الرئيسيةمقالات

“لا تخطىء ” طِيبَتُكَ ” عينان ” بقلم الفنان مارسيل خليفة

” يوسف ناصيف سعادة ” الأخ الأب الصديق الوفيّ النبيل الشهم


” مِعَلِّمْ ” يوسف صباح الخير
لم أكن أعلم انك أتيت لتودعنا ولا دار ذلك في خَلَدي
رحل يوسف باكراً وعلّق سؤال الغد على صليب المجهول مثل آلهة الزمن القديم وذهب في الغموض الملحميّ .
وحدك مضيت تبحث عن معنىً لا يبين إلاّ لمن يحمل ألواحه على جراحه .
ألم زائد عن الحد !
كيف سنمضي بعد اليوم إلى أرض الخيال الأولى ؟ من يستطيع ان ينظّف الهواء من الغبار عن الأشجار العالية ؟ من سيبذر بذور الحنطة ويسكب الماء ؟
يوسف إبن ناصيف وناصيف إبن يوسف
نَبَتَ ناصيف قبل أوانه ، ولم يكن في أيام يوسف ما يكفي لتدريبه على احوال الطبيعة . وكذلك أنطوان الصغير يسعى لرجولة مبكرة وريتا تُهيِّىء نفسها للبحث عن لغة درست قواعدها وهبّت إلى الفَلاَح . كنت لهم موعداً وكنت لهم مورداً . ترقب في صمت إيناع الأولاد . ما بعدك قد لا يشبهك ، لكنّه مقدود من صخرتك ومن اوجاع مخاضك .
يوسف مسجّى الآن ، هادئاً ، تحاوطه الجبال العنيدة والأشجار العالية في ملتقى زمنين . ينام على الأرض التي زرعها .
ما هذه الحياة الباذخة العبث ؟ لماذا أسرعت إلى هذا الحد الساطع ؟ سنحرس حلمك وستغطيك الغيوم بقطنها الأبيض .
صمت قاطع بين الصوت والصدى في وادي السَقي العميق .
كان عليها أن تطول الحكاية يا يوسف !
الغروب يحمل الليل ويمضي من درب إلى درب
النجوم تطل على جبلك العالي تذكرنا بسرّ الحياة
سينبت العشب عالياً وستبعث حيّاً في أوراق الشجر التي زرعتها وسترفع لك تحية خضراء . وستكافئها بقطرات مطر ينعش قلبها الظامىء إلى يدك. لعلّك تنهض إلى اعلى والى ابعد .
أرى في البعيد طائراً يحملك إلى ما وراء الرؤيا في رحلة لا نهاية لها .
يوسف الصَدِيق أسمع موسيقى صمتك . . .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق