نشاطات

آخر الكلام …

آخر الكلام …

“أهل الخير في الأرض والسماء”

من جميل فضل الله أن جعل نهاية الحياة الدنيا جنة ، عرضها كعرض السموات والأرض ، ولم يذكر لنا سبحانه وتعالى طولها ، والجنة هي ثمرة لحياة قضاها الإنسان فيما يرضي الله ، والجنة طيبة ولن يدخلها إلا الطيبين ، ونسي البعض أن الجنة الطيبة لن يدخلها لا قتلى ولا منتحرين ولا كذابين ولا مرتشين ولا مزورين ، ولا أصحاب شعارات مضلله مثل الغاية تبرر الوسيلة ومثل أصحاب الكذب الابيض ، وهناك خلط في كثير من المفاهيم ، فقد اتخذت بعض الجماعات مواقف خارج مواقف الأمة ، وتدعو للجهاد ضد الدولة وضد الخلق الآمنين ، وفريضة الجهاد قد شرعها الله سبحانه وتعالى حتى تستقيم الحياة ، وهذه الفريضة من الألفاظ التى قد يساء فهمها مما يؤدي إلى غير قصد الله من فرضها ، فقد أوضح رسول الله ﷺ مدلول هذا الفظ حتى لا يختلط الأمر ، فالجهاد في سبيل الله يتم الإعداد له وبأمر يأتي من ولي الأمر ، وهناك فارق بين الجهاد بضوابط وبين الفوضى ، فعند كل الفتوحات الإسلامية كان لابد أن تنذر من تقوم بفتح البلاد أولاً ، وتمهلهم ثم بعدها تقاتلهم ، وفي تقدير الدولة الحديثة أن الإسلام لا يعرف الفوضى ولا العبث بأرواح الخلق ، وهنا سيصبح ولي الأمر هو من يعطي الأمر بالجهاد ، ولا يوجد في الشرع جماعات متفرقة في الأمة الواحدة ، وكل جماعة تدعو إلى الجهاد بفهمها هي له أو بالفهم الشاذ لهذه الفريضة ، سيؤدي هذا إلى التقاتل بين الجماعات وبين الأمة ، فليس هذا جهاد بل هم جماعات من الخوارج وإن طالت الذقون ، فبلا ضوابط ستخرج معنى الجهاد عن مقصوده ، فكيف يتصور من يقتل آمنين بأنه يجاهد في سبيل الله ، كذلك ليس مجاهد من يخرب ويروع آخرين حتى من أصحاب الملل الأخرى داخل الدولة الإسلامية ، ولا من يهدم أماكن عبادة معتقداً أن هذا يُرضي الله ، فهذا يمثل جريمة قتل ليس جهاد في سبيل الله ، بل هو جهاد في سبيل فهم خاطئ لقيمة عظيمة ، أو هو نوع من جهاد خارج عن صحيح الشرع ، أو جهاد لكي يأخذ ما لا حق له فيه ، والمعلوم أن أول ما يحاسب علية العبد يوم القيامة هو الدم ، ويجب أن يعلم كل صاحب عقل أن الجنة ليس فيها مثل هؤلاء القتلة للأمان والآمنين ، وليس في الجنة أصحاب هوى وليس فيها من يخرج عن إجماع الأمة ، وليس في الجنة من هم أعوان لإبليس اللعين فالجنة طيبة لا يدخلها إلا كل طيب ، ويتسع الجهاد إلى جهاد النفس فلا تصبح النفس ظالمة أو تأخذ ما لا حق لها فيه ، وتسأل الله جنته فهذا من العبث بشرع الله سبحانه وتعالى ، وقيل “رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الاكبر” وهو جهاد النفس ، ويتسع الجهاد في السعي في الحياة قال رسول الله ﷺ لرجل جاء يسأله أن يخرج معه للجهاد “الك أبوان أو أحدهما قال نعم فقال له إذن جاهد فيهما” ، فلا جهاد يسلط على مسلمين في بلاد مسلمين أو مسالمين ، والذي يحدث هو قتل وإنتحار وسلب وسرقة ، والجنة ليس فيها لا قتلة ولا لصوص ولا كذابين ولا منتحرين ولا مزورين ولا مرتشين ولا متلونين ولا أعوان للشياطين كما سبق القول.

♠ ♠ ♠ ا. د/ محمد موسى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق