منوعات

قصة من اروع القصص/ تقول الفتاة:

عندما كنت طفلة صغيرة لم اتجاوز التاسعة من عمري مرضت والدتي مرضا شديدا حتى انهك جسدها وتغيرت ملامحها وبهتت كوردة بالربيع لم يدركها المطر حتى ذبلت تماما رغم ان عمرها آنذاك كان ثمانية وعشرون سنة.
كان والدي يحبها جدا ولكن لاأعلم وقتها إلا أن إحداهن كانت تعمل بنفس مكتبه أخذت تسلب عقله وتفتنه شيا فشيئا مستغلة مرض أمي الحبيبة.
لاأعلم كيف استطاعت الوصول واختراق حرمة بيتنا الهانىء، وسرقت قلب والدي حتى استحلت غرفة والدتي تحديدا بعد أن تزوجها أبي بينما أمي طريحة الفراش في غرفتي.
شهر حتى فارقت جنتي الحياة للآسف!
لم يكن المړض من قتل أمي لقد قټلها مافعله والدي بزواجه وتجاهل تعبها ودون مراعة شعورها إذا لم يصبر حتى ۏفاتها على الأقل لا بل ضحكات تلك المرأة الخبيثة تملي آرجاء البيت حيث اصبحت الآمرة والناهية لكل شيء!
لقد مسحت أمي على شعري قبل ۏفاتها وقالت لي جملة مشهورة جدا لن انساها ماحييت اصبحت شابة ومازالت الكلمة تنخر بخلايا عقلي احفظها كما احفظ ساعة ويوم ۏفاتها..
عندما قالت لي ياصغيرتي تأكدي أنني لم امت من الرصاصة.
لكنني مت منذ رآيت مطلقها اعتقد أن الړصاصة هي زوجة أبي.
فعندما تزوجها واخترقت بيتنا كرصاصة قتلت سكينته وبدلت طمأنينته وسعادته ككابوس مرعب واصابت قلب أمي المسكينة وفتته تحسرا وألما على بيتها وزوجها كيف
وكأنما سيل جرفه بغمضة عين وقتل سعادتها أمام عينيها ثم قټلها ندما هل لو كانت سليمة معافية كان سيقترف ذات الشيء! المړض غلبها وشدة اختارها الله له لإنه احبها
لحسن الحظ كنت وحيدة لا أخ ولا أخت لدي وإلا كانوا عاشوا مثلي تحت رحمة المرأة الغاشمة هذه التى لاتملك ذرة واحدة من الرحمة إذ كانت تعاملني وكأنني آسيرة عندها من عدوها وتعذبني بغياب والدي وتضربني وتأنبني على آشياء بسيطة لاتذكر!
مرات عدة ذهبت مشتكية لأبي الذي كان يغيب كثيرا عن المنزل بسبب عمله فتتصدى لي وتقول له أمور غريبة تخترعها لم اكن افعلها أبدا!!
وتجعل قلب أبي كمن يصب الزيت على الڼار بعد أن تحشو دماغه عني فأصبح كمان ذهب ليشتكي وقبل أن ينهي كلامه فينال صڤعة غافلة تنسيه كل ماذهب لأجله تفتت ماتبقى من الروح رغم اني طفلة!
كل همي اللعب والكتب وتزين الدمى فقط الا انها حرمتني من ابسط حقوقي وقامت برميها بالقمامة وكانت تجعلني اقوم باعمال المنزل وعندما يقترب قدوم أبي تقف بالمطبخ وتبدو وكأنها عملت لساعات متواصلة وتبدأ بالنواح بعد وصوله تشتكي ۏجع ظهر واوجاع لا وجود له لتكسب حنينه.

ما ابرعها بالتمثيل لقد فات دور السينما والتلفاز ممثلة ببراعة زوجة أبي لقد كنت اشاهد وأعي ماتفعله كله بغيابه
كيف تتحول كالحرباء وترتدي لباس الاوجاع فجأة امامه
وبغيابه تضحك وتحتسي القهوة مع صديقاتها وتأكل الفواكه تشاهد الافلام وتتكلم بالساعات على جوالها غريب
آشياء كثيرة يعجز اللسان عن وصفها كانت تقترفها بحقي
اذا اتلفت كتبي ومنعتني أن اكمل تعليمي بحجة أنني كسولة.
وأنها تتعب بتدريسي هكذا ببساطة كذبت على والدي
وقالت له أن لافائدة مني وأن المعلمة تشتكي تقصري
فقام بفصلي بالصف الخامس الابتدائي حتى اساعدها بالمنزل لم يكن لدي وقت لاكتب واجباتي ولا لحفظ دروسي لأن طلباتها لم تكن تنتهي اصلا
واعمال المنزل الشاقة وغيرها وكنت انام من فرط التعب لاذهب باليوم التالي وتوبخني المعلمة دون ان تستمع لمعاناتي هي الاخرى قبل الفصل!
كانت تمنعني أن اخرج من المنزل حتى لايرى أحد اثار الټعذيب والصفعات على وجنتي فاكتفي بمراقبة الفتيات الصغيرات اللواتي من سني يلعبن بالحي من نافذة غرفتي
وتقتلني الحسړة والندم على طفولتي وعلى أمي ودموع عيني تكفن وجهي كل يوم تلفحني ڼار الخيبة وأتامل السماء بصمت شديد
كم تمنيت لو أن لي جناحين واطير من هذا المكان المظلم والبيت البارد الموحش بعد ۏفاتها لكن بكل مرة كنت احاول الطيران كانت زوجة والدي تقص لي اجنحتي ببراعة يالله
حاولت سابقا أن اخبر معلمتي عنها ولم تسمعني لقد ظنت أني كاذبة.

