إنجاز فلسطين

الشهيد المناضل #ناجي_العلي قبيل عملية الاغتيال مقابلة له مع مجلة “الأزمنة العربية” قبل يومين من إغتياله

 

“أنا لا أعرف في التكتيك ولا في اللعبة السياسية، أعرف أنني خارج أرضي مع كثير من أبناء شعبي، وإن حقوقنا مغتصبة كما هي حقوق الإنسان العربي في كل الوطن العربي، أؤمن أن قضيتي كفلسطيني هي قضية السعودي والأردني والمغربي .. القضايا في ذهني كما في ذهن الإنسان الفلسطيني بسيطة وواضحة.. أنا يا عمي سأبقى أمينا لفاطمة وحنظلة، لأني منهم، ولأنهم أهلي .. أهلي المواطنين العرب المقهورين، وأهلي الناس في الأراضي المحتلة، وفي المخيمات في لبنان والأردن وسوريا..

عندما خطب عرفات في الكويت عام 1975 في مدرسة عبدالله السالم وقف ليقول: “من هو هذا ناجى العلى؟؟ قولوا له إن لم يتوقف عن رسومه لأضع أصابعه في الأسيد”.
وجاؤوا ليقولوا عرفات سيضع أصابعك في الأسيد فقلت لهم ياعمي إن فقدت أصابع يدي سأرسم بأصابع رجلي .

محمود درويش “زعلان” مني لاني رسمت وكتبت “محمود خيبتنا الاخيرة” ، اتصلي وعاتبني
درويش : شو بشوفك مستلمنا هاليومين يا ناجي… حاط دبساتك على طحيناتنا.. شو في؟
العلي : يا عمي ما تزعل مني.. هاي الشغلة مش ضدك شخصيًا.. أنا ما في بيني وبينك إلا كل خير ومحبة.. وانت عارف؟
درويش : لا .. أنا زعلان بجد.. ليش كل اللي رسمته وكتبته ما بخليني أزعل؟
العلي : يا محمود إنت إلك حق تزعل.. لو أني ما تعرضت إلك وأهملتك.. مثل ما بهمل دائمًا الساقطين.. أنا انتقدتك لأنك مهم لشعبك، وأنت لازم تفرح.. مش تزعل؟
درويش : (بغضب مكتوم): مش أنت اللي بصنفني مهم ولا لأ.
وبعد حوار تأرجح بين الغضب والنقد.
قال العلي: يا عمي انتو بتقولوا بمد الجسور مع اليسار “الإسرائيلي”.. مدو زي ما بدكوا… بركي الجسور بتقيدكم مستقبلاً.. أما أنا وجماعتي فلا.. إحنا يا عمي إلنا جسورنا..جسورنا إحنا مع الناس المشردة.. ممدودة بخط واحد ما في غيره.. من باب المخيم لباب الحرم.. مع أهلنا في الداخل.. هاي جسورنا وما بنعرف غيرها.. وإحنا بننتقد كل واحد بيحكي هالحكي..
درويش (مهددًا): آه.. بس انت مش قدي يا ناجي.
العلي (مستعبطًا): شو يعني .. مش فاهم.. الشغلة صارت شغلة قدود.. قدك وقد غيرك.. والله أنا لما برسم ما بحسب قد لحدا.. وأنت عارف يا محمود؟
ثم بعد وصلة حوار تهديد من درويش واستعباط من العلي
قال درويش: هلا مش وقت المزح.. بدي ياك تفهم يا ناجي منيح اليوم.. إني أنا محمود درويش.. إللي قادر يخرجك من لندن في أية لحظة.
العلي: (ساخرًا بمرارة وحزن):
أووف… والله هاي جديدة يا زلمة.. بالله عليك بتعملها يا محمود؟ وشو هالسلطات اللي صارت عندك.. والله أبو رسول (الاسم الحركي لمدير المخابرات الأردنية الأسبق محمد رسول الكيلاني) بزمانه ما قال هالحكي.. ولا صلاح نصر قبله (..) على كل حال انتو يا عمي السلطة.. انتو الدولة والشيلة (..) هاي مش أول مرة بتصير ولا آخر مرة.. مش عملتوها قبل سنتين في الكويت وخرجتوني؟ وقبلها قال الختيار (الاسم الذي يطلق على ياسر عرفات من قبل أنصاره) قائدك وصديقك في ثانوية عبد الله السالم في الكويت في الـ 75 أنو راح يحط أصابعي في الأسيد إن ما سكت.. بعدين هالشغلة صارت مش فارقة معي هالخد صار معود عاللطم.

