأكاديميين والمهتمين بالشأن الثقافي واللغوي.

افتتاح رسمي ورؤية مستقبلية

وافتتح معالي الدكتور عبد العزيز بن أحمد سرحان الفعالية بكلمة ترحيبية أكد فيها المكانة العالمية للغة العربية، وثراء مفرداتها، وتفرّدها بين لغات العالم، بوصفها لغة القرآن الكريم وحاملة لإرث حضاري وإنساني عريق. وشدد على أهمية العناية باللغة العربية والحفاظ عليها، خاصة لدى أبناء الجيل الجديد من المسلمين والعرب في المهجر.

كما كشف معاليه أن هذه الفعالية تمثل بداية لمسار ثقافي وفكري ممتد، معلنًا استمرارية فعاليات ونشاطات الرابطة من خلال منتداها الثقافي، مع إعداد برنامج عمل شامل يمتد طوال عام 2026، ليكون منصة للحوار الثقافي وتعزيز الهوية واللغة العربية في أوساط الجالية المسلمة في إيطاليا.

وقد تم في مستهل الحفل قص شريط افتتاح قاعة المحاضرات الجديدة، وسط أجواء احتفالية عكست حجم التفاعل والارتياح بين الحضور.

عروض مرئية توثّق الإنجاز وتبرز التحول المؤسسي

وتخللت الفعالية عروض مرئية لثلاثة أفلام تعريفية، حظيت باهتمام واستحسان الحضور، حيث استعرض الفيلم الأول إنجازات رابطة العالم الإسلامي وأنشطتها المتنوعة ودورها العالمي في خدمة قضايا المسلمين، ونشر قيم الوسطية والتعايش والحوار الحضاري.

وسلط الفيلم الثاني الضوء على مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، وما يقوم به من جهود نوعية في دعم اللغة العربية ونشرها عالميًا، وتطوير برامج تعليمها، وتعزيز حضورها في الأوساط الأكاديمية والثقافية الدولية.

فيما تناول الفيلم الثالث منصة رابطة العالم الإسلامي الرقمية (منهاج)، بوصفها إضافة نوعية ومهمة لعمل الرابطة، ومنصة تعليمية حديثة تواكب متطلبات العصر الرقمي، وتسهم في نشر المعرفة وبناء المحتوى التعليمي الممنهج، بما يخدم المجتمعات الإسلامية حول العالم.

وقد عكست هذه العروض حجم العمل المؤسسي المتكامل الذي تضطلع به الرابطة، ورؤيتها المتجددة التي تجمع بين الأصالة والحداثة.

جامعة الدول العربية ودعم اللغة والهوية

من جانبها، أكدت السفيرة إيناس مكاوي، في كلمتها، الدور المحوري الذي تضطلع به جامعة الدول العربية في إيطاليا في الحفاظ على الهوية العربية واللغة العربية، لا سيما لدى أبناء العرب المهاجرين. وأشارت إلى حرص البعثة على التواصل الدائم مع منظمات المجتمع المدني والجامعات الإيطالية لتعزيز تعليم اللغة العربية ونشرها.

وفي مستهل كلمتها، وجّهت السفيرة الشكر لمعالي الدكتور عبد العزيز سرحان ولمكتب رابطة العالم الإسلامي على هذه المبادرة، مشيدة بالاحتفاء باليوم العالمي للغة العربية. كما استعرضت زيارتها إلى المملكة العربية السعودية، مثمنة دورها الريادي في دعم اللغة العربية ونشرها، ولا سيما من خلال مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية.

جامعة روما والتعاون مع العالم العربي

بدوره، ألقى البروفيسور جوليانو لانشوني كلمة بعنوان «جامعة روما والعالم العربي»، استعرض فيها أوجه التعاون المستمر بين جامعة روما والعالم العربي، خاصة في مجال تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، مشيرًا إلى الدور المهم الذي تقوم به المملكة العربية السعودية في هذا المجال، وإلى تقديم الجامعة منحًا دراسية للطلبة الراغبين في تعلم اللغة العربية.

وأكد لانشوني استعداد جامعة روما الدائم للتعاون مع جميع الجهات والمؤسسات المعنية بتعزيز حضور اللغة العربية في الوسط الأكاديمي الإيطالي.

إشادة رسمية وتفاعل واسع

من جهته، ثمّن الأستاذ طارق الفايز، نائب سمو سفير المملكة العربية السعودية لدى إيطاليا، جهود ومبادرات مكتب رابطة العالم الإسلامي في إيطاليا، مشيدًا بالاهتمام المتواصل بإحياء المناسبات الثقافية والفكرية التي تخدم أبناء الجالية العربية والإسلامية وتعزز قيم التواصل الحضاري، كما أشاد بالدور الذي يقوم به مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية في دعم اللغة ونشرها عالميًا.

وقد حظيت الفعالية بإشادة واسعة من الحضور، حيث عبّر عدد منهم عن تقديرهم العميق للدور الذي يضطلع به المكتب، مؤكدين في تصريحات جانبية أن:

«مكتب رابطة العالم الإسلامي في إيطاليا لم يعد مجرد جهة تنظيمية، بل أصبح مظلة جامعة وبيتًا آمنًا يلتقي تحت مظلته أبناء المسلمين على اختلاف ثقافاتهم، ومنبرًا فكريًا راقيًا يعزز الهوية ويمنح الأجيال الجديدة الثقة والانتماء».

رسالة أبعد من احتفال

ولم تكن هذه الفعالية مجرد احتفال رمزي باليوم العالمي للغة العربية، بل جاءت لتؤكد أن مكتب رابطة العالم الإسلامي في إيطاليا بات جامعة معنوية تجمع أبناء الجالية المسلمة، ومرجعية ثقافية وفكرية، وشعاع نور ينير طريقهم نحو التمسك بلغتهم وهويتهم، والانفتاح الإيجابي على المجتمع الإيطالي بروح من التعايش والاحترام المتبادل.

وقد أجمع الحضور على أن هذه المبادرة تعكس رؤية واعية وقيادة حكيمة لمعالي الدكتور عبد العزيز بن أحمد سرحان، وتترجم رسالة رابطة العالم الإسلامي في تعزيز الوسطية، وبناء الجسور الثقافية، وترسيخ القيم الإنسانية للإسلام في المجتمعات الأوروبية.

واختُتمت الفعالية بأجواء من الكرم العربي الأصيل، حيث دعا معالي الدكتور عبد العزيز الحضور إلى مأدبة عشاء عامرة بالأطباق العربية، في مشهد عكس عمق الثقافة العربية وقيمها في الضيافة والتلاقي

إغلاق