كبرت واصبحت شابة بعمر العشرين حقا لكن قلبي شاب منذ رحيل والدتي وغزاه البياض يرتعد بداخله صوتي المكبوت الذي لم يتقبل أحد أن يسمعه وكلماتي العالقة بحنجرتي عن الظلم وسوء المعاملة من إمرأة ابي كيف تقلب الادوار أمام والدي ويظلمني مرات ومرات بسببها
تقدم لي اكثر من شاب وتجعل والدي يرفضهم لحجج غريبة عندما يسألون عن عروس بالحي.
و في احد الايام رن جرس الباب بينما زوجة والدي نائمة وأنا اعد الطعام فتحت الباب فإذا بإمرأة بشوشة تقف على الباب تشتكي من ۏجع بالظهر تريد أن تأخذ الحقنة
كانت زوجة أبي عادة تعطي الإبر الحقن العضلية لنساء الحي لخبرتها بذلك، فقلت لها أن تتفضل ريثما تستيقظ الخالة لوحدها لأنني أخاف أن اقترب من غرفتها أو أن اقطع نومها الهانىء فتحل علي کاړثة.
استغربت المرأة من كلامي وقالت هل ستتركيني للإحتمالات ياابنتي هل إلى هذه الدرجة تخافين منها وإلى متى سأنتظر ياترى.
وأخذت تسألني عن حياتي ونفسي وأمي فقصصت لها فقالت يا بنيتي اريدك عروس لابني.
قالت ابني ارمل ولديه طفله وليده ماتت زوجته
فوافقت حتي اتخلص من عبوديه وذل زوجه ابي
دخلت زوجه ابي فسالتها تلك الفتاه ابنتك فاجابت بسخريه تلك ابنه زوجي فقالت اريدها لولدي واخذت موعدفي اليوم التالي حضرت وبصحبتها شاب وسيم لم ينطق بكلمه وكان وجهه حزين في اخر الجلسه قال لابي الزواج بعد اسبوع لم ينقصنا شئ.
مر الاسبوع سريعا وحان يوم الزفاف وبالفعل تجهزت وارتديت فستاني الابيض وكنت غايه في الجمال حضر الي واصطحبني الي منزله.
منزل من طابقين الطابق الاول تسكنه امه سيده محترمه حنونه تحمل طفله جميله سلمت عليها وقبلت الطفله تركني في اول يوم وصعد الطابق الثاني
ربتت امه علي كتفي وقالت اصعدي يا بنيتي وتداركي حزنه ارجو من الله ان يسعدكما.
صعدت الدرج في غايه الحزن والانكسار، دخلت الغرفه وجدت عمر جالسا علي طرف السرير يبكي
قالت في نفسها ما كل هذا الحزن علي زوجته الراحله
جلست علي الطرف الاخر منكسه الراس
نظر اليها عمر قائلا تزوجتك ارضاءا لامي اما انا فاعتبري هذا زواج علي ورق لاتنتظري مني اي شئ ولكي حريه الاختيار تعتني بامي والطفله فقط اومات براسها بالموافقه
سحب عمر وساده وغطاء ونام علي الاريكه
قضيت تلك الليله دموعي تنهمر كالشلال
في الصباح
نزلت الي الطابق السفلي حيث الجده والطفله ذات الخمس شهور اقبلت عليهما وطبعت قبله علي خد الطفله التي ملكت قلبي عندما حملتها بين يدي نظرتها الجميله براءتها اثرتني ابتسمت الجده وقالت اصبري يا ابنتي.
قضيت يومي معهم نزل عمر القي التحيه وخرج
بعد عده ايام اعتادت علي الطفله واخذتها للطابق العلوي احممها واحضر لها طعامها واحضرت الي البيت بعض الازهار والاشجار التي جعلت الروح تدب في المكان
فكنا نتناول القهوه ونتبادل الحديث انا ووالده عمر في جو مريح ومنظر الازهار المتفتحه
اعتاد عمر البعد عني فكنت اناجي الله في قيام الليل ان يدبر حالي.
في احد الايام اثناء نزولي تقابلت انا وعمر فقال لي لاتعتادي علي طفلتي لاني ساودعها دار ايتام او ربما ياتي من ياخذها.
فصدمت فانفعلت عليه وكانت اول مره فدفعني فسقطت علي السلم الي الاسفل وفقدت الوعي والدماء تغطي وجهي.
حملني مسرعا بين يديه وكانت اول مره اسمع نبضات قلبه مسرعا الي احدي المستشفيات وعندما استعدت وعيي وجدته بجانبي فبكي وقال لم اقصد دفعك فانني. احبك داوت تلك الكلمه كل ما مررت به من جراح
بعد عده ايام عدنا الي المنزل فوجدت والدته في استقبالي وابنتي متلهفه علي.
صعدت الي شقتي لاستريح وجدت عمر في انتظاري فقلت له هون عليك صارحني حتي يندمل جرحك وبعد تردد كبير نظر الي وقال تلك الطفله ليست ابنتي فصعقت.
فقال كنت احب خطيبتي كثيرا وبذلت اقصي ما بوسعي للحصول عليها وبعد معاناه حصلت عليها وحدث الزواج
في ليله الزفاف اعترفت لي بانها تحب شخصا ا اخر وانها حامل منه لكنه سافر وتركها وعندما عاد اثناء خطوبتنا لم تستطع البعد عنه وسلمت له نفسها وضحت بشرفها قبل زواجنا بشهرين ووعدها بالزواج ووعدته بان تغدر بي لكنه هو من غدر بها وتركها فلم تجد غير ذلك العاشق حتي يحمل ما فعله غيره.
توسلت لي بان امهلها حتي تلد ثم اطلقها فكبت حزني ولكن القدر كان ضدي فلقد ماتت اثناء الولاده وتركت تلك الصغيره التي لاذنب لها لي ولم استطع الاعتراف لامي حتي لاينكسر قلبها وبسبب تعلقها الشديد بحفيدتها كما تظن.
ماذا افعل؟؟
كنت اسمعك تناجي ربك وتدعيه فاحببتك ودعوت الله ان يزيل همي.
وجدتك صابره علي معاملتي القاسيه لكي وتعتني بامي وابنتي على اكمل وجه وجدت فيكي الزوجه والحبيبه
فرحت ودب الامل في قلبي لسماعي تلك الكلمات
فقلت له لانفرط بابنتنا وعود لحياتك واستمتع بشبابك فلقد اعطاك الله مالم يعطي غيرك.
تبدلت احوالنا ودفنا سرنا واخذني عمر الي فندق واتممنا زواجنا مع احتفال بسيط اسعدني به ورزقنا الله بأخٍ لطفلتنا الجميله فلقد تحولت حياتي من الفقد الي منتهي العطاء.
يقول جل جلاله ( إن مع العسر يسرا)
(وبشر الصابرين) (واصبر ما صبرك الا بالله)
(إنما يوف الصابرون أجرهم بغير حساب)
فاللهم اجعلنا من الصابرين.
اذا اتممت القراءه علق بالصلاة على النبي

التواصل الاجتماعي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق