[دَنْدناتُ عاشقْ]
———————————
تطلُّ علينا كشمسِ الصباحْ
بعينيْنِ مثلَ زهورِ الأقاحْ
فهاتي يدَيْكِ المِِسيني بها
لتَشفي بقلبي عظيمَ الجراحْ
—
وأنتِ الأجملُ من بلقيسْ
كم صدرُكِ كالدُّرِ نفيسْ
لو عشتِ بمملكتي مولاتي
عيَّنْتكِ للوردِ وللعشقِ رئيسْ
—
وأنا منْ كلِّ العشّاقِ بحبّي الأصدَقّْ
وأنا بوفائي تُضْربُ أمثلةٌ إذ أعشقْ
فالحمَّامُ لها كلِّ صباحٍ بمياهِ الوردْ
فهيَ امرأةٍ منْ عينيْها فجْري قد أشرقْ
—
والحلوةُ وردٌ لا يذبلْ
وسواها حبّاً لا أقبلْ
بفؤادي انزرعَتْ مثلَ النخلْ
كيفَ لماذا لا تسألْ ؟
—
قالتْ أنتَ تغازلُ غيري ،وأنا ذلكَ لم أفعلْ
أعرفُ أنَّ مغازلةَ امرأةٍ أخرى للأولى مقْتلْ
لكنْ كيفَ بيومٍ أُقْنعها وهْماً أنْ لا تتخيَّلْ
أفتوني يا خبراءَ العشقِ،معَ المحبوبةِ كيفَ الحلّْ؟
—
كيفَ أغازلُ أخرى وهيَ الحبَُ الأوحدّْ
لا ثانيَ أو ثالثَ أرضى كبديلٍ أنْ يوجَدْ
قد أمزحُ أوْ أرمي امرأةً تسليةً بالشعرْ
لكنْ لا يقْبلُ قلبي إلَّاها أبداً وقتَ الجَدّْ
—
مجنونٌ مَنْ يعشق مثلكِ أنْ ينظرَ ثانيةً لسواكْ
فخصامكِ يا قرَّةَ عيْني موْتٌ ودمارٌ وهلاكْ
لو قُلْتُ لربِّي لو أعشقُ معها أخرى سيقولْ
لوْ عشقَ سواكَ العشراتُ فلا تطمعْ تلكَ كفاكِْ
—
تلكَ المرأةُ ليْستْ تُبدَلُ بالعشراتْ
بل تنُصِفُ لو قلتَ عزيزي بمئاتْ
فيها السحرُ وفيها الخُلْقُ وفيها الصبرْ
وفيها ما تَعشقُ أيضاً منُ نُبْلٍ وصِفاتْ
—
كم كنتُ الأمسَ سعيدْ
وكأنِّي في العشقِ جديدْ
وكأنِّ جميعَ الأيَّامِ لَنا
أضحتْ أحلى فعلاً منْ عِيدْ
—
نامَتْ وما زالتْ عيوني ساهرَهْ
والّليْلُ يأتينا قريباً آخرهْ
لم تُعْطني للنوْمِ أيَّ إشارةٍ
أتظلُّ للصبحِ المآقي ناطرَهْ
—
طال انتظاري للحبيبْ
أينَ الحبيبُ فمنْ يُجيبْ؟
أعطيتها قلبي وكلّ مشاعري
أوَما لنا في قلبها أيضاً نصيبْ؟
—
أعدتِ لي الشبابْ
ومِنْ سنينَ غابْ
وكنتُ قد قبرتهْ
حبيبتي في الترابِ
—
لم أرَ سحراً مثلكِ منْ قَبْلْ
أنتِ بياضاً مثل الفلّْ
أنتِ البدرُ الطالعُ في ليْلي
وأنتِ الفجرُ إذا ما طلّْ
—
وكيفَ أحبُّ حبيبي سواكْ
وأنتِ حبيبي مَلاكْ
فمنذُ عرفتكِ والعيْنُ حبّي
بكلِّ جميلٍ تَراكْ
—
وقالتْ لماذا أنا
وعندكَ أحلى النساءْ
وكان بوسعكَ منهنَ جذبَ الكثيرْ
كمثنى ثلاثَ وما ما تشاءْ
فقلتُ فؤادي اجتباكِ
فماذا أقولُ لقلبٍ
أحبّكِ أنتِ ،فليستْ
جميعُ النساءِ حبيبةَ قلبي سواءْ
—
أنْ تعشقها يعني أنَّكَ في الجنَّهْ
تلكَ مِنَ الخالقِ أعظمُ مِنَّهْ
في الدنيا للعبدِ الصالحِ أعطاها
وجمالاً بالحورِ بدنيانا سحراً ساواها
—
وقالتْ علَيَّ تَغارْ
فقلتُ،وهل قُدَّ قلبي مِنَ الطينِ
أمْ منْ حِجارْ؟
فلوْ مَسَّكِ السوءُ يوْماً
رأَيْتِ بقلبيَ بُركانُ نارْ
—
ليْستْ أيّامُ العشقِ بلا خُلْفٍ وخصامْ
وكذلكَ ليستْ كلُّ الأوقاتِ سلامْ
لكنَّ الخُلفَ العابرَ لن يتجذَّرَ أبداً
فإذا كان الحبُّ عميقاً،سيذوبُ الخلفُ
وسيزيدُ العشقُ ،كما تزدادُ النارُ ضِرامْ
—
حبيبةَ قلبي لماذا الزعلّْ؟
فقلبيَ منذُ غضِبتِ اشْتَعَلّْ
تعالي لأطْبعَ كلَّ اعْتذاري
على خدِّكِ حبِّي بِشهْدِ القُبَلْ
—
أمرأةٌ أجملَ منها لم أبصرْ
لبِسَتْ أسودَ، أخضرَ أو أحمرْ
حتّى لو لبستْ ما لبستْ
تبدو في عينيْكَ مثلَ البدرْ
—
بالأحمرِ تبدو الزهرْ
بالأسودِ تبدو البدرْ
بالأزرقِ تبدو البحرْ
بالأصفرِ تبدو التبْرْ
بالأبيضِ تبدو الطُهْرْ
وبكلِّ الألوانِ السحرْ
—
وبها أحلمُ أنَّى كنْتْ
وكظلِّي تمشي أنَّى سِرْتْ
أهواها منذُ الحبَّ عرَفْتُ
ومِنْ شفَتَيْها العشقَ رَضِعْتْ
—
قالتْ هلْ يوماً تنْساني؟
قلتُ ولو متْنا لن أنساكْ
قالتْ حتّى بعدَ الموتِ ستهواني
قلتُ ساسألُ ربِّي في الفردوْسِ
العيشَ حذاكْ
—
أزيلي الحواجزَ ما بيْننا
فأنتِ حبيبةَ قلبي المنى
وإما فؤادي كثغري دنا
تنيرُ المشاعرُ حبّي الدُّنا
—
وأنتِ عالمي الأجملْ
بديلاً عنكِ لا أقبلْ
فظلّي في مخيّلتي
فتاتي حلوتي الأكْمَلْ
—
أينَ اخْتفي الحبيبْ
أريدهُ قريبْ
وليس كالشموسْ
بساعةٍ تغيبْ
—
يا أجملَ قلبْ
ملأَ حياتي حبّْ
أهواكِ بحجمِ الكوْنْ
وعليَّ شهيدُ الربّْ
—
فالقلبُ مُلكها
أسرارهُ لها
وحين ذاقَ حبّها
فلن يحبَّ غيرها
—
كم أنتِ اليومَ رقيقهْ
يا أجملَ أنثى ورفيقهْ
كم يسعدُ قلبي لو
ضمَّكِ للحضنِ دقيقهْ
—
حين جاهرتْ بحبِّها
مشاعري أهديْتها
وكلُّ ما لديَّ منْ هوىً
أوْقفْتهُ لها لوحدها
—
قالتْ أسمعُ عن بُعْدٍ نبضاتِ القلبْ
قلتُ وأنا أسمعُ نبضاتكِ أقْسمُ بالربّْ
مولاتي تلكمْ لغةٌ بينَ القلبيْنْ وَلا
يفهمها إلَّا مَنْ عامَ طويلاً ببحارِ الحبّْ
—
لولاكِ لما كان الديوانْ
وتأخَّرَ بالحدِّ الأدنى سنتانْ
لكنَّ وجودكِ مولاتي بحياتي
أنجزهُ في لمْحِ البرقِ الآنْ
—
كلُّ الكلماتِ بديواني تعْنيكْ
تصفُ جمالكِ منْ رأسكِ حتَّى أخمصَ رِجْلِيكْ
وتطوفُ حواليْكِ لتحميكِ منَ الحسّادْ
ومنَ البردِ شتاءً والحرِ بصيْفٍ كيما تحميكْ
—
ولو غبْتِ عنّي ثواني
تريني أعاني
ولمّا تعودينَ حبّي
