مَــعَ الـعـلــيـــاءِ كان لَـــه لــقــاءُ
وفي الفردوس يَغمرُه البـهـاءُ
تـمـنـطـق بـالـصــلابــة بـاقــتـدارٍ
وشـيـمـتُـه الـفـدا والكـبريـاءُ
ســلـيـل الـمـجــد مِـن قــوم أَبــاةٍ
لـهــم في كـل مـوقـعـةٍ لـواءُ
عـلى كَـتِــف الـشـريـعــة جــاء ردٌّ
كعـاصـفـة العذاب بها الفـنـاء
وقَـد مَـلَك الـعـدا طيـفُ اضطرابٍ
وإذ بـوجــود أَعــدائي هَـبــاءُ
ويأبي (مـاهـرُ الـجـازي) خضـوعًا
سـلـيـلُ رجـولـةٍ فـيـه الفـداءُ
فطـيـبُ الأصـلِ يـنـبـضُ بالعروق
فـإن الـعِــرق دسّـــاسٌ نـقــاءُ
(فـأُذرحُ) للـمـكارم ســوق صــدق
معانُ المـجـد شيمتها السخاءُ
وذاك (الـشــيــخ هــارون) الأمـين
ويَحملُه إلى الأقـصىٰ الـولاء*
يُـحــرِّضُ قـومَـه للـحـربِ صـدقًـا
خـضـابُ رجالـه الصيدُ الدماءُ
مـع الجـوزاء حُــبٌّ قــد تـمــاهـىٰ
مـع الإقـدام تحضِـنُـه السمـاءُ
فـفـي الأغـوار قـد نَـبَـتَـتْ زهــورٌ
تَـفـتَّـح من مـنـابِـتِـهـا الـوفـاءُ
فـلـي في الأُردُنِ الـغـــالي رجــالٌ
عـلى أَعـتـابـهـا وقَـف الإبــاءُ
فَـهَـيـّا يـا نـشــامىٰ الـمَـجـد هَـيّـا
إلى العلـيـاء يـحـدونـا الـفـداءُ
فـ(مـشـهـور الحديـثـة) كان سَـدًا
مَـنـيـعًـا لـم يَـنَـلْ منه الـعـنـاءُ
تَـصـــدّىٰ للـلـعــدا في كـل حــزم
وعُـدّتُـهُ الـشجاعـةُ والـعَـطـاءُ
شـهـيـدُ الـقـدس يقـتحـمُ المنايا
وقـد تَـمَّ الـتــلاحـمُ والـرفـاءُ
فَـبـيـن الـقُــدس والاردن عــهــدٌ
مـتينٌ لا يُـزحـزحـه الـجــفــاء
سـتـأتي مع ريـاح الـشـرق تَـتْـرا
خيولٌ في نـواصـيـهـا الـجـلاءُ
كـرامــة أُردُنِ الـغــالي تــنـــادي
على الأَبـطـال قـد حـقَّ الـنـداءُ
ثَـرىٰ الاردنِّ تَـحـرسُـه الـنشـامى
تَـحَـنَّــث في مَـرابِــعِــه حِــراءُ
وقـد لَـبّـى نِــداءَ الـقـدسِ سيفٌ
وفي المـيـدان يفـعـل مـا يشاءُ
فيفـتِــكُ بـالـطــغــاةِ بـكل عـزمٍ
وغـطَّـىٰ جـبـهـةَ الـغـازي عـزاءُ
فـأثـلـج صـدرنا مِـن بـعـد حُـزنٍ
يُـؤلـف بـين شـعـبـيـنـا الإخـاءُ
ثـوابُ المخلصـين جِـنـانُ عَـدْنٍ
مصير الـغـاصـبين هُـو الـفـنـاءُ
رجال الـعـزم شـيـمتُـها النضـال
وفي عصر الظلام همو الضياءُ
سـتـظهـرُ راية التوحـيـدِ يـومًـا
على الأعداء ، ما انْقَطعَ الرجاءُ
* هارون : هو الشيخ هارون الجازي من ابطال
حرب 1948 واحد قادة معركةرالقسطل .
* مشهور الحديثة الجازي : قائد وبطل معركة الكرامة وماهر الجازي بطل الجسر وصاحب الثلاثية الخالدة
