المغرب يسرق الأضواء فى مهرجان “إكسبو روما 2025” برعاية جمعية مراكش لؤلؤة الجنوب

احتفاء بالثقافة المغربية في قلب العاصمة الإيطالية

شهدت العاصمة الإيطالية روما، يوم الأحد 23 فبراير 2025، انطلاق فعاليات المعرض الدولي الثقافي إكسبو روما 2025، الحدث الذي يجمع تحت سقفه ثقافات العالم المختلفة، بهدف تعزيز التواصل الحضاري والتبادل الثقافي بين الشعوب. وقد تميز هذا المهرجان بحضور قوي للثقافة العربية، حيث لفت الجناح المغربي الأنظار بتصميمه الفريد وبرنامجه الحافل بالعروض الفنية والتراثية التي تعكس الهوية المغربية الغنية.

الجناح المغربي.. لوحة فنية تحاكي التراث المغربي الأصيل

برعاية جمعية مراكش لؤلؤة الجنوب، التي تترأسها الفنانة الفلكلورية حليمة مسكي، جاء الجناح المغربي ليقدم صورة متكاملة عن المغرب، حيث تم تصميمه على هيئة صالون مغربي تراثي يعكس الطابع الأصيل للبيوت المغربية التقليدية. وقد زُينت أرجاؤه بديكورات مستوحاة من المعمار المغربي العريق، مع عرض صورة لجلالة الملك محمد السادس، كرمز لوحدة المغاربة وهويتهم الثقافية أينما كانوا.

لم يقتصر الجناح على الديكور فقط، بل شمل تجربة ثقافية متكاملة، حيث استمتع الزوار بتجربة الحناء المغربية التقليدية، التي شهدت إقبالًا كبيرًا، خاصة من قبل الفتيات الإيطاليات اللاتي تهافتن على تزيين أيديهن وأرجلهن برسمات الحناء الفريدة، والتي أشرفت عليها الفنانة زينب الهلي، إحدى المسؤولات عن الجناح.

كما تميز الجناح بتقديم الشاي المغربي الأصيل، الذي أُعد على الطريقة التقليدية باستخدام النعناع والسكر، إلى جانب الحلوى المغربية الشهيرة، مما أتاح للزوار فرصة تذوق نكهات مغربية أصيلة زادت من جاذبية الجناح.

عروض فنية مغربية تبهر زوار المهرجان

لم يقتصر الحضور المغربي في المهرجان على الجناح الثقافي فقط، بل امتد إلى المسرح الرئيسي للمعرض، حيث قدم الفنان المغربي عبده الرباع عرضًا موسيقيًا مميزًا أذهل الحضور، بمزيج من الألحان المغربية التقليدية التي تفاعل معها الجمهور بحرارة.

كما قدمت جمعية مراكش لؤلؤة الجنوب عرضًا فلكلوريًا متكاملاً، تضمن:
• رقصات مغربية تقليدية بتصميم الفنانة حليمة ميسكي، تعكس التنوع الثقافي لمناطق المغرب المختلفة.
• أداء جماعي لأغنية “الصحراء المغربية”، التي عبرت عن الهوية الوطنية للمغرب.
• عرض أزياء مغربي فاخر، تضمن تشكيلة من القفاطين المغربية التقليدية التي تمثل مختلف مناطق المغرب، إضافة إلى الجلابة المغربية التي نالت إعجاب الحضور، وأظهرت ثراء وتنوع التراث المغربي في مجال الأزياء.

وقد لقيت هذه العروض تفاعلًا واسعًا وتصفيقًا حارًا من الجمهور، الذي أبدى إعجابه بجمالية الفن المغربي وتنوعه.

دعم رسمي وإشادة بالجالية المغربية

شهد الجناح المغربي دعمًا رسميًا من القنصلية المغربية في روما، حيث حرصت نائبة القنصل، السيدة كريمة العربي، على زيارة الجناح والتفاعل مع منظميه، في تأكيد على اهتمام المغرب بتعزيز حضوره الثقافي في الخارج.

كما أثنى منظمو المهرجان على الأداء المتميز لجمعية مراكش لؤلؤة الجنوب، مشيدين بالدور البارز للفنانة حليمة مسكي في تعزيز التبادل الثقافي بين المغرب وإيطاليا، من خلال الفنون الفلكلورية والموسيقى، التي تسهم في خلق جسر ثقافي بين البلدين.

الفنانة حليمة مسكي: “الفن رسالة سلام وتواصل بين الشعوب”

في لقاء خاص معها، عبرت الفنانة حليمة مسكي عن سعادتها البالغة بنجاح الجناح المغربي في إكسبو روما 2025، مؤكدة أن رسالتها الأساسية هي خلق تواصل إيجابي بين الثقافات، وتعزيز مبدأ التعايش من خلال الفنون.

كما أعربت عن امتنانها لأبناء الجالية المغربية في روما على دعمهم الكبير للجناح المغربي، مؤكدة أن هذا النجاح لم يكن ليتحقق لولا التفاف الجالية حول ثقافتها ودعمها للأنشطة الثقافية المغربية في المهجر.

وعن رمزية صورة جلالة الملك محمد السادس التي زينت الجناح، أوضحت مسكي قائلة:
“الملك محمد السادس هو رمز لكل مغربي، سواء داخل المغرب أو في الخارج. إنه قائد يجسد وحدة المغاربة ويفتخر به كل فرد منا. نحن نعيش في عهده بفخر واعتزاز، ونحمل حب الوطن في قلوبنا أينما ذهبنا.”

الجناح المغربي.. نموذج لنجاح الدبلوماسية الثقافية

من خلال هذه المشاركة البارزة، أثبت المغرب مرة أخرى أن الثقافة والفنون هما أقوى أدوات الدبلوماسية الناعمة، حيث استطاع الجناح المغربي أن يكون واحدًا من أبرز الأجنحة في المهرجان، بفضل حسن التنظيم وغنى المحتوى الثقافي المقدم.

إن مثل هذه الفعاليات تشكل فرصة ذهبية للتعريف بالهوية المغربية وتعزيز صورة المغرب عالميًا، من خلال تقديم فنونه وعاداته وتقاليده بطريقة راقية وجذابة. كما أنها تعزز التواصل بين المغاربة المقيمين في الخارج ووطنهم، مما يسهم في توطيد علاقتهم بثقافتهم الأصلية.

ختام المهرجان.. إشادة وإقبال واسع على الجناح المغربي

مع اختتام فعاليات إكسبو روما 2025، كان الجناح المغربي قد حقق نجاحًا لافتًا، حيث أشاد به الزوار ومنظمو المهرجان، مؤكدين أنه كان واحدًا من الأجنحة الأكثر جذبًا وتفاعلاً.

ويظل هذا النجاح تأكيدًا على الدور المهم الذي تلعبه الجالية المغربية في الخارج في نشر الثقافة المغربية، وعلى جهود الجمعيات الثقافية مثل مراكش لؤلؤة الجنوب في تعزيز التواصل الحضاري والتلاقح الثقافي بين الشعوب.