نشاطات

حكاية #قعادة_زاج_وقعادة_زجاج النهايه فتاة جميلة تخرج من النخلة (الحلقة 3)

بلغ الخبر زوج المرأة فأتى لمساعدتها ،وتعجّب لمّا رأى ملابسها فوق النّخلة العالية ،ولم يصدّقها حينما روت له ما حصل، وحاول أن يتسلق الشجرة لكنه لم يفلح فلقد صار جذعها فجأة أملس، فأتى بفأس، وبدأ يضرب فيها لكي ليقطعها ، فأرسلت أنينا موجعا، وقالت له:
لا تضربني بفأسك
فتألم جذعي
كفّ عني يرحمك الله
أمّا سمعت أنيني
ورأيت دمعي
لمّا سمعها كفّ عن الضّرب، ونظر حوله بدهشة، لكن لم يكن قرب النخلة أحد، فخاف، وراح يبحث عن شخص آخر يتولى قطعها ،فوجد حطابا ذاهبا للسوق ،فقال له : إقطع تلك النخلة وبعها ،وسأزيدك فوقها عشرة دراهم !!! وما أن رفع الحطاب الفأس حتى أنشدت نفس الشعر ، فتوقف، وتعوذ بالله وقال: هذه نخلة يسكنها الجان ،ثم إنصرف وهو يلتفت وراءه بخوف. إستعان مسعود بشخص آخر لقطع النخلة ، لكنه هرب أيضا ،ولم يرد أحد قطع تلك النخلة مهما عرض عليه من مال ، وفي الأخير أتى برجل أصمّ وأبكم ليقطعها ، فراح يضرب فيه بفأسه ،وهي تئن وتسائله وتعاتبه ،وهو لا يسمعها حتى قطعها ،وهوت على الأرض ، فأخذت المرأة ملابسها وانصرفت مع زوجها إلى البيت وهما في غاية العجب، ونصحها مسعود بعدم الإقتراب من تلك الشجرة الخبيثة
في أثناء ذلك مرّت إمرأة عجوز فقيرة من جيرانهم بجانب النخلة المقطوعة وانحنت لجمع الحطب في زنبيل تحمله فوق رأسها ، فشاهدت في عراجين النخلة حبةّ بلح ذهبية اللون كانت هي كل ثمرها فقطفتها ،ورمتها مع الحطب، ثم قفلت راجعة إلى دارها ، إلا انها بدأت تحس بثقل الزنبيل فوق رأسها وكلما سارت ،ازداد ثقلا مع انها لم تجمع إلا بضعة عيدان صغيرة ، فأنزلته من فوق رأسها ،ونظرت داخله لتعرف سبب ثقله ، فوجدت حبّة البلح قد كبرت داخل الزنبيل ،ففرحت ،فلها ما تأكله في عشاءها ،فحملت الزنبيل على ظهرها ،وهي تنوء بحملها الثقيل ، ولمّا وصلت البيت رأت أنها لا زالت تكبر، فغطتها بخرقة قماش، وقالت في نفسها سأتركها حتى يزيد حجمها ،ثم أنزل بها إلى السوق وأبيعها بثمن جيد وأرتاح من جمع عيدان الحطب التي لا أربح منها سوى الفتات .
ومرت الايام وحبة البلح تعظم ،وفي الأخير انشقّت إلى نصفين، وخرجت منها طفلة جميلة ،ولما دخلت العجوز وجدتها جالسة وسط البلحة وتأكل منها، فرحت العجوز بالبنت وحمدت الله الذي رزقها بمن يأنس وحدتها ا،فطول حياتها عاشت وحيدة ، وراحت تربي الطفلة، وتعتني بها ، هي تنمو وتكبر وتزداد ملاحة ، وعندما غدت فتاة شابة تولت أعمال البيت بمفردها وركنت العجوز إلى الراحة والرضى يملأ نفسها، إلا انه مع الايام اخذ الخوف يساورها من ان تفارقها الفتاة في يوم من الايام وترجع هي إلى وحدتها وسابق حياتها فعملت على تشديد حراستها عليها وحرصت على ابقائها في البيت لتخفيها عن عيون الناس لكي لا يتعرف عليها أحدهم فيكون سببا في فراقها ..
صادف ذات يوم أن طلعت الفتاة إلى سطح بيت العجوز في وقت كان فيه مسعود يطل من نافذة بيته ،فوقع نظره عليها ،وأعجب بجمالها أشد الإعجاب . وقال في نفسه : لعلها أحد أقارب العجوز ، وحاول نسيانها لكنه لم يقدر ،وصار يقف وقتا طويلا لرؤيتها ،حتى لاحظت امرأته ذلك ،وحين سألته أخبرها أنه يحب أن يشم هواء الصباح ،وبمرور الأيام علم أن الفتاة قلما تغادر البيت ،وأصبح مقتنعا أنها تعيش هناك ،وتساءل باستغراب من أين جاءت ؟ فالعجوز ليس لها بنات ،هذا ما يقال عنها !!! وفي الأخير فكّر أن يذهب لجارته ،ويسألها عنها ، وعن أهلها ، لكن خاف أن تراه امرأته ،فلقد بدأت في الارتياب به ،فعزم أن ينتظرها بعيدا ناحية الغابة ،ويتحايل لمعرفة حكاية تلك الفتاة، ومن تكون ..

