الرئيسيةالمنصة الدولية زووممكتبة الفيديومنظمة همسة سماءنشاطات

بالفيديو : العربية ومكانتها في الثقافة العالمية مداخلة . د. جورج غريغوري جامعة بوخارست – رومانيا بمؤتمر اللغة العربية الاول عبر المنصة الدولية الدنماركية همسة نت. أ

الاحتفال بيوم اللغة العربية تحت عنوان : ״اللغة العربية وجواز سفرها العالمي ״ على المنصة الدولية الدنماركية همسة نت

تحت إشراف منظمة همسة سماء الثقافة الدولية الدنماركية بالتعاون مع أقسام اللغة العربية في الجامعات العالمية  نظم. مؤتمراً. دوليا ( للناطقين بغيرها )  يوم الإثنين  18-12-2023  الساعة 14:00توقيت  الدنمارك 13:00 توقيت غرينتش

أهداف المؤتمر

يهدف هذا المؤتمر إلى جمع الخبراء والمهتمين في اللغة العربية للناطقين بغيرها ] لتبادل الخبرات والمعارف والأفكار المبتكرة.من اجل  اللغة العربية للناطقين بغيرها. وسُبل تطويرها والنهوض بها

مختصر السيرة الذاتية 1. د. جورج غريغوريجامعة بوخارست رومانيا

عنوان المداخلة العربية ومكانتها في الثقافة العالمية

أنا سوف انطلق في هذا الحديث الذي حضرته للاحتفال باليوم العالمي للغة العربية من عنوان هذه الحلقة العربية وجواز سفرها الى العالم..

ففكرت بما تحتوي صفحات هذا الجواز، ماذا تحمل في طياتها..

أول شيء خطر ببالي هو الإنجازات الفلسفية الكبرى التي كانت سائدة في القرون الوسطى واثرت بشكل ملموس على الفلسفة والعلوم في أوروبا. وما زلنا نقرأ الفلاسفة اللذين كتبوا باللغة العربية ولماذا؟ الجواب وجدته في الكتاب المعنون لماذا نقرأ الفلاسفة العرب؟” للأستاذ المغربي علي بن مخلوف وهو لأنهم يشهدون قبل كل شيء على رغبة جد قوية في معرفة الحقيقة… وبما يخص تأثر الفلاسفة الأوروبيين بالفلاسفة المسلمين، كنت ارجع كذلك الى كتاب جيوسيبي فورلاني عن المقارنة بين ابن سينا وريني ديكارت بما يخص الادراك بالذات و تجربة الانسان الطائر او المعلق لابن سينامن حيث تولدت العبارة المشهورة لديكارت  cogito ergo sum انا افكر فاذا انا موجود.

اخذا بعين الاعتبار أهمية هذه الفلسفة انا شخصيا ترجمت الكثير مما تسمى بأمهات الكتب يعني من أعمال ابن رشد  وابنالطفيل والكندي والغزالي وابن عربي وغيرهم الكثير.

واهتمام اخر تبعته في حياتي الثقافية هو ترجمة كنوز الشعر العربي القديم والجديد.

برأي أنا الشعر هو الفن الأعلى للعرب… الفن المبني على الكلام.

العرب ما زالوا يتذوقون الشعر ويستمتعون بالاستماع الى أبيات شعر.

لما كنت في بغداد، على فكرة انا تعلمت اللغة العربية في جامعة بوخارست لكنها صقلت في بغداد في المجالس مع الشعراء العراقيين…

فما سبق ورأيت في اية بقعة أخرى من هذا العالم هذه المحبة العميقة للشعر كما رأيتها في بغداد وفي العالم العربي اجمع لأننيسافرت كثيرا وتجولت طولا وعرضا في الربوع العربية من نواكشوط الى الدوحة…

فلاحظت ان دائما العربي يتبل حديثه بأبيات من الشعر، من الشعر العربي القديم اقصد المعلقات من فترة الجاهلية وانتهاء بشعراء معاصرين وكثيرا ما لا يذكر اسم الشاعر لأنه جزء من الثقافة الأساسية. اسمع فقط قال الشاعر أو كما قال الشاعر.. وبيت واحد من قصيدة مشهورة يعطي وزنا لكلامه ومصداقية.

في بغداد، لما كانوا يعرفون انني اتعلم اللغة العربية فورا يقولون لي بيتا من الشعر كمثال لجمال هذه اللغة.. كلهم من سائق التاكسي الى بائعة الحليب في راس الشارع الى أستاذ في الجامعة او إمام في المسجد كلهم يمنحون لي أبياتا من الشعر في محاولة مساعدتي لتعلم اللغة العربية ووقتذاك فهمت ان الشعر هو الفن المطلق عند العرب الفن الذي يفتخرون به – ومعهم الحق كل الحق في ذلك ويريدون ان يقاسموه مع من يحاول تعلم العربية.

أحيانا يكتبون لي هذه الابيات على ما يقع في يدهم.. علبة سجائر فارغة أو منديل ورقي أو ورقة مقطوعة من دفتر أو قطعة من صفحة جريدة.. لما رجعت الى بوخارست وحقيبتي مليئة بهذه الكنوز،

ضباط الجمارك استغربوا واوقفوني للتحقيق.. لم يصدقوا انني احمل عشرات من ابيات عربية مكتوبة بالعجل على أي شيء.

العرب يتفننون بالكلام، الكلام عندهم يحتل مكانة رفيعة جدا، لا ننسى ان الكثير من تسميات القادة العرب هي مشتقة من كلمات تحمل بين دلالاتها القدرة على الكلام المقنع مثل سلطان – من الفعل سلِط الشخصيعني طال لسانه بالكلام وصار جارحا و سليط يعني رجل فصيح حديد اللسان او أمير من أمر أو فرض رغبته على الاخرين بالكلام وغيرها.

بالإضافة الى الشعر وهو ديوان العرب، القاسم المشترك لهم في كل اللقاءات، فنون أخرى استفادت من ثروة اللغة العربية وكذلك العلوم التي ازدهرت في القرون الوسطى واثرت بشكل أو بأخر على الثقافة العالمية.

ولا أظن أنه في الوقت الحاضر توجد لغة في العالم ليست فيها كلمات عربية الأصل ابتداء من كلمات علمية الى كلمات دينية جاءت مع الإسلام والى كلمات سياسية متداولة في الوسائل الإعلامية في أيامنا هذه.

هنا في رومانيا، بدأنا الاحتفالات باليوم العالمي للغة العربية منذ عدة أيام، بافتتاح معرض المخطوطات العربية الموجودة في المتاحف الرومانية. في نفس الوقت، نحاول خلال هذا الأسبوع ان نسلط الأضواء على إنجازات قسم اللغة العربية في السنوات التي مضت على تأسيسه وذلك في عام 1957 في كلية اللغات والآداب الأجنبية، جامعة بوخارست.

وأغلب الاتجاهات البحثية التّي وردت في منشورات القسم الأولى، رسمت، على هدى منها، منهاجية دراسة اللغة العربية ومنها، وضع القواميس العربية الرومانية، تأليف كتب شرح القواعد العربية الفصحى ولعدد من اللهجات العربية، وغيرها الكثير.

الإضافة الى ذلك، لا بد من ان نذكر هنا حركة الترجمة من العربية الى الرومانية: في هذه الفترة التي تمتد على ستة وستين عاما، ترجم الكثير من أمهات الكتب العربية، من الأدب والفلسفة والدين وغير ذلك الكثير. فأسماء مثل الغزالي وابن سينا والفارابي وابن طفيل وابن المقفع وابن عربي وغيرها أصبحت مألوفة عند القاريء الروماني. وكذلك أسماء من الأدب الحديث والمعاصر مثل نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم ومحمود درويش وبدر الشاكر السياب والقائمة طويلة جدا.

بما يخص اقبال الطلاب على قسمنا، سنة بعد سنة، ارتفع عددهم نتيجة لازدياد الاهتمام بهذا المجال الدراسي في الجامعات والمعاهد في كل العالم فمن 7-10 طلاب سنويا في فجر القسم وصلنا الى 50 طالبا في السنوات الاخيرة.

هذا وأنتهز هذه الفرصة لكي أهنئ كل من يتكلم اللغة العربية. كل عام واللغة العربية بألف خير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق