أخبار عالميه
تحت شعار أبوابنا وقلوبنا مفتوحة ؛ مسجد الهدي بروما ينظم فاعلية اليوم المفتوح
الإعلامي إكرامي هاشم ممثل منظمة همسة في إيطاليا
شهدت العاصمة الإيطالية روما أول أمس السبت 9 نوڤمبر فاعلية كبري بعنوان ” اليوم المفتوح ” OPEN DAY والتي نظمها ودعا لها مجلس إدارة مسجد الهدي بالمدينة والذي يعد أحد أهم المؤسسات الدينية والثقافية في روما من خلال ما يقوم به من أنشطة ثقافية وإجتماعية علاوة علي دوره الديني مع أبناء الجالية المسلمة في إيطاليا وذلك على مدار العام .
وجاءت تلك الفاعلية إستمرار لأنشطة المسجد كمؤسسة وجمعية ثقافية من أجل مد جسور التواصل مع المجتمع الإيطالي وفتح قنوات للحوار بين أبناء الجالية العربية والمسلمة في إيطاليا من ناحية والمجتمع الإيطالي من ناحية أخري وإيجاد سبل للتبادل الثقافي والحضاري ما بين الثقافة العربية والإسلامية والثقافة الإيطالية .
وكانت إدارة مسجد الهدي برئاسة السيدة ” زينب محمد ” قد أعلنت عن تنظيم الفاعلية ووجهت الدعوة إلي أبناء الجالية العربية في روما للمشاركة كما قامت بالتواصل ودعوة عدد من طلبة عدد من طلاب الجامعات والمدارس من الإيطاليين
وعدد من جمعيات ومنظمات المجتمع المدني الإيطالي علاوة على دعوة مسؤولي بلدية روما .
وكانت الفاعلية قد بدأت من صباح يوم السبت الموافق 9 نوفمبر والتي شهدت حضورا كبيرا من الشباب الإيطالي وأبناء الجيل الجديد من الجالية المسلمة في روما واللذين سرعان ما تمازجوا معا وحرص الشباب والفتيات الإيطاليين على التعرف على الدين الإسلامي ومفاهيمه من الشباب العربي المشارك وأجروا فيما بينهم حوارا حضاريا وثقافيا في مشهد يدلل على الإندماج الإيجابي لأبناء الجالية المسلمة في إيطاليا في المجتمع الإيطالي ومظهر من مظاهر التبادل الثقافي والحضاري .
وقد شهدت الفاعلية حضور شخصيات سياسية وممثلين عن منظمات المجتمع المدني الإيطالي والعربي في إيطاليا وعلى رأسهم السيد ” ماورو كاليستا ” رئيس الإقليم الخامس في روما ممثلا عن بلدية روما والباحث الجامعي ” كارميلو روسو ” وعضو جمعية و ” فرانشيسكو تيري ” وهو إيطالي مسلم و ناشط سياسي وإجتماعي والباحث في مجال الحرية الدينية والقوانين المتعلقة بها والسيد ” چان كارلو ” ممثلا عن جمعية فوكولاري للحوار بين الأديان والأستاذة الجامعية ” برناديت فايولي ” و” فراتي ماريو ” ممثلا عن كنيسة سان فيليشي و أندريا ترينتيني ممثلا عن جمعية سانت إيچيديو
وكانت أبواب وجدران المسجد قد تزينت بمظاهر الثقافة والحضارة الإسلامية كما تم إقامة عدة معارض صغيرة على هامش الفاعلية لعرض المنتجات التقليدية المعبرة عن الثقافة الإسلامية وكانت فلسطين حاضرة بقوة في تلك المعارض من خلال عرض العديد من مظاهر الثقافة الفليسطينية كالجلباب الفليسطيني التقليدي والشال والكوفية الفلسطينية وكذلك أعلام وخرائط فلسطين من أجل جذب الأنظار لما يجري لأبناء الشعب الفلسطيني من إنتهاكات على يد الكيان الصهيوني .
وقد أفتتحت الفاعلية السيدة ” زينب محمد ” رئيس المسجد بكلمة رحبت فيها بالحضور والمشاركين مؤكدة على الهدف من الفاعلية وهو تفعيل مبدأ التعرف على الآخر وتأكيد مبدأ التعايش والتأكيد على دور المسجد في ربط أبناء الجالية المسلمة بالمجتمع الذي يعيشون فيه
وقد تخلل الفاعلية عدة ندوات تحدث فيها عدد من نشطاء المجتمع المدني في روما ولعل أبرزهم كانت كلمة “ماورو كالسيتا ” رئيس الإقليم الخامس بالعاصمة الذي أعرب عن سعادته بالفاعلية وبالمشاركة فيها مثمنا دور المسجد في التفاعل مع المجتمع كما أشاد بفكرة الفاعلية والتنظيم الرائع لها معربا عن أمله في تكرار مثل تلك المبادرات من أجل تمهيد الطرق لإندماج الجاليات الأجنبية المختلفة وتفاعلهم في المجتمع الإيطالي مؤكدا أن إيطاليا بلدا يرحب بجميع الثقافات والأعراق على أرضه .
كما تحدث الباحث ” كارميلو روسو ” الذي أكد على أهمية المبادرة في تنمية دور المؤسسات الدينية المسلمة في إيطاليا في مسألة الإندماج وتقديم الفرص للمجتمع الإيطالي للتعرف عن قرب على الثقافة الإسلامية والتي أصبحت جزءا لا يتجزأ من المجتمع الإيطالي .
كما تدخل تحدث أيضا الناشط ” فرانشيسكو تيري ” الذي أكد في كلمته على ضرورة تفعيل مبدأ المواطنة لجميع الثقافات المتواجدة في إيطاليا كما أشاد بدور مسجد الهدي في هذا الشأن مؤكدا على المضي قدما نحو تحقيق مبدأ الإندماج بين الأقليات المتواجدة على الأراضي الأيطالية وعلى رأسها الجالية المسلمة وتحقيق مبدأ التعايش
وفي نفس السياق كان لكلمات “برناديت ڤايولي” الأستاذة الجامعية و ممثل جمعية فوكولاري للحوار بين الأديان و”فراتي ” ماريو أحد مسؤولي كنيسة سان فيليشي والواقعة في نفس الإقليم أثرا كبيرا واللذان أكدا على ضرورة تكرار تلك المبادرة من أجل التشجيع على تقارب وإلتقاء الحضارات والثقافات والتعرف على الآخر .
أما الشيخ محمد بن محمد إمام المسجد فقد أختتم الندوة بكلمة تحدث فيها عن دور المساجد في الإسلام والذي علاوة على دورها الديني عليها مسؤولية إجتماعية أيضا تجاه أفراد المجتمع كما تحدث في كلمته عن سماحة الإسلام ورسالته التي تحمل السلام للجميع وإحترام الإسلام لجميع المعتقدات والأديان ضاربا المثل بمسجد الهدي الذي يفتح أبوابه للجميع وخلال كلمته إستعرض الشيخ محمد بن محمد للحضور بعضا من أنشطة مسجد الهدي موثقة بالصور عبر شاشة عرض والتي أبهرت الحضور والمشاركين .
وقد تضمنت الفاعلية أيضا تقديم وجبة غداء تناولها الحضور من العرب والإيطاليين معا والتي تم فيها تقديم الأطباق والحلويات العربية الشرقية التي نالت إعجاب المشاركين من الإيطاليين .
ومن جانبنا نؤكد أنه مشهد ذات دلالة على أن المسلمين في إيطاليا جزءا من المجتمع الإيطالي ومتواجدة على خريطته الثقافية وأن لها من الحقوق وعليها من الواجبات ما للجميع وما عليه وقد نجح مسؤولو مسجد الهدي بجدارة في توصيل رسالتهم إلي المجتمع الإيطالي والمسؤولين الإيطاليين .