الرئيسيةبارعات العالم العربيمقالاتمكتبة الأدب العربي و العالميمنظمة همسة سماء
مكانة وواقع المرأة في الإسلام مقارنة مع مكانة المرأة في الحضارات القديمة مقارنة حالها في ظلِّ الإسلام مع حالها في ظلِّ الحضارات والأديان الأخرى، ولاسيّما الحضارات والأديان الشرقية التي أورثت العرب والمسلمين الكثير من عاداتها وتقاليدها.( الجزء الثاني)
فاطمة ابوواصل اغبارية
المرأة عند الرومان:
الرومان هم ورثة حضارة اليونان، فنجدهم التزموا بالموقف اليوناني من المرأة وهو موقف الاستهتار بها، واعتقادهم بأنها أقل قدرة من الرجل، لذلك لابد من بقاء سلطة الرجـل عليها وتحكمه بها).
فلم تكن المرأة في الإمبراطورية الرومانية أحسن من غيرها في ظل الجاهلية، فقد كانت أقبح حالا أو أكثر من ذلك، لأنهم يعتقدون أن المرأة أداة للإغواء وسيلة للخداع وإفساد قلوب الرجال، لذلك كانوا ينظرون إليها نظرة احتقار واستذلال ، حيث اعتبر الرومان المرأة متاعا للرجل وسلعة رخيصة يتصرفا
لمحة موجزة عن مكانة المرأة في الحضارات المختلفة
.1 مكانة المرأة في الحضارات البدائية
: اعتبرت العصور البدائية عصور ذهبية للمرأة عامة وللزوجة خاصة، إذ كانت هذه الأخيرة عصب العائلة، وينتسب الأولاد إليها، ولها مرتبة أعلى من مرتبة الرجل، وكانت محترمة من طرف العشيرة، حظيت بالتقديس لأنها السبب في استمرارية البشرية، لكن مع تطور الإنسان، ومع زيادة الإنتاج والثروة، وفي عهد الملكية الخاصة، فرض الرجل سيطرته في المجتمع، لينزع من المرأة حقها في انتساب الأولاد إليها، ويورثهم كل أملاكه، وتتراجع بذلك مكانة المرأة ، و يبدأ الرجل في فرض سلطته عليها.( ناي
2- مكانة المرأة في بلاد الرافدين:
رغم أن المرأة في بلاد الرافدين كان لها الحق في أن تدير بيتها ومزرعتها، وأن الشرائع الميزوبتامية أعطت للمرأة حقوقا من أهمها حق البيع والتجارة والتملك، إلا أن الرجل كان هو المسيطر في كل الأحوال، فكان من حقه بيع زوجته لسداد لما عليه من الديون، كما أن الحكم الأخلاقي على الرجل يختلف عن المرأة، فزنا الرجل كان يعد من النزوات التي يمكن الصفح عنها، أما زنا المرأة (الزوجة) فكان عقابه الإعدام.
4).قوانين حمورابي
التي تعتبر أكمل نص تشريعي قديم ظهر حتى اليوم، أعطى فيه للأب سلطة بيع أفراد أسرته أو هبتهم للغير مدة من الزمن، كما نص القانون بأن المرأة إذا أهملت زوجها أو تسببت في خراب بيتها تلقى في النهر، ونص كذلك على أنه عند اتهام الزوجة بالزنا دون دليل على ذلك وتناولتها ألسنة الناس تلقي في النهر وتغطس في الماء، فإذا عامت على وجه الماء كانت بريئة وإذا غطست اعتبرت آثمة.
أما شريعة القصاص فقد تدنت بمنزلة المرأة تدنياً كبيراً، فمن قتل بنتا رجل كان عليه أن يسلم ابنته له ليقتلها أو يمتلكها والمرأة البابلية لم يكن لها أن ترث إلا في حالة عدم وجود الذكور، أو كانت المرأة كاهنة، أما الأرملة فلم يكن لها من الميراث شيء إلا بقاءها في منزل الزوجية، أما إذا تركت الزوج فلا ترث منه شيئا
كما كان يتصل بالهياكل عدد من النـساء، مـنهن الخادمـات، ومـنهن السراري للآلهة أو ممثليهم، الذين يقومون مقامهم على الأرض، ولم تكن الفتاة في تلك الفترة ترى شيئاً من العار في أن تخدم الهياكل على هذا النحو، وكان أبوها يفخـر بـأن يهـب جمالهـا ومفاتنها لتخفيف ما يعتري حياة الكهان المقدسة من ملل وسآمة، وكان يحتفل بإدخال ابنته في هذه الخدمة المقدسة، ويقرب القرابين في هذا الاحتفال
الفارسية في مكانة تختلف عن مثيلاتها في المجتمعات القديمة، حيث قرر الفرس بعد جدال ونقاش أن المرأة إنسان إلا أنها خلقت للذل والهوان، ولتكون في خدمة الرجل وتحت أمره ونهيه يتصرف فيها كتصرفه في السلعة، وله أن يحكم عليها بالموت.
كما عليها أن تعيش تحت أنماط الظلم، فكان للزوج السلطة الكاملة والتامة في التصرف في زوجته، وكان تعدد الزوجات دون قيد وشرط تشجيعا للنسل. ، وكانت ولادة البنت عند الفرس تجلب اللوعة والحسرة، لأنهم يربوهن لمنزل رجل أخر يجني منها الفائدة، أما والدها فلا
.1 المرأة عند الهنود:
كانت نظرة الهنود إلى المرأة بين الإفراط والتفريط، فهي ذليلة مهينة ليس لها حق الاستقلال عن أبيها وزجها أو ولدها، فإذا مات هؤلاء وجب أن تنتمي إلى رجل من أقارب زوجها، وهي قاصرة طيلة حياتها، وتحرم من الحقوق الملكية والإرث، وتبقى ملكا للرجل مدة حيازته لها حتى آخر أنفاسها.
كما اعتبروا المرأة دون الرجل منذ الولادة والخلق الأول، ففـي أسـاطيرهم أن المبدع الإلهي عندما أراد خلق المرأة وجد أن مواد الخلق قد نفذت كلها في صـناعة الرجـل، ولم يبق لديه من العناصر الصلبة بقية ، فحل هذه المشكلة عن طريق البقايا المتناثرة من خلـق الرجل، فصاغ المرأة من ما تبقى من القصاصات التي تناثرت من عمليات الخلـق الـسابقة. ( ول
مادة الإثم وعنوان الانحطاط الخلقي والروحي، ولا خير فيها، ومما ورد في شرائع مانو أن الوباء والموت والجحيم والسم والأفاعي والنار خير من المرأة، (ول ديورانت، 1988، ص 178). كما جاء أن الزوجة الوفية يجب أن تخدم زوجها كما لو كان إلها، وألا يأتي شيء من شأنه أن يؤلمه حتى وإن خلا من الفضائل، وعلى المرأة أن تخاطب زوجها في خشوع قائلة له: ” يا مولاي وأحيانا يا إلهي”، وتمشي خلفه بمسافة ولا تتكلم معه، ولا تأكل معه، بل تأكل مما يتبقى من الأكل
كما لم يكن لها حق الحياة بعد وفاة زوجها، بل يجب أن تموت يوم موت زوجها، وأن تحرق معه وهي حية على موقد واحد، وإذا رضيت أن تعيش بعد زوجها، فهي قد تخففت من الموت المادي إلى نوع من أنواع الموت المعنوي، فعليها أن تحلق رأسها أو تجدع أنفها أو تصلم أذنها، أو تشوه وجهها، لكي تضمن ألا ينظر إليها بعد زوجها رجل آخر، واستمرت هذه العادة حتى القرن السابع عشر ميلادي، حيث أبطلت على كره من رجال الدين الهنود)، كما كانت تقدم فيها كيف ما شاء، وحياتها ليست ملكا لها، وإنما لأبيها ثم لزوجها من تاريخ زواجها ثم لأبنائها بعد وفاة زوجها، وملكيتهم لها ملكية السيد للرقيق.
ووصل الأمر بهم إلى حد عدم مراعاة إنسانيتها، فأجازوا للرجل قمع أمومتها ساعة يشاء بأن ينتزع أولادها منها وتركهم يتعرضون للمرض والموت بعيدا عنها وربما أمامها، وكانوا يعتبرون أن المرأة والعبد من جملة أدوات الرجل الضرورية التي لابد منها . ومن شرائعهم: أن العمل الذي يقوم به إنسان تحت تأثير المرأة عمل باطل قانونا، وأن المرأة إن مات زوجها لم ترث من ماله أ شيء.
ومن عجيب ما ذكرته بعض المصادر، أن ما لاقته المرأة في العصور الرومانية تحت شعارهم المعروف ” ليس المرأة روح” فيتم تعذيبها بسكب الزيت الحار على بدنها، وربطها بالأعمدة، بل كانوا يربطون بعضها بذيول الخيول، ويسرعون بها بأقصى سرعة حتى تموت.
والأغرب من ذلك كله ما يروي التاريخ في ذلك أن الرومان عقدوا مؤتمر للبحث في شؤون المرأة، وانتهى بالقرارات الآتية:
> أن المرأة ليس لها نفس، لذلك فإنها لا تستطيع أن تنال الحياة في الآخرة.
> يجب على المرأة ألا تأكل اللحم، وأن لا تضحك، ويجب عليها أن لا تتكلم.
> المرأة رجس من عمل الشيطان، تستحق الذل والهوان في المجتمع.
> على المرأة أن تقضي حياتها في طاعة الأصنام وخدمة الزوج.
وقد طبق الرومان هذه القرارات فكانوا يضعون قفلا على فم المرأة لمنعها من الكلام، وتمشي في الطريق على فمها قفل من حديد يسمي “موزلير” لأن كلامها أداة للإغراء.) .
وفي الحياة العامة كانوا ينظرون للمرأة على أنها مجرد متعة للرجل حيث أنهم شجعوا العهر وأباحوه دون أن يراعوا حرمة أو دينا، وكانت هذه المهنة ينظمها القانون ويشرف على تنظيمها وتحديد أجورها.
المرأة عند الفرس:
كانت التقاليد الفارسية تحط من قدر المرأة وتهينها، وتنظر إليها نظرة تعصب وتشاءم منها، ففي الديانة الزرادشتية يحقرون شأن المرأة، ويعتقدون أنها سبب الشر الذي يستوجب العذاب والسخط لدى الآلهة، فلم تكن المرأة
2. مكانة المرأة في الشرائع السماوية: وقد تباينت مكانة المرأة واختلفت حقوقها وواجباتها في الشرائع السماوية، حيث فرضت على المرأة قيود مجحفة في حقها لاسيما المحرفة منها، ولتوضيح مكانة المرأة في الشرائع السماوية لنا وقفات عن
حقوق المرأة فيø الشرائع.
يتبع الجزء الثالث …