شعر وشعراء

رحيل الشاعرة العراقية أوهام جياد الخزرجي بعد رحلة عطاء و ابداع و صراع مع المرض ٠

تغريدة الشعر العربي السعيد عبد العاطي مبارك - الفايد " مصر "

” كان طيفك أمامي ، دعاني أن أنسى آلامي ،
دعاني أن أحبه ..وأنسى أيامي ..
دعاني أن أموت !
أو أن أتخلى عن وجداني !
سراب ،
كان محظ سراب ، لن ألقاه ،
خطواتي بعيدة ..
خطواته قريبة ، تنبض فيّ ،
كلانا هاجسان متألمان ،
كارثة أن أحبه ،
أن أرى روحه !
هو لا يراني ..
بل تمنى فقداني !
ويا حسرتي على نفسي ، أن أراها تتعذب ،
وأنا بين يديه أصارع الموت !
أقتات الرحمة ، أو الموت فجأة !
تاركة عذابي يدور ، ويدور حولي ،
أنه يتوسل ، محاولا انقاذي ،
يستدرجني ،
كي يفتح قبري !
ويطلق روحي …..!
أتراه يطلق روحي ، أم تراه نسى !
لحظات تتجافى قطرات ندى ، على وردة حبي ،
ورود تتراقص على شفير روحي ،
ضاعت لحظات على مرور الأيام …
نسي الحب وروده ..
ضاع في الطرقات ،
الألم باق ، والحزن سارق صغير ،
سرق أملي ..
أملي أن ألقاك ، كي أنساك !
وطائرك المهاجر حلّق بعيدا ،
خائفا ..
أتراه يتلوى ؟
أم أرتطم بصخور القدر ؟ ! “.
( من قصيدة : ردهة الموت )
—–
مازال مسلسل رحيل الشعراء يتدفق ألما بين وادي الاحزان عبر رحلته المكلومة تتساقط أوراق الشعر و الشعراء ، ليخلد ذكراهم قصائدهم و هذا هو العزاء الوحيد من وراء النسيان هكذا ٠٠٠
وهذا يظهر جليا مع شاعرتنا العراقية الراحلة أوهام جياد الخزرجي ، في قصيدتها الجدلية بعنوان ( ردهة الموت حيث تصور لنا مدي القلق و الصراع مع خضم الحياة من خلال فلسفة الموت الذي ينهي مشهد وجودها برغم مشاعرها المسافرة مع وجع الروح و هي غض تنشد الجمال في صرختها المتشابكة بالأغصان نحو عالمها المتداخل ٠
و التي قد غادرت ساحة الأدب في صمت تاركة لنا نتاجها الفني لتمض نحو عالمها في ثبات داخل محرابها واتجاهاتها التأملية ٠٠
انها سليلة بيت الخزرجي و لم لا فهي حلقة متصلة بالشاعرة العراقية الكبيرة عاتكة الخزرجي ٠٠
و شقيقها الشاعر أمين جياد ٠
والأديبة و الشاعرة و القاصة أوهام جياد الخزرجي ترحل عنا عالمنا في هذه الأيام
يوم الخميس ٩ تموز / يوليو ٢٠٢٠ م في مدينة بغداد، بعد معاناة مريرة مع مرض السرطان قرابة الخمس سنوات العجاف لكنها تكتب في مرايا الحقيقة برغم حجم المعاناة .
و قد نعاها الاتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق ٠
كما قدم المثقفون و الأدباء و الشعراء كلمات التأبين حيث لها حضور بينهم ينطق بدورها الثقافي ٠

مختارات من شعرها :
=============
و ها هي شاعرتنا العراقية أوهام الخزرجي تحلق بنا نا داخل دوحتها الغناء كطائر صداح جريح وسط ظلال و متاهات الوجود تصارع أمواج القلق و الاحزان تتفلت من زوايا الحياة في تناغم مطردا نحو الأفق البعيد مع دوامات الواقع الذي بات يعصف بالواقع المرير الذي يسافر معها كالسندباد تأمل المكسب من هذا الرهان المعقد لتقول في قصيدة ( لعبة الشطرنج ) في ثنائية الفلسفة :
منذ ان سار بنا الركب .. وأنت تجادلني ،
تلاحقني ..خطوات متشابهة ،
خطوات متباعدة ،
تهواني نافذة القلب !
هي محطتي ، مبعث روحي وموتي ،
سكون ساد الصمت !
أزهار تتقافز !
تمحو الأثر .. تتركني أتيه . أواجه القدر !
خطوات متشابهة ..
ونقطة عندها نلتقي ،
سكون حائر بنا كيف ننتهي !
أو تنتهي بنا الأشياء ،
لا جدوى من الحب ..
لا جدوى من الموت..
أرواح حائرة ، هي ساحتي !
أوقات ضائعة ، كيف السبيل !
تتجه غربا ، أو تتجه شرقا ،
تتجه جنوبا ، أو تتجه شمالا ،
أبواب مثقلة ، تحمل كل همومي ..
أسفار تدور حولي ،
ونجوم تهوى الشفق ،
ضياء روحي ، والغياب !
لغة أجهلها ..
حروف كلماتها دمي ! .
***
و تقول الشاعرة العراقية اوهام جياد الخزرجي في قصيدة فلسفية جمالية ذات دلالات اشراقية تفيض بعمق الرؤي تحت عنوان ( عن لحظة فيها حياة ٠٠ ) :
عن موج عينيك أبتعد ،
وان كنت على شاطئك ..
أغني قصائدي التي لا تنتهي ،
ضياء يتوحد فيّ ،
يقذفني على شاطىْ الهمّ ،
حزن أن تراني أتوسد الكلمات ،
ضائعة في دروب الريح ،
قسمات وجهك يا ريح ، تتلمسها أناملي ،
همسات الليل ..
ونجوم قادتني ، لبعد ، يكاد يضيعني ،
كلمات مسطورة لا تنتهي ،
والدمع واقف يرتشف الأقاويل ،
باب حبك مجنون ،
فراشات تتنقل هنا وهناك ،
حائرة تلهمني صبري .

***
و في هذه القصيدة تتوقف مع حلم الرومانسية بين أهداف الهوي و الغزل تصدح بكلمات تفتح مسارات الحياة في تلقائية بعنوان ( علمني أن أهواك ) في جرأة تختصر المشهد عن يقين :
أين أودعتني فيك ،
علمني أن أهواك ،
أراك فيّ .. تراني فيك ،
علمني أن أهواك
حتى وأن سرنا سوية ،
قلبي .. قلبك ،
أشياء وزمن يمحوني ،
هل الشعر قارورة الحب ،
سرت بعيدا ،
وأن ارتديت ثوب الحزن ،
لا تأسى عليّ ،
أنا في دربي ، أنثر حبي ،
أحاول أن أدق أبواب النسيان ،
وأنت في اللامجهول ،
تبحث عني .. أنشدك النسيان ،
كنت طيفا يبهرني ،
أو حلما جاءني ، وأنا أغور فيك ..

***
و تقول الشاعرة أوهام الخزرجي في قصيدة أخري بعنوان ( بصمة الاشياء ) حيث تسبح بين ظلال الوادي في عزلة و منفي تسترجع حنين الذكريات :
في منفى الروح ، تتركني الاشياء ،
صراع في داخلي ،
ان بعدت .. أنت في ذاكرتي ،
تمحو الزمن .. تمحو الأشياء ،
الشعر هو قافلتي ،
سلوى روحي ،
وان جالت .. أروي به عطشي ،
وان جالت .. تتركني واقفة ،
أنتظر ألما ، أو حزنا آخر !
دماء تناثرت فوق جدراني ،
سالت دموعي ..
أصوات تعالت ، أقدام تقاربت ،
واغفاءة تاركة كل شيء ،
تلك بصمة …
كلمات لا تشبهها كلمات ..

***
و تقول الشاعرة الراحلة أوهام حياد في قصيدة بعنوان
( قدسنا ،،،معراجنا ) حيث تطوف بنا حول القدس في رحلة تستلهم التاريخ المشرق في ثنائية العشق تكشف لنا مدي جرح المؤساة :
قدسنا منا أضاءت،
منها الدمع يستفيض ،
واليها الروح أستفاقت،
أرض الصّبِّ،
كانت هي الحلم،
للعين راقت،
أي الجموع بنا ،
أستلهمت منها وغارت،؟؟
كأن الكفُ يدلنا ،
من هنا درب الجنان ،
واليها الروح سارت،
يامسرى النبوة ،
ومعراجها بك الاقمار دارت،
أي الحزنين كانا معي ،
يوم الطفّ كان الحنين واليك،
وبك السماء حارت،
نراك أيقونة الأرض وزمردها،
حجر ينتظر واخرى أستشاطت،
حنينها يكن نجمها ،
وبأحضانها ترامت أزمانها،
وأستجارت.

رحم الله شاعرتنا الراحلة أوهام الخزرجي الصوت العراقي القوي الذي يمثل أحلام و أحزان المرأة العراقية عن تجربة صادقة مؤثرة في المجتمع و المحافل المختلفةلتبق في سجل الخالدات دائما ٠
مع الوعد بلقاء متجدد لتغريدة الشعر العربي أن شاء الله٠

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق