المثقفون والمتعلمون هم العمود الفقري لكل مجتمع ومنهم يخرج القادة الذين يقودون شعوبهم نحو الأفضل من تطوير وتقدم وازدهار , فأين مثقفينا من هذا ؟ لماذا لا يقودوا مثقفو كل قريه وبلد مجتمعهم نحو الأفضل ويؤثرون على مجريات الأمور ؟ ولماذا يقف المثقف العربي الفلسطيني في الداخل , موقفا سلبيا اتجاه ما يجري في مجتمعه ؟ هل هذا الموقف السلبي وعدم الاكتراث بما يجري من عنف وقتل وتردي في المجتمع , نابع من التربية الأسرية التي تركز على الانتماء والولاء للعائلة وليس للمجتمع أو نتيجة عجزه أو نتيجة تهميشه من قبل المجتمع ؟ أو نتيجة أنانيته واهتمامه بمصلحته الخاصة ؟ أو كما يقول المثل : زاحت عن ظهري بسيطة ؟
غياب المثقف العربي يلقي بظلاله السلبية على تطور وتقدم المجتمع , فلا توجد ثقافة في المجتمع ما دام لا يأخذ المثقفون دورهم الفعال في المجتمع , لان المثقف هو الذي يملأ عقل الفرد بالقيم والأخلاق والعلم والمعرفة , وهو الذي يرشد ويوجه ويصنع الوعي عند الفرد , ويحرك الجمود السائد في المجتمع , وهو البوصلة الموجهة , وهو الذي يصلح الخلل في المجتمع , وتغير أنماط الحياة نحو الافضل , وهو الذي يبني منظومة ثقافية وعلمية القادرة على مواجهة تحديات الحياة , وهو الذي يعالج ويقلص الأوضاع السيئة والسلوك العنيف , ويحارب الجهل , وهو الذي يبني الأجيال واعدادهم اعدادا جيدا لتسلم مهامهم الاجتماعية مستقبلا .
ان انعزال المثقف جانبا دون التأثير على مجريات الحياة من شأنه أن يزيد الوضع الاجتماعي ترديا وسوأ , لان الثقافة والعلم هما الدرع الواقي للمجتمع من الفساد والجهل والفوضى وانتشار العنف والجريمة والانهيار .
أخي المثقف , أين الشهامة والمروءة والنخوة , أبناء مجتمعك ينادون بأعلى أصواتهم بأنهم بحاجة اليك وبحاجة الى أفكارك الخلاقة , ويطلبون منك أن تأخذ دورا فعالا في الحراك الاجتماعي والتوعية لتقود المجتمع الى شاطئ الأمان , فالأمواج تعصف بمجتمعنا وتزعزع أركانه نتيجة الظروف الصعبة التي يمر بها , حيث يكثر العنف والقتل , وكذلك انتشار المخدرات بين الشباب , وهناك عجز كبير عند الجهات الرسمية والشعبية بالتصدي لهذه الأوضاع الخطيرة وعلاجها , فتدخل أصبح واجب وطني لإنقاذه من السقوط الى الهاوية , فكما قال المثل : ” لا يحرث الارض الا عجولها “.
وأخيرا , أطلب من المثقفين ان يقوموا بدور فعال كل في مجتمعه , وأن لا يقفوا مكتوفي الأيدي على ما يجري في المجتمع من عنف وظواهر اجتماعيه سلبيه ,فهم العقل النابض للمجتمع وعقله المدبر , وهم من يستطيعون تشخيص المشاكل الاجتماعية ووضع الحلول لها , وعليهم النهوض بمجتمعهم الى الامام وقيادته الى شاطئ الامان.
الدكتور صالح نجيدات