تقول المرأة : تزوجت من أحد أقاربي وكان جميع أفراد أقاربه أغنياء حيث يملكون المحلات التجارية والمنازل الفاخرة و الكبيرة وكانت أسرته فقيرة جداً لا يمتلكون شيئاً من التجارة او المحلات
كان زوجي يعمل حارس أمن لدى أحد أقاربة براتب بسيط جدا بالكاد يكفينا لمصاريف أسبوعين
والأمر المحزن في ذلك أنهم لا يتعاطفون معه ولا يهتمون به ولا يعتبرونه من العائلة بل كانوا يعاملونه كـعامل حراسة ، لا أقل ولا أكثر.
وذات مرة مرض ولم يستطع الذهاب الى العمل وغاب ثلاثة أيام فقاموا بخصم راتبه ولكن لم يعترض أو يطلب منهم المساعدة لأنه من العائلة ، بل تقبل الأمر وتابع العمل وكأنه لم يحدث شيئ
كنت أحزن كثيراً على ما يحدث مع زوجي من ذل وسخرية وكنت أتمنى أن يترك العمل عندهم و يبحث عن عمل غيره في أي مكان آخر إستمر زوجي في العمل معهم لمدة خمس سنوات منذ أن تزوجت به وبعد أيام ، شعرت بالتعب والأرهاق وإكتشفت أنني حامل وشعرت بالسعادة فقد كنت أنتظر منذ سنين طويلة لهذا الخبر السعيد
أخبرت زوجي بأنني حامل وطار عقله من شدة السعادة وفجأة إنقلبت ملامحه وأصبح عابساً
فقلت له ،” لماذا تغيرت ملامحك يا عزيزي ،”
أجاب: سيأتينا طفل عن قريب وأنا لا أملك المال لشراء ما يلزمه
فقلت له “: لماذا تأكل هم طفلنا ورزقه سيأتي معه إن شاءالله ، فمن يزرق الطير في السماء ليس عاجزاً عن رزقنا في الأرض عادت إليه السعادة من جديد وشعر بالراحة لقد كان المسكين يفكر في رزق طفله قبل قدومه للحياة
وبعد شهور إقترب موعد ولادتي وبدأت اتألم ، وقام زوجي بإحضار ممرضة إلى المنزل” وبعد ساعة ونصف من المحاولات إتضح أنه هناك مشكلة في ولادتي وقالت الممرضة أنني لن ألد ولادة طبيعية وطلبت الذهاب الى المستشفى شعر زوجي بالخوف والقلق ” وكان يكن عندنا المال
ذهب يبحث عن من يساعده وثم عاد فارغ اليدين لم يجد أحدا لمساعدته فقلت له لا تحمل نفسك هما ولا تتعب نفسك أكثر سوف أتحمل وأدعي من الله أن يساعدني وكنت أكتم صوتي كي لا يسمع ويقلق أكثر ولكن كان الألم شديدا فلم يستطع زوجي أن يبقى ويشاهد فورا خرج من المنزل يركض وكنت أخشى أن يذهب الى حيث يعمل عند أقاربه ويطلب منهم المساعدة ولكن حدث ذلك وذهب يركض ٳليهم
وبعد لحظات عاد والدموع تسكب من عيونه فعرفت أنهم أغلقوا أبوابهم بوجهه ورفضوا طلبه وحينها تمنيت من الله أن يقبض روحي أفضل من رؤية دموع القهر والذل في عيون زوجي
وماهي ٳلا لحظات حتى جاء الفرج وإستقرت حالتي ووضعت بشكل طبيعي وأنجبت طفلتي بسلام وكانت الممرضة تنتظر المال فقال لها زوجي أقسم لك أن ثمن تعبك سيبقى دينا في عنقي وسوف أعطيك مالك فورا توفره
وافقت الممرضة وتعاطفت معنا وغادرت ثم طلبت من زوجي أن يقوم بتمزيق بعض الملابس ثم قمت بلف حولين الطفله لأننا لم نقم بشراء أي قطعة ملابس ثم نظرت ٳليه وقلت له أين ذهبت في أخر مرة ولماذا عدت وعيونك مليئة بالدموع أجاب لقد ذهبت الى أولاد أقاربي وعندما وصلت الى المكتب وجدت أخاهم الصغير فطلبت منه أن يعطيني المال كقرض عن راتبي فقال لي أنا لست مسؤول في شؤون قروض الموظفين وليس لي علاقة بالصندوق المالي إذا كنت محتاج للمال إذهب الى مدير الصندوق ذهبت الى المدير و طلبت منه أن يعطيني المال كقرض عن راتبي لكنه إعتذر وقال لا أستطيع أن أصرف لك شيئ دون سند الموافقة من صاحب المكان ثم ذهبت أبحث عن المدير فأخبروني أنه طلع منذ دقيقة طلعت أركض الى الخارج
رأيته يقود سيارته ناديته بأعلى صوتي إنتظر إنتظر ولكن لم يتوقف ثم عدت الى الداخل وكنت أتوسل ٳليهم لكي يساعدوني ويعطوني المال ولكن لا حياة لمن تنادي وحينها شعرت بالصدمة ثم حملت جسدي المكسور وعدت الى المنزل برفقة دموعي
فقلت له لا بأس يا عزيزي لقد تسهلت ولادتي والحمدالله و وضعت بالسلامة وفي اليوم التالي رفض زوجي أن يذهب الى العمل هناك وذهب يبحث عن عمل في الأسواق وبعد أربع ساعات عاد زوجي وهو يحمل معه من جميع أصناف الطعام وأحضر الكثير من الملابس والجوارب وجميع مستلزمات للأطفال وكان سعيدا جدا وكأن ليلة القدر نزلت عليه وعندما رأيت السعادة تغمر عيونه بكيت من شدة الفرح لأني لم أرى تلك السعادة من قبل وعندما إنتهينا من تناول الطعام سألته كيف كان نهارك وهل وجدت عملا ومن أين لك المال لشراء كل هذه الملابس .