لمّا التقى بالعجوز في الطريق، سلم عليها وسألها على صحتها ،فأجابته أنّها بخير، واستغربت من لطفه ،فهو نادرا ما يكلمها رغم أنها من جيرانهم ، وبعدها قال لها:من يوم وقعت عيني على تلك الفتاة التي عندك ،لم يغمض لي جفن ، وأريد أن أتزوجها، واطلبي المهر الذي تشائين!!! إنزعجت العجوز لمعرفته بسرّها، إلا أنّها تمالكت نفسها، وأجابته أنّه لا أحد يعيش معها ، وقلّما يزورها أقاربها ،ولو كان معها أحد لما خرجت للبحث عن رزقها ،ولارتاحت في دارها ،أما من رآها فهي إبنة جارتهم ،لم يجد مسعود ما يقوله ،فلاذ بالصّمت ،وترك العجوز تسير في سبيلها ،وانصرف لحاله ، أما الفتاة فلم تعد تطلع إلى السطح ،واختفت عن الأنظار،فاشتدت حيرته،وأخذ يستوقف العجوز كلّما رآها ويسألها عن الفتاة ، ولم يكفه ذلك ،وصار يذهب لدارها حاملا الهدايا ،وهي تكرّر له أنّها تعيش بمفردها ، لكنّه لم ييأس حتى اليوم الذي رأى الفتاة تكنس أمام البيت ،فأتى إليها يجري ،لكن العجوز أدخلتها ولفتها في حصيررة ووضعتها في ركن .
،ولما جاء مسعود لم كانت الفتاة قد إختفت وقال : أنا متأكّد أنّك تحاولين إخفاءها عني ،فدعيها على الأقل تقول رأيها ،فتحت العجوز باب دادرها وقالت أدخل ،وفتش ،دار الفتى في الغرف ولم يجد أحدا ولمّا همّ بالخروج أطلت عليه الفتاة من شقّ في الحصيرة، فأعجبتها هيئته ،وعطست لكي تلفت إنتباهه دون أن تغضب منها أمّها .لكن العجوز فهمت أنّه لا مفرّ لها من مفارقة الفتاة، فقررت والمغالاة في المهر لعله يعجز عن ذلك، فأجابته قائلة: أريد منك كيس ذهب وكيس فضة مهرا لها. فأجابها إلى طلبها. في هذه الأثناء إلتفتت الفتاة نحو العجوز لتقول لها : هذه مطالبك وحدك، وأنا لي شرط ،ولن أتزوجه إلا إذا لبّى ما أريده، سألها مستوضحا: ماذا تطلبين؟ أجابت : أريد قعادة (سرير) زاج وقعادة زجاج لننام عليهما ،ولن أتزوّجك بدونهما، قال مسعود : لك ما تطلبين،فأنت غالية على نفسي .
إنصرف مسعود ليحضر للعجوز أكياس الذهب والفضة ا، وليجهز لغرفة نوم الفتاة سرير من زاج وسرير من زجاج . وبعدها حددوا يوم الزفاف وزفت له الفتاة في اليوم المعين.ليلة الزفاف دخل العروسان غرفة النوم وقعد واحد منهما على سرير وعندما هم بالاقتراب منها تكلم السّرير الذي تحته قائلا:قعادة زاج وقعادة زجاج. وإذا بالسّرير الآخر يجيبه متسائلا: كيف يصح بين الأخوة زواج؟لم تلق الفتاة إهتماما لما سمعت أما هو فقد تسمر في مكانه يبحث عن تفسير لما سمع ، وحينما لم يهتد إلى شئ، حاول الاقتراب من زوجته مرة ثانية وإذا بالسرير يعيد قوله: قعادة زاج وقعادة زجاج. فأجابه الثاني: كيف يجوز بين الأخوة زواج؟ تراجع الرجل مرة ثانية يعاود التفكير دون أن يهتدي إلى شئ ، إستمر السريران يكرّران حوارهما كلما هم الرجل الاقتراب من زوجته، وفي الأخير قال لنفسه: لا بد وأن هناك أمرا وراء نطق السريرين وحوارهما يكمن في حياة هذه الفتاة التي ظهرت فجأة في بيت العجوز ،ولا بد لي من معرفته ، فقال يخاطبها: لك عهده وميثاقه اني لن أقربك كزوجة أبدا ، وكل ما أرجوه هو أن اعرف حقيقتك واسمع قصّتك.
أخذت الفتاة تروي له قصتها من البداية وتروي له معاملة زوجة أخيها لها واتهامها في شرفها واستدلالها بعظاية مسلوخة حتى أوغرت صدر أخيها فقتلها ودفنها بجانب البئر إلى آخر قصتها ، كانت تتكلم وهو مصغ لها فعرف أنها اخته ،وأيقن أنّ زوجته كادت لها وتسببت في قتلها ، فندم على ما بدر منه ، فأقترب منها يضمها إلى صدره وهو يقول لها: سامحيني فأنا هو أخوك ، ولقد صدقت وشايات زوجتي ضدّك وقتلتك. إبتسمت له أخته ،وقالت لا عليك فلقد قدر الله أن يبعثني من جديد في أجمل صورة ،أن يكشف لك غدر زوجتك التي لا تفكر سوى في نفسها وعائلتها ، ، ونادى مسعود زوجته ،وطلقها ،وبقي يعيش مع أخته كما كانا من قبل وأتيا بالعجوز التي حمدت الله الذي أعطاها إبنان يؤنسان وحدتها عوضا عن بنت واحدة ،وسبحان الله على حكمته ولطف تدبيره …

تمت…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق