منوعات

في ربيع عام 2013، دخلت سيدة مسنّة تُدعى غلوريا ماكنزي إلى أحد المتاجر الصغيرة في بلدة هادئة بولاية فلوريدا، تقف بوقار خلف رجل شاب في طابور تذاكر اليانصيب / استمع

#إبراهيم_الجريري

. كانت ترتدي ملابس بسيطة، وملامحها تشي بحياة طويلة مليئة بالتحديات، دون أدنى إشارة إلى أنها على بُعد لحظات من أن تُصبح مليونيرة.

عندما وصل دوره، التفت الشاب إليها بابتسامة مهذبة، وقال:
“تفضلي قبلي، سيدتي.”
مجرد لفتة لطيفة… أو هكذا ظن.

اشترت غلوريا تذكرتها بصمت، شكرت الشاب، وغادرت. لم يكن في الأمر شيء غير عادي، إلى أن جاءت نتائج سحب باوربول مساء ذلك اليوم.

رقم التذكرة الفائزة بالجائزة الكبرى — والتي بلغت 590.5 مليون دولار — كان تذكرة غلوريا!

الصُحف ضجّت باسمها، والشاشات عرضت قصتها: أرملة تبلغ من العمر 84 عامًا، تعيش في منزل متهالك، تتحول بين ليلة وضحاها إلى صاحبة أكبر جائزة فردية في تاريخ اليانصيب الأمريكي.

لكن بعيدًا عن عدسات الكاميرا والاحتفالات، كان هناك رجل واحد يُشاهد الخبر على شاشة التلفاز… وهو يتصبب عرقًا.

إنه ذلك الشاب، الذي بادر بلطف وسمح لها بتجاوزه في الطابور.
كان يعلم في قرارة نفسه أن التذكرة التي كانت ستكون من نصيبه… أصبحت الآن في يد سيدة غريبة، فقط لأنه “كان مؤدبًا”.

لقد تحولت لحظة عابرة من المجاملة إلى قصة ندم لا تُنسى.

ولسنوات، ظل يتساءل:
“ماذا لو لم أكن مؤدبًا؟ ماذا لو كنت أنا الفائز؟ هل المجاملة تستحق هذا الثمن؟”

في بعض الأحيان، أبسط تصرف قد يغيّر مجرى حياتك… أو حياة شخص آخر بالكامل.
والمفارقة؟ أنك لن تعرف ذلك إلا بعد فوات الأوان.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق