الرئيسيةخواطر

بلاسا مايور ” بوابة الشمس” مدريد-٩-٢٠٢٣.

محمد بكرية

شاعرٌ حزين.

ليلةٌ، اثنتان، ثلاثُ ليالٍ وأكثر،
شاعرٌحزينٌ هنا، تحتَ قباب الله لم يأتِه ما انتظر.

غرباءُ المكانِ الواسعِ ، لا سيفٌ يجتذبُ دهشتهم ، لا رمحٌ أو ترسٌ ولا العسكر.

هنا ،اللّيلُ وديعٌ، وليفٌ، غريبٌ هو،من حنينٍ لماضٍ مضى الدمعُ على وجنتيْه انهمر.

كانَت رائحةُ اللاڤندَر والغار،تتضوّعُ في سفوحَ قشتالة والوديان ،نسيمٌ معطّرٌ من طليطلة حتى غرناطةَ وخيامِ الغجر.

شاعرٌ حزينٌ هنا، قد أسندَ ظهره إلى سور تداعى من بكاء على فارس خانه السيفُ وخيلٌ في الوادي استتر.

يفتّشُ في الأنزالِ عن نغمِ قيثارةٍ مرّ هنا يوما، كخيطِ بخار في الفضاء تطايرَ ثمّ انتشر.

شاعرٌ حزينٌ هنا ،لا جدوى من دمعٍ،على غرناطةَ، قدسافرتْ على مراكبِ البحر بعيدًا كما قرطبةَ على تلالِها فارسٌ صاح وانكسر.

كوشمِ يدٍ هذا الخيال ، كخيطٍ شحيحٍ امّحى، كقبلةِ عاشقٍ مرّ مثل السراب واندثر.

لا شيءَ هنا يعيدُ الذكريات، قد أبحرتْ مع سفنِ الحرب،
أوديسا الشرق البعيد ، لا شيء هنا سوى جدارٍ اعوّلّ قرونًا سقط على نفسه وانشطر.
شاعرٌ حزينٌ هنا كتبَ نصّ رثاء على سورٍ يتيمٍ،بكى عليه وانكسر.

بكرية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق