الرئيسيةالمنصة الدولية زووممنظمة همسة سماء

محاضرتي الثانية في موضوع. اللسانيات المحوسبة أمام طلبة الجامعات من دارسي الباكالوريا والماجستير والدكتوراة في الهند تحت عنوان ” اللسانيات المحوسبة ونشأتها “

الدكتورة فاطمة ابوواصل إغبارية

تشغل الدراسات اللسانية الحاسوبية  حيزا كبيرا من قبل المهتمين    في موضوع  اللسانيات اللغوية والبرمجة  الحاسوبية ، ، ذلك ان ثورة الاتصالات الرقمية وصلت إلى مواضع متقدمة    في هذا العالم وتعتبر  اللغات احد هذه  الحقول التي طالتها تلك الثورة من خلال تعدد تطبيقات اللسانيات الحاسوبية وتعدد استخداماتها، وهذا ما جعلها محل اهتمام   الباحثين و المختصين البارزين إلا أنها جاءت  بعد  جهود متفرقة مما صعبَ  على المهتمين  وضع تاريخ زمني محدد لهذا العلم،  المهم لكن رغم ذلك مرت بحقب زمنية مختلفة ودول عديدة وسوف نتطرق إليها من خلال عرض مراحل نشأتها عند الغرب و عند العرب

نشأتها عند العالم الغربي

ترجع مراحل  نشأة  اللسانيات الحاسوبية، عندمابدأ الاهتمام من أهل الاختصاص في اللسانيات والعلاج الآلي للمعلومات بشكلالصياغة المنطقية الرياضية والتي يفترض ان تبنى. عليه النظريات اللسانية،

 ظهرت أول محاولة في صياغة نظرية المكونات القريبة من طرف الأمريكي Noam Chomskyولكن تعود الإرهاصات الحقيقية للسانيات الحاسوبية عندما شعر أخصائيون في الحاسوبيات، بأهمية الترويج الفعلي بين علوم الحاسوب، وعلوم اللسان ومن بينهم الباحث الأمريكي( P.G Hays)ثم ف. إنجيف  .فالبدايةا لفعلية كانت في أمريكا على يد أستاذ علم الدلالة، ومنظم نمذجة اللسانية الدكتور زار تشاك، بحيث يرى أنا البذور الأولى للسانياتالحاسوبية بدأت في قسم اللسانيات بجامعة جورج تاون سنة 1954م و كان ذالك في حقل الترجمة الالية من اللغات الأخرى إلى الانجليزية, و هذا يدل على أن  بداية الخمسينيات من القرن الماضي يعتبر ولادة الالية المحوسبة  .

أما ظهورها في أروبا فكان  سنة 1961 م بجامعة Göteborg) ) السويدية لكنها كانت محاولة محلية  ,

لكن بدايتها الفعلية  فكانت   بمركز التحليل الاليللغة  بمدينة Galarat   الإيطالية حيث وضع Roberto Busa   سنة 1962م الركيزة  الأولى لاستخذام الحاسوب فيدراسة اللغة , ثم توالت بعدها فتح مراكز حاسوبية للغة في كل من أروبا و الإتحاد السوفياتي نذكر منها

المركز الحسابي لدراسة الأدب و اللغة في جامعة كامبدج سنة 1964م

المركز المعجمي بمجمع دالاكروسكا , بإيطاليا سنة 1964م

معهد الألسنة التابع لمجمع العلوم كييف في أوكرانيا الإتحاد السوفياتي سنة 1964م

نشأتها عند العرب :

أما بالنسبة  لظهورها  في العالم العربي فقد كانت بداية الاستفادة من  هذا العلم في السبعينيات وذلك  في مجال العلوم الشرعية , إذ إهتموا بادئا لأمر على إدخال أجزاء معينة من القران الكريم في الحاسوب , ثم أتت أول محاولة تعريبية  و ذالك باستبدال اللاتينية بالحروف العربية.  

واخذ بالتطور نحو  ما بين   المواضيع  العلمية وبين الحاسوب والبحث اللغوي ويتساءل   “ابراهيم أنيس ” (1901-1977) م  عنامكانية الإستفادة من الحاسوب  .

لذا سافر  الى جامعة الكويت عام1971م , بهدف العمل بها ,  وبرجع لهالفضل الكبير للسانيات الحاسوبية العربية , حيث التقى بالدكتور (علي حلمي موسى ) أستاذ الفيزياءالنظرية في جامعة الكويت و طرح عليه فكرة الاستعانة بالة الحاسوب , وشرح  له فكرة الإحصاءات اللغوية وأهميتها في البحث اللغوي , ثم اتفقا  على البدء بدراسة إحصائية للجذور جاءت في معجم الصحاح الجوهري من خلال الدراسة الإحصائية للجذور الثلاثية وغير الثلاثية لهذا المعجم  الذي مر بثلاث مراحل و هي :

المرحلة الأولى : مرحلة إدخال المادة اللغوية في ذاكرة الحاسوب

المرحلة الثانيةفي وضع برنامج له بإحدى لغات الكومبيوتر.

المرحلة الثالثة : في المرحلة التنفيذية

أن التنفيذ الفعلي لهذا البرنامج  و نتائج هذه الدراسات على شكل جدول إحصائية للغة العربية , و حروفها و تتابع أصواتها و خصائص حروفها .

لقد حظي  هذا العمل بترحيب من قبل بعض العلماء والباحثين ,بالرغم من   وجود فئة أخرى شككت في فائدة هذا العمل على الدرس اللغوي .

