الرئيسيةالمبدع المتميز الصاعد

بيت الأحلام / بقلم: بتول زكريا

. تدقيق ومراجعة: أ. مريم المصري.

   لكل منا أحلام وأمنيات، منها الغريب، ومنها شبه المستحيل؛ ولكن عقل الإنسان الجامح كقطعة حديد لا تكسر، فلا يعترف بالمستحيل، ويبقى يطمح ويحاول حتى يصل لما يريده،كأنه طفل صغير بريء لا يستسلم أو يتوقف عن البكاء حتى يحصل على ما يريد.

   سطحٌ كبير كأنه ملعب صغير، مليء بخضار النباتات اليانعة، وقبة زجاجية تحيط بقلعتي الجميلة، كأم تحضن ابنها المغترب تعطيه حنانها، وتظهره بأحسن صورةٍ للناس.

   بيت احلامي كبير كالقصر؛ بل أضخم وأعرق، في وسط غابةٍ كأنه مَلِكُها ورئيسها السري، تحت قبة الزجاج المنيعة، يوجد عالم آخر من الخيال، بيت مَلَكي شبه حديث،بنوافذ كبيرة تدخل كل عبق الأزهار إلى الداخل، وإن نظرت منها، ترى جمالا وطبيعة بشتى الألوان، وجدران ناصعة البياض،أغارت الثلج من بياضها، وأخافته بطولها.

   بلا أسوار ولا حدود للخيال، نأتي إلى حديقة بيتي، فهي حقل بلا نهاية، من جهة ترى جميع أنواع الأزهار الملونة الباهية بأجمل وأغرب الألوان، كانت للشعراء موطنًا، و كم أحب إلي حاكمة الزهيرات العادلة، أجمل أزهار العالم لدي زهرة الروز الحمراء القانتة، فلا تختلف عن جمال أزهاري ناصعة البيضاء، التي كانت للؤلؤ معلمًا، و قد قيل أن التلميذ سبق معلمه؛ ولكن لا سابق لزهيراتي، دعني أحدثك عن أزهاري السوداء القاتمة فهي التي  تؤنس لَيلَكَ، و تخبرك أسرارًا عن نفسك انت لم تعرفها، فهي من النبلاء، و الأناقة جزءٌ لا يتجزأ منها، ثمَّ إن إلتفت عينيك يمينًا سترى هيمنةَ حراسِ بيتي، الذين يحيطون به من كل مكان، كأنهم غطاءٌ إلتحف البيت به؛ ليختفي من كل الهموم والمشاكل، شجري الجميل الشامخ كجبلٍ شامخ في التكوين؛ ولكنه أحصن من جميع دروع العالم، هو بيت أيضًا، فأجمل الطيور تمكث به، وكأنَّ تلك الطائرات الباهية، اللطيفة اتخذت بيت أحلامٍ في بيت أحلامي.

  إن توغلت أكثر في بيتي سترى بحيرةً صغيرة، مع سرها الصغير أيضًا، فهي أخذت بهاءَ العالم بأسره، ودفنته ككنز بها؛ ولكنها نسيت إغلاقه بإحكام، فتسلل الجمال كالسارق، وانقلبت الموازين، والآن الكنز جعل سجانه رهينة، وترك آثاره محيطة بكل المكان.

    بابٌ أسودٌ عريق من الفضاء، كباب قصرٍ كبيرة، تدخل على غرفة معيشة عملاقة، فيها تلفاز بكبر شاشة السينما، وأثاث زاهٍ، ككوخ جدة دافئ، تجتمع به جميع العائلة، ليسمعوا رواية جديدة كل يوم، إن ذهبت إلى الرواق سترى عدة أبواب ودرج لباقي طوابق هذا البيت الشاسع، في إحدى الأبواب ستدخل للمطبخ الذي أغار جميع طباخي العالم، فهو ليس واسعٌ كبيت؛ بل تقني أيضًاكل ما عليك اختيار ماذا تريد اليوم؟ وآلي كأمهر الطهاة، يطبخ لك، أو إن أردت الطبخ بنفسك، سيحضر لك كل شيء، وباب آخر يؤدي إلى مكتبةِ البيتالشامخة، كحقل كتب مليءٍ بجميع وسائل الراحة، وغرفة ألعاب أخذت كل ألعاب العالم لملكها، من ألعاب الفيديو إلى ألعاب الورق والألعاب الطاولة، وهناك غرفة مليئة بالطيور أيضًا والفراشات ذات الألوان الزاهية، كأنها حديقة داخلية، وفي القبو المسبح الداخلي، كأنه بحر بنفسه، بيتي هو بيت الشعراء فقد تأملوابه وسيكتبوا فيه القصائد تغزلًا بجماله.

بقلم: بتول زكريا.

تدقيق ومراجعة: أ. مريم المصري.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق