نشاطات

صف عسكر جهاد بلعوم

كانت الساعة تدق بشغف، والسقف كان مشوشا، كمحطة تلفاز أغلقها العسكر، عقب استنساخه للوقت، ..
وراح يتلو على مسامع النهار ما تيسر من آيات الموت..
كان الوقت يركض بين ومضات الجفون، وخيوط الفرح تتنسل من العيون ..
لم يكن هنالك ما يثير الدهشة، سوى جموع خيل تركض عكس الريح، بعد أن فرت من العروض المتكررة في قاع التلة ..
والشمس كانت قد توقفت عن حرق الجباه ..
صرخت الغيوم : أين المفر !
والبحار بكت رهبة من الدم المسكوب على شاطئ السماء
والمطر ما انفك يغسل عتبة الريح ويشير للحقول بعينيه؛ أن تختبئ حتى لا تبللها الدموع ..
وعند السادسة بتوقيت الخريف توقف قطار عند أطراف المدينة، ..
وفجأة سكت كل شيء، ومات الانتظار على واجهات البيوت ..
مرت الساعات قاتلة، والقطار ما زال صامتا، لا يُصدر سوى أصوات نحيب خافت، يُسمع بوضوح في كل المحطات المغلقة.
ثم انفجر الوقت بهدوء، تاركا وراءه، صف عسكر يغمس عينيه بعيني طفل؛ كان قد أطل من شباك القطار متفقدا محطات النهار !

مقالات ذات صلة

إغلاق