و تبع هذا  صدور دراسات إحصائية أخرى بإحصاء جذور معجم لسان العرب لابن منظور (711ه-1972م) ودراسة  ثالثة لإحصاء جذورمعجم تاج العروس للزيادي (1205ه-1973م) , و إحصاء الفاظ القران الكريم , و من ثم توالت جهود عربية لافراد و مؤسسات علمية وشركات للولوج في هذا المجال من خلال نشر مؤلفات و مقالات , و إقامة ندوات و ملتقات علمية وإعداد برامج و نظم من أجل حوسبة العربية, و يمكن إدراج تأريخ لهذه المساهمات التي سعت لخدمة اللغة العربية وتطورها في مجال اللسانيات الحاسوبية ,

و الجدير بالذكر أن المؤتمر الذي عقد بالرباط بين 26 سبتمبر والخامس من نوفمبر 1983م

ويعتبر من  الجهود في مجال اللسانيات الحاسوبية

  وقد ساهم في عقدهالمركز الومي للتنسيق و التخطيط العلمي و التقنيفي المغرب . ومعهد الدراسات و الابحاث للتعريبفي المغرب , وقد تم نشر أعماله في كتاباللسانيات العربية التطبيقية و المعالجة الاشارية و المعلوماتية ” .

وقسم  الكتاب إلى قسمين :

القسم  الاول  و

تناول الشطر الأول منه : الإطلالة على اللسانيات و الصوتيات للمهندسين , وخصص الشطر الثاني لوصف خصائص العربية , و ثم التركيز على قواعد التصريف و الاشتقاق التي من خلالها ينتج عدد كبير من الكلم و الصيغ المعجمية ذات أنماط ودلالات محددة و ذالك من جذور واحدة. 

اما ندوة استخدام اللغة العربية في الحاسب الألي التي عقدت في الكويت من 14-16 أبريل 1985م فتناولت مباحث عربية حاسوبية فياتجاه تمثيل النظام الصوتي , و أدلة قراءة النظام الكتابي و معالجة النظام الصرفي النص و تحليله بمدخلين المعجمي و الصرفي

أما الملتقى الدولي الرابع  في موضوع اللسانيات الذي عقده مركز الدراسات الاجتماعية و الاقتصادية بالجامعة التونسية 1987م فقد عرض فيه محمد مراياتي نظاما لانشقاق من الكلمة المجردة في العربية أي الانتقال من الجذور الى مشتقاتها و قد صمم  هذا النظام ليكون جزءا منقاعدة المعارفأونظام خبيرلقواعد اللغة العربية الصوتية و الصرفية و المعجمية و التركيبية و الدلالية , أما أهم تطبيقات هذا البرنامج فهي :

فهم اللغة , و الترجمة بمساعدة الحاسب , و تعلم اللغة العربية ووضع المصطلحات 

اما المؤتمر الأول للحاسب في الكويت من 27- 29 مارس 1989م , فقد قدم فيه يحي هلال يحث بعنوان:  العلاج الالي العربية و تطبيقاته وقدم محمد حناش مشروعا يرصد فيه كيفية بناء معجم تركيبي الكتروني للغة العربية و ذلك يحصر المداخل المعجمية (الافعال ) , و ذلك فيالبحث :

المعجم الإلكتروني للغة العربية وتناول المؤتمر الثاني حول اللغويات الحسابية العربية في الكويت من 27إلى 29 نوفمبر 1989مالتوليد والتحليل الصرفيين، والتحليل والتركيب النحويين و تحليل الكلام وتعرفه، والتطبيقات المستفادة باللسانيات العربية الحاسوبية، كفهمالعربية المكتوبة غير المشكولة، والترجمة الآلية، وتعليم النحو، فعرض فيه دواوود عبده بحثه حول بعض الصعوبات في الترجمة الآلية منالانجليزية إلى العربية و العكس صحيح فهدفت المقالة إلى الوصول إلى حلول جذرية لهذه الصعوبات التي تواجه الترجمة الآلية المتبادلة بينالعربية والانجليزية.

أما ندوة اللغويات الحاسبة العربية التي عقدت من 19 إلى 21 ذي الحجة 1412ه الموافق 20إلى22جوان 1992م بالقاهرة، فقد تناولت مباحث في حوسبة اللغة العربية وخصائص العربية ووسطية النحو العربي

وبناء على ما صدر من أعمال الجامعة الكويتية نستخلص أن نشأة اللسانيات الحاسوبية كانت بدايتها عند الغرب فهم السباقون إلى مثل هذه الدراسات، أما عند العرب فلم تظهر إلا في السبعينات وتعتبر محاولات محتشمة من بعض المهتمين بعلم اللغة

إن هذه الجهود مؤشر حقيقي على نجاح الحاسوب في خدمة اللغة العربية، وتوظيفه في معالجة قضاياها المختلفة، تحليلا وتوليدا وترجمة،وتعليما، وصياغتها صياغة رياضية دقيقة وفق علاقة متبادلة بين المقاييس العلمية و المقاييس اللغوية

 وقد صبت المحصلة النهائية لهذه الجهود في خانة قدرة العربية، على استعاب لغة العصر وتمثل تقنياته التكنولوجية بكل كفاية واقتدار، وهذه قضية من القضايا التي واجهتها

وما زالت  تواجهها كينونة الأمة العربية وحضارتها اللغوية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق