الرئيسيةخواطرمقالات

حين يحلم العالم بالسلام

تخيّل أن الأرض استيقظت صباحًا دون أن تسمع صفير رصاصة،
ولا بكاء أمٍ على ابنٍ غاب في حربٍ لا تعرف نهايتها.
تخيّل أن الشمس أشرقت على وجوهٍ مبتسمة،
وأن الناس مرّوا ببعضهم قائلين: “صباح الخير” لا “احذر”.

انتهت الحروب…
فصارت المدن تزرع بدلاً من أن تُدمَّر،
وعادت الطيور إلى أعشاشها التي هجرتها النيران،
وصار للبحر لونُ الطمأنينة بعد أن كان يعكس رماد الدخان.

الأطفال يركضون في الساحات،
يرسمون علمًا واحدًا للأرض كلها،
علمًا لونه أبيض كقلوبهم،
وعليها كلمةٌ واحدة: سلام.

الجنود يضعون خوذاتهم جانبًا،
ويحملون بدلاً منها شتلاتٍ خضراء،
يبنون بها وطنًا بلا دموع،
ويكتبون على بوابات المعسكرات القديمة:
“هنا كانت حرب، وصارت حياة.”

المدارس تُعلّم التاريخ دون أن تنزف الصفحات،
والإعلام يُخبرنا عن قصص شفاء لا عن عدد القتلى،
والشعراء يعودون إلى الكتابة عن الحب،
بعد أن تعبوا من رثاء المدن.

يا له من حلمٍ جميل…
أن يصبح الخوف غريبًا،
وأن يعيش الإنسان لأجل إنسانيته فقط.

فلنحلم إذن،
فربما إذا حلمنا جميعًا في اللحظة نفسها،
استيقظ العالم ذات صباحٍ…
وقد صار الحلم حقيقة.

إغلاق