اخبار الفن

على نَارْ ال (ROCK) الفنان مارسيل خليفة

وأنا أستمع وأشاهد أمسية ” ياسمينة صبّاح ” رفقة كورال الحكمة واوركسترا الشبية الموسيقيّة اللبنانيّة كان لا بُدَّ من معادلة يطيب فيها الاقامة في الأزمنة . كما تقيم الموسيقى في جُمل عابرة حيث تمرّ قوافل النوتات باحثة عن فكرتها .
وياسمينة قائدة الكورال والاوركسترا تطلق الجنون من جنونها كي يتعقّل أكثر وتطلقه بأصابعها . إمرأة تعرف طريقها بما ملكت من الجواذب وتعرف متى تعطي وتحجب وتُهجس رأساً وبالاً .
ماريو الراعي حين يعزف يلقي على النوتة قيْد المعنى فيأخذنا قوسه إلى البعيد البعيد ويشُّق المدى بعصا ياسمينة .
طبق من الحب غمرنا في التصاق قوس كمان ماريو مع عصا القيادة لياسمينة . ينحني لِحُرمتها بِكِبَرْ . له من السكون فائض . هو وهي كلّما أبرقوا تجلّوا في كون الحب .
ومن رميم ماضٍ يحييه صوت الكورال ويتوّجه ملكاً على عرش الذكرى لغد قديم . وجدت في اصواتهم مجتمعة طريقة أخرى لتدريب البقاء على البقاء . وجدت في اصواتهم مدى مغيّب في وطن ” الإشعاع والنور ” يتكاثر الحنين بين ضفاف القلب لاكتشاف الأمل المستحيل .
والاوركسترا تحاول جاهدة ان تشُقُّ للأغنيات طريقاً في رَحْبَة الأبهاء في واقع الحال الصعب . الف مودّة لكل عازف حين يلتقي على ورق الورد . أنتم في البال حين ينهار الوطن في وعود ذاهبة إلى نهايات .
ماذا نكون ؟! غير أننا أبناء أمسنا الذي يسكننا ويشدنا إلى ما بعد يومنا .
لقد تخففنا من هموم الدنيا وإن لم نعثر في صخب ” الروك ” على المعنى الضروري الذي يكفي لسد جوعنا . ففي ضوئه متسّع للنسيان . ولم يكن لنا الوقت للفصل بين القَبْل والبَعْد .
اهتدينا البارحة إلى فك الرموز بالكثير من النوتات لديمومة الذاكرة .
وأما أنا فلي من هوايَ لساري وعيّاد خليفة حصّة في القلب تزيد يوماً على صدر يوم . بحثت في نوتاتهم عن ملامح اهلهم الذين فرشوا لهم سجّاد المَسير إلى الحياة . يبايعون الزمان على أقدارهم ولا يتأففون من غربة طالت عن “الوطن السعيد”
الايطالي Vincenzo De Filippo سالت نوتاته على شهوة مباغتة .
نوتته إغراء الصمت في كعبة التأمل .
كذلك نديم طربيه لمسته إرواء عطش لمعنى مؤجّج غليله في مرْجَل روح تتعالى .
أنطوني الجميل وجاسون شويفاني ،اليينور مخلوف وماري مارون كَبُرَ الحنين في أصواتهم وصارت عاطفيّة وأشعلوا عتمة النسيان . وحافظوا على أطلال الماضي ممّا يهدمها . عثروا على كنوز من الاغنيات فكأنما انتقشت محفورة على حيطان الصالة القديمة كبلسم على جرح .
خرجنا من القاعة ونهضنا من صدمة الموسيقى الجميلة واستأنفنا عادتَنا في عجين الذكريات من الأشياء والمشاعر . نحّن إلى ماضٍ هجرناه ولم يهجرنا وذهبنا نغيّر ترتيب الحروف فتنبع كائنات مجهولة ونبحث عن سرّ العلاقة بين حروف جون لينون الصامتة فأدمنّا على اللعبة . .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق