منوعات
قصة وعبرة : الصياد والإنسان والأفعى والفهد والقرد
#يُحكى قديماً أن صيادا فقيرا كان يسير في الغابة بحثاً عن الطعام و بعد مدة بحث طويلة وصل إلى حفرة عميقة وجد بداخلها فهد و أفعى و قرد ورجل كانوا قد سقطوا جميعاً في الحفرة و لم يفلحوا في الخروج منها ، و حين رأوا الصياد توسلوا إليه كي يساعدهم في الخروج من الحفرة ، في البداية تردد الصياد في مساعدة أي منهم باستثناء الرجل فالفهد عادة ما كان يسرق ماشيته و يأكلها و الأفعى تلدغ الناس باستمرار و تتسبب في موتهم أما القرد فلم يقدم معروفاً لأحد ، و في النهاية قرر الصياد انقاذ الرجل فقط و ترك الحيوانات لأنه لا فائدة من إطلاق سراحهم ، تضرعت الحيوانات إليه بشدة كي ينقذهم إلى أن قرر مساعدتهم على الخروج من الحفرة ، و في المقابل فقد وعده كل حيوان بمكافأة نظير لطفه ، إلا أن الرجل لم يفعل بحجة أنه شديد الفقر كما قال ، لذا فقد أخذه الصياد الطيب إلى منزله وسمح له بالبقاء معه.
جاءت الأفعى بعد فترة إلى الصياد و أعطته مسحوق مضاد لسم الأفاعي و قالت له : حافظ عليه جيداً فسيكون ذا فائدة كبرى في أحد الأيام ، و عندما تضطر لاستخدامه تأكد من أن تطلب دم الخائن كي تخلطه معه.
لم يفهم الصياد مغزى هذا الكلام لكنه احتفظ بالمسحوق كما قالت له الأفعى ، و جاء الفهد أيضاً بعد مدة قصيرة و كان معه خروف اصطاده له و وعده الفهد بتوفير الحيوانات و الطيور له حتى لا يجوع أبداً ، و لم ينسى القرد أيضاً وعده للصياد فجاء إليه و أعطاه حزمة كبيرة من الذهب و الفضة و بذلك أصبح الصياد من الأغنياء و بنى لنفسه بيتاً جميلاً و كان الرجل الذي أنقذه ما زال يعيش معه إلا أن هذا الرجل كان يتسم بالحسد الشديد و لم يكن راضياً عن حظ مضيفه السعيد ؛ فكان ينتظر أول فرصة كي يوقع به و سرعان ما حانت تلك الفرصة.
أعلن ملك البلاد أن بعض اللصوص قد تسللوا إلى القصر الملكي وسرقوا بعض المجوهرات و عدداً من المقتنيات الثمينة ، عندئذ أسرع الرجل الجاحد إلى الملك و سأله : ما تكون مكافأته إن كشف له السارق..؟
فوعده الملك أن يعطيه نصف الأشياء المسروقة وظلماً اتهم الرجل الشرير مضيفه بالسرقة على الرغم من علمه التام بأنه بريء ، وُضع الصياد الأمين في السجن و في يوم المحاكمة طلب منه الملك أن يشرح كيف أصبح غنياً ، فتحدث الصياد بصدق عن مصدر أمواله لكن لم يصدقه أحد فحكم عليه بالسجن
ومرض ابن الملك وأشرف على الموت ، تذكر الصياد على الفور المسحوق الذي أعطته له صديقته الأفعى و عرض على الملك السماح له بعلاج ابنه فرفض الملك في بادئ الأمر إلا أنه اضطر على الموافقة عندما فشل أطباء المملكة في علاج ابنه الوحيد ، و عندما حصل على الإذن سأله الملك إذا كان يحتاج إلى أي شيء لخلط المسحوق فأجاب : أحتاج إلى دم الخائن كي أخلطه مع المسحوق.
فأشار صاحب الجلالة عندئذ إلى الرجل الشرير الذي وشى بالصياد و قال : هناك يقف أسوأ خائن على الإطلاق لأنه غدر بمضيفه اللطيف الذي أنقذ حياته.
بعد ذلك أمر الملك بقطع رأسه و تم خلط المسحوق تماماً كما قالت الأفعى فتعافى الأمير الشاب بمجرد وضع الخليط على جرحه ، و بسعادة لا توصف أكرم الملك الصياد و أعاده إلى بيته مسروراً.