منوعات

الطبيب الشيخ علي سعيد جبران

عابد وزاهد ومتصوف هو الشّيخ علي سعيد جبران من مواليد /1865م/ خمسة وستّون وثمانمائة وألف ميلادي في قرية أوبين التّابعة منطقة بانياس محافظة طرطوس، توفّاه الله عام/1973م/ ثلاثة وسبعون وتسعمائة وألف، عاش/108سنوات/.
يروى أنه لما كان عمره خمسة عشر عاماً وتحديداً عام/1880م/ تملّكتهُ رغبة السّفر والتّرحال وسَاحَ مهاجراً حبّاً بالله وطاف العراق وإيران والجّزيرة العربيّة والكويت وقطر والبحرين والإمارات وعمّان واليمن، وجاء الأردن ومصر وبلاد الشّام برحلة دامت سبعة أعوام لم يعرف عنه شيئاً وأخباره منقطعة سائحاً زاهداً في الدّنيا.
وله كرامات كثيرة منها ما رأيته مدون في أحد الكتب وهو عن حياته فيقول المؤرخ وهو ثقة :
روى الرَّجل ” رياض علي أحمد ” من مواليد/1965م/ عسكري برتبة مساعد أوّل من قرية بعبدة التابعة لمنطقة جبلة قال: داهمني المرض عام/1996م/ وبعد معاينة الطّبيب قرّر التحاقي في مشفى تشرين العسكري فدخلتُ إلى قسم مرض الدّم والأورام، فتبيّن أنّني مريض بالمرض المسمّى
” بياض دم لمفاوي حاد ” وهو زيادة عدد الكريّات البيضاء الناضجة في الدّم ورمزه العلمي/ آ. ل. ل / واسمه الطبيعي كوليميا خبيثة، وهو من أخبث أنواع السّرطان، وأعطوني في المشفى الأدوية الكيماويّة لمرض الخبيث وهي مزعجة، وقد تساقط شعر رأسي وشعر صدري وشعر جفون عيوني وكان هذا المرض عضال والشّفاء منه نادراً بل مُستحيلاً وحياتي مسألة وقت، وإنَّ الأدوية لتخفيف الأوجاع وليست للمعالجة لأنَّ الشّفاء ميؤوساً منه وقد أخرجوني من المشفى كي أموت في بيتي ولم يخبروني بالحقيقة ، ولكن أنا كنت أعرفها تماماً، وعاد بي أخي إلى البيت، ووصلتُ إلى المنزل في قرية بعبدة، وعندما عرفوا أهلي الحقيقة صدمتهم كالصّاعقة النازلة وطافت بي الأفكار والخواطر واسترجعتُ طفولتي وسيرة حياتي وتذكّرت أنَّ والدتي حملتني يوم كنت طفلاً مريضاً إلى بيت الشّيخ علي سعيد جبران في قرية أوبين ودعا لي بالشّفاء وكتب فمنَّ الله عليَّ بالشفاء.
تجدّد الرّجاء في قلبي، لا تقنطوا من رحمة الله، وقلتُ الموت والحياة بيد الله، فقرّرتُ أن أطوف قبل أن يقعدني المرض لزيارة ما تيسَّرَ من مقامات المؤمنين طلباً للدّعاء والشّفاء، وأخبرتُ أهلي بأنّني عازمٌ على القيام بزيارة المؤمنين رغم تساقط شعري عن رأسي وصدري وجفوني وقرّرت زيارة الشّيخ الجّليل علي سعيد جبران وهو الذي سبق أن داواني وهو حيّاً يوم كنت طفلاً وشفيتُ على يدهِ بعون الله، قصدتُ قرية أوبين ومقام الشّيخ علي سعيد جبران ودخلتُ القبّة وصلّيت بجوار ضريحه ودعوت وابتهلتُ وقرأتُ الفاتحة طلباً للشّفاء وبتُّ ليلتي في مقامه حتى الصّباح أتلو القرآن وأدعو وأتضرّع إلى الله، وفي صبيحة اليوم الثّاني غادرتُ المقام عائداً إلى منزلي يحدوني الأمل بالشّفاء توجّهتُ إلى سريري وكلّني خواطر وأمل بالشّفاء وبقيتُ أيّاماً لم أشعر خلالها بأيّ تحسّن وسلّمتُ أمري إلى الله.
وبعدها وإذا جاء الفرج وسأذكر ما حدث تلك الليلة الطّويلة التي جفاني النوم وقضَّ مضجعي الأرق والأهل والنّاس نيام وأنا المسهد الموجوع الذي هجرهُ النّوم وقيّده السّرير ولم يبقَ له أمل في الحياة وأخيراً غلبَ عليَّ النّوم وقبل صلاة الفجر بقليل وكنتُ في حالةٍ يُرثى لها… ويأتي الفرج.. الله أكبر.. الباب يُفتح ويدخل غرفتي فتىً مهيب وجهه كالبدر ، سُبحان الله مبهر الجّمال وعيناهُ تتألّق بالنّور، فانا لم أعد أنا وغرفتي لم تعد هي كلّ شيءٍ مضيء ومبهج شعرتُ بجسدي كأنّه يتبخّر وانعقد لساني من المهابة وأنا أنظر إليه يبتسم.. الفتى القادم مع خيوط الفجر وخاطبني: يا رياض علي أحمد اطمئن لقد شفيت بعون الله وطبت والحمد لله، اطمئن يا رياض علي أحمد أنا الشّيخ علي سعيد جبران، فنهضتُ قاعداً على سريري على وقع كلماته ونظرتُ حولي فلم أجد أحداً، فالباب مغلق على حاله، وكلّ شيء في غرفتي كما هو فتملّكني الفرح وحمدتُ الله وأنا أُقدّس روح هذا الوليّ الزّائر مع الفجر، يا الله أهو حلم أم حقيقة.
وطلع الصّباح وأنا في غاية السّرور والسّعادة حدَّثتُ الأهل فاستبشروا خيراً وسروراً كثيراً فارتفعت معنويّاتي العالية وحالتي المرضيّة، ثمَّ عدتُ لمراجعة مشفى تشرين لإجراء الفحوص المخبريّة وبعد استكمال المطلوب وقراءة النتائج
كانت المفاجأة انحسرت أعراض المرض، والمريض معافى تماماً ولا أثر للسّرطان..
اجتمع الأطبّاء على عجل وعادوا قراءة التّحاليل القديمة وانبرى آخرون يقولوا: انظروا إلى رأسه وحاجبيه وصدره فهل تجدون شعرة واحدة
لا داعي للطّعن بالتّحاليل السّابقة، ثمَّ انهالت الأسئلة عليّ من الأطباء ماذا فعلت، أي دواء أخذت، هل تعاطيت دواءً عربيّاً ؟؟!!. أخبرنا يا رياض أخبرنا الحمد لله على سلامتك، شيئاً لا يُصدّق كنتُ مندهشاً كالأطبّاء
ولا أدري كيف أُجيب على التّساؤلات فقلتُ: الحمد لله لم أتناول أي دواء غير دواء الشّفاء، فلم يصدّقوني وطلب بعضهم إحضار الصّحافة لمقابلتي ونشر هذه الواقعة النّادرة
جدّاً والمُحيّرة في العالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق