مقالات

الحذاء الابيض الجديد في أحد الشعانين ، ذكرى دخول السيّد المسيح إلى القُدْس

بقلم : الفنان مارسيل خليفة

فَرِحْتُ بِهِ كثيراً يومَ آشْتَرتْهُ أُمِّي من سوق ” جبيل ” القديم . عَقَدْتُ رِبَاطَهُ ، وَمِنْ ثُمَّ رِجْلايَ اسْتَوَتَا على الأرضِ حيث شَرَعْتُ أقومُ بعَدَدٍ من الخُطواتِ الثَّابتَةِ . أنْظُرُ إلى الحذاء ، حِذائي ، مَشغوفاً بِه وآخِذاً في السَّيْر مُجدّداً . أمشي وفي الطريق تَتَثَبَّتُ عَيْنَايَ عليهِ . وكُنتُ أُسْرِعُ في المَشْي ، وأعودُ لأَتوقَّفَ . أنظُرُ إليهِ باهتمامٍ ، أَنحَني لأَمسَحَهُ . وأحياناً ، كان يَعْلَقُ الوَحْلُ في ” آلنَّعْل ” كأَنَّهُ يَعْلَقُ في قَرارة نَفسي هذا آلوَحْلُ . ويَدورُ الزّيَّاح ، زِيَّاح الشَّعْنينة ، ذكرى دخول السيّد المسيح إلى” القُدْس ” دَوُرَةً كاملةً أمام الكنيسة ، وأنا بحذائي أتنَقَّلُ بَيْنَ الجُمُوعِ كالحجل ، أحمِلُ الشَّمعَةَ الكبيرةَ ، وعَينايَ إلى تَحتٍ ، إلى حِذائي الأبيض الجديد الذي يُلائمُ تماماً قدميَّ . المُشكِلة الوحيدة في حِذائيَ الجديد كان رِباطَهُ الذي لم أُوَفَّق في اليومين الأولين إلى حَلّ عُقَدِهِ . فكنتُ أجتهدُ في ذلكَ من غير جَدوى إلى حدّ الشُّعور بالألم في أصابعي . فتأتي أُمِّي وتَحِلُّ الرِباطَ وتُريحني من هذه المشكلة كُليّاً .
مشاهد زيَّاح الشعنينة استعيدها واحكي عن الطفولة والعالم البسيط الصغير التي لا يتجاوز حدود البلدة ، عن حذاء وشمعة ولم يَبْقَ من ذكراهما غير الحب …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق