اخبار العالم العربي

ندوة مناقشة مشروع منح التفرغ للشاعر والروائي احمد فضل شبلول “دفتر العقل” يحمل اتجاهًا شعريًّا جديدًا

الدكتورة ايمان نجم

يتطلع الشاعر أحمد فضل شبلول إلى الإسهام بتجربة شعرية جديدة ومغايرة من خلال ديوان شعر تتمحور قصائده حول “العقل”.
وهو يعتقد أن الاتجاه الوجداني سيطر على رقعة كبيرة من ساحة الإبداع الشعري، وخاصة عند الشعراء الرومانسيين أو مدرسة أبولو الشعرية، من أمثال إبراهيم ناجي وعلي محمود طه وأحمد رامي وغيرهم، وأن القلب كان هو المنوط بعمليات الحب والهيام والشوق والغرام، وتم نفي العقل لصالح القلب، مع أنه ثبت علميا أن العقل هو مركز العمليات الوجدانية التي يشعر بها القلب. ويعتقد شبلول أنه يرد تلك العمليات إلى محركها الأساسي وهو العقل، الذي يصفه البعض بالجفاء وعدم التفاعل مع العواطف والأحاسيس الوجدانية، وقد ثبت أن العقل هو مركز هذه الأحاسيس، وأنه يتمتع بالعلم والحياة والقدرة والإرادة والكلام والسمع والبصر وغير ذلك، وأن العمليات العقلية هي التي تتحكم في مصير الإنسان وليست العمليات الوجدانية أو العاطفية التي سرعان ما تزول وتنتهي مثل أي انفعالات وقتية، ولكن تترك أثرها في العقل وفي اللاوعي أو العقل الباطن الذي له دوره الخطير في مسيرة الإنسانية، فهناك العقل الجمعي، والعقل الباطن النوعي، وصولا إلى الإدراك الشامل والعقلي الكلي للكون والحياة، وهو “الله”.


ومن مميزات العقل أنه يملك القدرة على التخيل والتمييز والتقدير وهو مسؤول عن معالجة المشاعر والانفعالات، مؤديًا إلى مواقف وأفعال.
وعلى الرغم من أن هناك جدالا بين الفلسفة والدين والعلوم حول ماهية العقل وصفاته المميزة، فإن الشاعر أحمد فضل شبلول استطاع من خلال قصائد ديوانه الجديد “دفتر العقل” – الصادر عن إبداعات التفرغ بالمجلس الأعلى للثقافة بالقاهرة – أن يتغنى بالعقل ويرصد تحولاته وإشعاعاته ومشاركاته في المسيرة الإنسانية، فقدم ستًّا وعشرين قصيدة، وقعت في 122 صفحة.

هل يمثل ديوان “دفتر العقل” اتجاهًا شعريًّا جديدًا في شعرنا العربي المعاصر، يتغنى فيه الشاعر بالعقل والمنجزات العقلية وما وصل إليه التقدم العلمي الهائل، وصولا إلى ما يسمى بالذكاء الاصطناعي القادر على دخول عالم الآداب والفنون والفكر، وما تحمل كل تلك القفزات العلمية من فلسفة جديدة ونظرة جديدة للإنسان ودوره في الكون، بعد أن تسيَّد القلب والوجدان وكان متوجا دائما في مسيرة الشعر المعاصر؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق