الدين والشريعةالرئيسية
*الكُلفَةُ تَطرُدُ الأُلفَةُ* أبو طارق الحوَّاس..
نهي النبي صلَّ الله عليه وسلم..
عن التَّكلفِ للضيف.. وقال..
*”الضيف يأتي ورزقه معه..”*
فالمفاخرةُ بتقديمِ الضيافةِ.. أفسدت فرحةَ اللقاء..!!
وأصبح التزاور هماً وغماً.. بعد أن كان فرحاً سروراً..
والبيوتُ قديماً.. كانت مفتوحةً للعشرات..
لتجتمعَ فيها الأُسَرُ طلباً للأنسِ والإستمتاع..
وكذلك لتجاذبِ أطرافِ الأحاديث الصادقة.. والإستماع إليها بِنَهَمٍ.. والتي كانت تَنبُعُ من القلبِ وإلى القلب..!!
ولكن البعض حول هذا الأُنسَ والإخاء..
إلى تعبٍ وهمٍ وشقاء..!!
فَقَلَّ المتزاورون..!! وزادَ المتخاصمون..!!
وَثَقُلَ الضيفُ على الأقاربِ والأصحاب..
لَمَّا ذهبتِ البساطةُ وطغتِ الكُلفَةُ..!!
فَغَدَى الزائر يُصِّرُ أن لا يدخل بيتَ زائرهِ..
إلا أن يشتري معهُ شيءٌ ما..!!
وأصبحَ صاحبُ البيتِ.. يُرهِقُ أهلَهُ ويُفرِغُ جيبهُ..!!
وذلك من أجل زائرٍ حبيبٍ.. لم يكن يُريدُ من وراءِ الزيارةِ إلا رؤيةِ صاحبهِ..
أو تَفَقُّدِ قريبهِ وَشُربِ فُنجانِ قَهوةٍ معه..!!
لذٰلك..
قَلَّ طَرقُ الأبوابِ وتزاورِ الأصحاب..!!
وَكَثُرَ الخِصامُ والتَّلاومُ والعتاب..!!
ولو فهموا لعلموا..
أن الأَمرَ كما قيل قديما:-
*{الكَرَمُ شيءٌ هَيِّن.. وَجْهٌ طَلقٌ وكَلامٌ لَيّن}*
ورحم الله القائل :-
*{زوالُ الكُلفَة.. يَزِيدُ الأُلفَة}*
فكم ظلمنا أنفسنا عندما ضيعنا التزاورَ..
من أجلِ كرمٍ مُستعارٍ.. وَالتَّكَلُّفِ معَ الإصرار..!!
تَبَسَّطُوا يرحمكم الله..
فمجالسةُ الأحبةِ على كوبِ ماءٍ وتمراتٍ وفنجانِ قهوةٍ..
خيرٌ من تأخُّرِ البركةِ عن بيوتٍ غابَ عنها طَرقُ الضيوفِ..!!
أحبابي في الله..
إجعلوا شعاركم..
*{الضيف يأتي ورزقه معه..}*
وأفتحوا الأبواب المغلقه..
لَعَلَّ الله بذٰلك يٌصلِحُ أحوالنا..
ويباركَ أرزاقنا.. ويرفعَ درجاتنا..
ويُكَفِّـرَ عنـا سيئاتنا.. وَيُقِـلْ عَثَراتنا..
إنه ولي ذلك والقادر عليه..
اللهم آمين آمين آمين يارب العالمين..
محبكم في الله..أبو طارق الحوَّاس..