قراءة في كتاب القرآن الكريم والتوراة والإنجيل والعلم، دراسة الكتب المقدسة في ضوء المعارف الحديثة (14)

الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد:
* العهد القديم (3)
– أسفارُ العهد القديم
يتكون العهد القديم من عدة أسفار لا تتساوى في طولها وتختلف في النوع حيث تمت كتابتها على مدار تسعة قرونٍ أو أكثر، وبعدة لغات مُعتمدةً على التراث المنقول شفويًا، وتشمل هذه الأسفار أناشيد ونبوءتا يعقوب وموسى -عليهما السلام- والوصايا العشر، والنصوص التشريعية التي تم تحديدها قبل سَنّ القوانين، وهي موجوة بشكل متفرّق في مجموعات العهد القديم.
– في القرن العاشر قبل الميلاد تم تحرير النص المعروف (بالرواية اليهودية) والتي شكّلت فيما بعد بُنية الأسفار الخمسة التي عُرِفت فيما بعد بإسم أسفار موسى الخمسة، وتم إضافة روايتان إلى هذه الأسفار الأولى تم تسميتها: (بالألهيمية)، والثانية بإسم: (الكهنوتية)، ويتحدث النّص الاول عن الفترة: مِن أصل العالم حتى موت نبي الله يعقوب -عليه السلام-، ثم بعد هذه الفترة تمت اضافة نصوص أخرى منها ما تحدث عن أنبياء الله إبراهيم ويعقوب ويوسف -عليهم السلام- وهكذا على مدار العصور كانت تُضاف نصوصًا أخرى كثيرة إلى الأسفار.. ويخلص بوكاي إلى أن الوحي يختلط بجميع هذه الكتابات، ويضيف: “أن النصوص التي نملكها اليوم هي من مخلّفات الكُتّاب الذين عالجوا النّصوص على سجيّتهم وحسب الظروف التي عاشوها والضرورات التي كان عليهم مواجهتها.
– ويضيف: انه عند مقارنة هذه المعطيات الموضوعية بتلك التي تكشف عنها مقدمات الكتب المقدسة المخصصة للعامة للاطلاع عليها، ندرك انها تُسوّق الأمور بشكلٍ مختلف، حيث تسكت عن الامور الأساسية الخاصة بتدوين الكتب، كما أنها تحتفظ بغموض يُضِلُّ القارئ، وتقلل من شأن قضايا أخرى لدرجة أنها تعطي فكرة خاطئة عن الواقع الذي حدث بالفعل، وهكذا فإن مقدمات كثيرة من الكتب المقدسة تشوّه الحقيقة..
– أسفار موسى الخمسة (أو التوراة)
وتعني المؤلَّف الذي يتكون من خمسة أجزاء وهي: سِفرُ التكوين، وسفرُ الخروج، وسِفر اللاويين، وسِفر العدد، وسِفر التثنية، وهي التي يتشكّل منها العهد القديم الذي يقع في تسعٍ وثلاثين مجلّدًا.. وأما الحُكم على هذه النصوص فأتركه لمقالة الغد بمشيئة الله تعالى، فكونوا على موعدنا المتجدد بارك الله فيكم.
– مقالة رقم: (1603)
07. ذو القعدة. 1445 هـ

د. محمد طلال بدران (أبو صُهيب)