فقال سوف أخبرك بكل شيئ من البداية بحثت طويلا ولم أجد أي عمل في أي مكان ثم توجهت الى سوق الخضار وهناك وجدت أحد أصدقائي القدامى يعمل في تجارة الخضر فشرحت له عن سوء ظروفي وأخبرته أنني تركت عملي السابق وأخبرته أيضا عن ما حدث بيني وبين أقاربي وعن رفضهم لمساعدتي عندما كنت في أمس الحاجه للمساعدة شعر بالغضب وقال لي يا لهم من قساة القلوب عديمو الرحمه إذا كنت أتيت ٳلي كنت فديتك بروحي وليس بالمال فحسب ثم ناولني قلما ودفترا وطلب مني أن أقوم بتسجيل الكميات اللتي يتم شحنها للعملاء وأسجل إسم العميل ونوع الخضار فبدأت في العمل فورا وعندما أنهيت العمل
طلب مني أن أركب السيارة ثم أخذني الى أحد المتاجر و قام بشراء جميع الملابسر و المستلزمات وقال .هذه هدية لطفلتك ثم قام بتوصيلي الى المنزل ودس في جيبي مبلغا وقال لي أراك غدا في الصباح
لقد كانت بداية سعيدة ومبشرة بالخير وفي اليوم التالي ذهب الى العمل باكرا وعاد بالخيرات معه ثم تناولنا طعام الغذاء
وأخرج مبلغا وقال هذا سنعطيه للممرضة وكان المبلغ أكثر من ما تأخذه في العادة أخذت المال وذهبت الى منزلها ناولتها المال ولكن فاجأئتني عندما أقسمت
أنها لن تأخذ المال فقلت لها أنها من حقها وهذا ثمن تعبك قالت
وهي تبكي والله أنني عندما خرجت من منزلكم في تلك الليلة فقلت يارب لقد تركت ثمن شقائي وتعبي لوجهك الكريم لقد كنت أخفي دموعي عندما رأيت حالكم وسوء ظروفكم ومن أجل ذلك قررت أن أتركها لوجه الله ولكن عندما عدت الى منزلي فٳذ بهاتفي يرن وكان الرقم غريبا أجبت وكانت المفاجأة لقد كان المتصل من مكتب أكبر المستشفيات في المدينة كنت قد قدمت لديهم منذ أربع سنوات من أجل الوظيفة ولكن طلبوا مني أن أترك لهم بيانتي ومعلوماتي الشخصية وقالوا أنتظري الرد أنتظرت طويلا ولكن لم يأتي أي رد حتى فقدت الأمل وحينها وقررت أن أعمل ممرضة في عيادة صغيرة حتى فاجأوني بالرد على الموافقة وأصبحت الأن دكتورة ولادة في المستشفى
تقول المرأة لقد أندهشت من كرم الله وعطاءه لقد تركت ثمن عملها لوجه الله وأكرمها الله بتحقيق ما كانت تتمناه كم أنت كريم يا الله
عدت الى منزلي وأخبرت زوجي بما حدث ولكن تفاجأت بزوجي يطلب مني أن أقوم بتجهيز أغراضنا لأننا سوف ننتقل للعيش في المدينة فقلت له لماذا ما السبب أجاب قائلا لقد طلب مني صديقي أن أنتقل الى المدينة مع عائلتي وهناك سيقوم بإرسال الخضروات والفواكه ومن ثم أقوم بتوزيعها للعملاء فقمت بالتجهيزات وفي اليوم التالي إنتقلنا الى المدينة وثم إستأجرنا شقة كبيرة ومن هنا بدأت الحياة تبتسم لنا وأصبحت أوضاعنا تزدهر كل يوم شيئا فشيئ وبعد مرور ثلاثة أعوام أصبح زوجي رجل غني ويملك تجارة خاصة به
وتغيرت حالنا بفضل الله ثم بفضل صبرنا على أوضاعنا في الماضي.