يضيف ناجى العلي:

“هل تعرفون رشيدة مهران؟!.. لا تظنوا أنها إحدى الفدائيات، رشيدة مهران سيدة مهمة، رشيدة مهران تركب الطائرة الخاصة لرئيس منظمة التحرير، وتسكن قصراً في تونس، وتقترب وتبعد في المنطقة وهيئاتها، وهكذا فهي مهمة للغاية، ألفت كتاباً عن الزعيم الفلسطيني وقالت فيه : إنه إلاهها، طبع بطبعات فاخرة، وأرادوا أن يترجموه الى اللغات الحية، ويوزعوه على مكاتب المنظمة في أنحاء العالم، فاحتار المترجمون كيف يترجمون كلمات نبيّ وإلهي المهداة للزعيم. رسمت عن رشيدة مهران هذه، علماً بأنه لا اعتراض لي على العلاقات الشخصية، ولكن حينما تمس قضية شعبي سأرسم. وبعدها إنهالت تهديدات وتهاني وتعاطف أيضاً. تصوروا أن واحداً من طرف أبو إياد أبلغني سروره من الرسم وقال : إني فعلت الشيء الذي عجز الكبار في المنظمة عن فعله، ولكنه قال إني بهذا قد تجاوزت الخطوط الحُمر في نظر البعض عندما رسمت رشيدة مهران، وإنه خائف عليَّ، وإنه يجب أن أنتبه لنفسي، قلت له : يا أخي لو انتبهت لحالي لما بقي لديَّ وقت أنتبه فيه إليكم وإلى ما تفعلون”.

ويضيف ناجي
“كلما ذكروا لي الخطوط الحمراء طار صوابي .. لا اعرف من أين جاءت هذه الخطوط هل هي عدوى انسانية ام هي من ملوك المنظمة في السعودية والاردن”

“أنا أعرف خطا أحمر واحدا، أنه ليس من حق أكبر رأس أن يوقع وثيقة اعتراف و استسلام “لإسرائيل” قضيتنا مع هذا الكيان هي قضية مصيرية وتاريخية فلن يعجز أبناؤنا وأحفادنا عن استرجاعه، بأي حق يرضون بالتنازل عن حق لا نملكه نحن فقط، بل تملكه كل الأجيال الفلسطينية والعربية المقبلة، ليتحدثوا عن المفاوضات والمؤتمرات والدولة الفلسطينية ماحلا لهم الحديث، وهم يعرفون أنه لا يوجد نظام عربي واحد يتمنى وجود دولة فلسطينية حرة وديموقراطية، وأنا لا أقول بأن تحرير فلسطين مهمة الشعب الفلسطيني وحده، هذا وهم، تحرير فلسطين مرهون بالشعوب العربية، والأنظمة الحالية تعتبر نفسها غير معنية، هكذا أفهم الصراع وشروط هذا الصراع هو أن نصلب قاماتنا كالرماح ولا نتعب”.

كان ناجي العلي يقول لمن حوله ، اعرف ان احدا يتبعني لكني لا اكترث له لاني لا استطيع ان اكون غير ما عهدني الناس وغير اللون الذي أمثل ، لا استطيع ان اكون الشيء ونقيضه في آن، لا استطيع ان اجامل على حساب مبادئي وقضيتي ، لن أهادن اي شخص يقترب من الخطوط الحمراء لمصير شعبي وأمتي .

مقالات ذات صلة

إغلاق