يحقِّقُ قلبي الأماني
—
يطلُّ وجهها فأبتدي الكتابهْ
والشعرُ تسكبُ السحابهْ
كأنَّ ضرْعها يفيضْ
حبيبتي صبابَهْ
—
هلِ الأميرةُ نامَتْ دونَ أنْ تُلْقي السلامْ؟
أمْ أنَّهُ النوْمُ غالَبَها فلمّ تقوى الكلامْ؟
ما زلتُ أنتظرُ التحايا منْكِ مولاتي لأغفو
وكي عيْنَيَّ يا حبِّي إذا وصلَتْ قريراتٍ تَنامْ
—
أنتِ اللتي أهواكِ منْ بعدِ الفِطامْ
قد قالَ بعضُ الناسِ ما هذا الكلامْ؟
لو جرَّبوا مثلي ومثلكِ ،مولاتي الهوى
لقالوا قبلَ فِطامنا ذُقْناهُ واللهِ الغرامْ
—
نامي مَلاكاً وَاسْتيْقظي أحلى النساءْ
أهواكِ بدراً ساطعاً وسْطَ السماءْ
أهواكِ شهْداً في فمي حُلْوَ المَذاقْ
أهواكِ ورداً ذي عبيرٍ هكذا قلبي يشاءْ
—
قالتْ شتاءّ لو برَدْتُ فقلتُ لها الغطاءَ لكِ الجفونْ
قالتْ وصيْفاً في الحرارةِ قلتُ في روْضٍ بقلبي تسكنينْ
قالتْ أتَهواني لتلهو بالهوى بعضَ الشهورِ أوِ السنينْ
قلتُ لا واللهِ أهواكِ أنا محبوبةً وكذاكَ أمَّاً للبنِينْ
—
أنتِ النورُ بعينَيّْ
إيّاكِ البخلُ علَيّْ
عطشانٌ قلبي للحبّْ
ولعطشي أنتِ المَيّْ
—
دوماً حبِّي أنتِ الأجملْ
وجهكِ مولاتي يُذهلْ
والشفتانِ كوردٍ جوريّْ
لكنْ وردهما لا يذْبلْ
—
سأقولُ لهنَّ جُنِنْتُ بها
ووَقَفْتُ الشعرَ لها
والقلبُ مُلامٌ جداً لو
لحَظاتٍ عنْكِ سَها
—
القلبُ بمولاتي قد هامْ
ولها كم قالَ كلامْ
ليْتي يا أحلى امرأةٍ
كنتُ عرفتكِ منْ أعوامْ
—
لكِ قلبي أعطيتْ
ومنَ الماضي أخْلَيْتْ
فخذي مفتاحَ القلبْ
وأنيري هذا البيْتْ
—
أحبّكِ أقسمُ بالكعبهْ
وفؤادي قد أعلنَ حبَّهْ
الحبُّ ودادٌ وهيامْ
وحبيبي أسعى قُرْبَهْ
—
حتّى الحجرْ
منْ سحرها انْبهرْ
فقال وجهها
فاقَ سحرهُ القمرْ
—
لكنَّ بعضنا البشرْ
كأنهمْ بلا نظَرْ
فالسحرُ يغْفلونهّ
ولو أمامهمْ بدَرْ
—
لو لمستْ ملحاً بيديْها لاحْلَوّْ
مِنْ أنفاسكِ يتعطَّرُ مولاتي الجوّْ
وجراحي مهما كانتْ غائرةً تشفيها
لو لمستها الحلوةُ بالإصبعِ لوّْ
—
حبيبةَ قلبي اغْمريني بحبّكْ
وَأعْطي فؤادي حناناً برَبِّكْ
ولو تمْكثينَ طويلاً حِذايْ
لصرتُ مليكَ زماني بجنبكْ
—
كلماتكِ مولاتي تطربني
وكثيراً جداً تفرحني
أشعرُ حين تقوليها
أنَّ الكلماتِ تُدَغْدغني
—
لو تعطيني صدركِ يوماً
قُبُلاتي حبِّي تغدو نجماً
وسأشعرُ أنِّي في الفردَوْسْ
بينَ النهديْنِ أنا حتْماً
—
وصدركِ بَيْتي في وطني
آهٍ لو كان بهِ سكني
لو عشتُ بهِِ حتىّ يوماً
كنتُ الأسعدَ في زَمَني
—
لو غابَ عنّي الجميلْ
لصارَ ليْلي طويلْ
فهل أراهْ قريباً؟
أم ذلكمْ مستحيلْ؟
——————————
شعر:عاطف ابو بكر/ابو فرح
———————————
تطلُّ علينا كشمسِ الصباحْ
بعينيْنِ مثلَ زهورِ الأقاحْ
فهاتي يدَيْكِ المِِسيني بها
لتَشفي بقلبي عظيمَ الجراحْ
—
وأنتِ الأجملُ من بلقيسْ
كم صدرُكِ كالدُّرِ نفيسْ
لو عشتِ بمملكتي مولاتي
عيَّنْتكِ للوردِ وللعشقِ رئيسْ
—
وأنا منْ كلِّ العشّاقِ بحبّي الأصدَقّْ
وأنا بوفائي تُضْربُ أمثلةٌ إذ أعشقْ
فالحمَّامُ لها كلِّ صباحٍ بمياهِ الوردْ
فهيَ امرأةٍ منْ عينيْها فجْري قد أشرقْ
—
والحلوةُ وردٌ لا يذبلْ
وسواها حبّاً لا أقبلْ
بفؤادي انزرعَتْ مثلَ النخلْ
كيفَ لماذا لا تسألْ ؟
—
قالتْ أنتَ تغازلُ غيري ،وأنا ذلكَ لم أفعلْ
أعرفُ أنَّ مغازلةَ امرأةٍ أخرى للأولى مقْتلْ
لكنْ كيفَ بيومٍ أُقْنعها وهْماً أنْ لا تتخيَّلْ
أفتوني يا خبراءَ العشقِ،معَ المحبوبةِ كيفَ الحلّْ؟
—
كيفَ أغازلُ أخرى وهيَ الحبَُ الأوحدّْ
لا ثانيَ أو ثالثَ أرضى كبديلٍ أنْ يوجَدْ
قد أمزحُ أوْ أرمي امرأةً تسليةً بالشعرْ
لكنْ لا يقْبلُ قلبي إلَّاها أبداً وقتَ الجَدّْ
—
مجنونٌ مَنْ يعشق مثلكِ أنْ ينظرَ ثانيةً لسواكْ
فخصامكِ يا قرَّةَ عيْني موْتٌ ودمارٌ وهلاكْ
لو قُلْتُ لربِّي لو أعشقُ معها أخرى سيقولْ
لوْ عشقَ سواكَ العشراتُ فلا تطمعْ تلكَ كفاكِْ
—
تلكَ المرأةُ ليْستْ تُبدَلُ بالعشراتْ
بل تنُصِفُ لو قلتَ عزيزي بمئاتْ
فيها السحرُ وفيها الخُلْقُ وفيها الصبرْ
وفيها ما تَعشقُ أيضاً منُ نُبْلٍ وصِفاتْ
—
كم كنتُ الأمسَ سعيدْ
وكأنِّي في العشقِ جديدْ
وكأنِّ جميعَ الأيَّامِ لَنا
أضحتْ أحلى فعلاً منْ عِيدْ
—
نامَتْ وما زالتْ عيوني ساهرَهْ
والّليْلُ يأتينا قريباً آخرهْ
لم تُعْطني للنوْمِ أيَّ إشارةٍ
أتظلُّ للصبحِ المآقي ناطرَهْ
—
طال انتظاري للحبيبْ
أينَ الحبيبُ فمنْ يُجيبْ؟
أعطيتها قلبي وكلّ مشاعري
أوَما لنا في قلبها أيضاً نصيبْ؟
—
أعدتِ لي الشبابْ
ومِنْ سنينَ غابْ
وكنتُ قد قبرتهْ
حبيبتي في الترابِ
—
لم أرَ سحراً مثلكِ منْ قَبْلْ
أنتِ بياضاً مثل الفلّْ
أنتِ البدرُ الطالعُ في ليْلي
وأنتِ الفجرُ إذا ما طلّْ
—
وكيفَ أحبُّ حبيبي سواكْ
وأنتِ حبيبي مَلاكْ
فمنذُ عرفتكِ والعيْنُ حبّي
بكلِّ جميلٍ تَراكْ
—
وقالتْ لماذا أنا
وعندكَ أحلى النساءْ
وكان بوسعكَ منهنَ جذبَ الكثيرْ
كمثنى ثلاثَ وما ما تشاءْ
فقلتُ فؤادي اجتباكِ
فماذا أقولُ لقلبٍ
أحبّكِ أنتِ ،فليستْ
جميعُ النساءِ حبيبةَ قلبي سواءْ
—
أنْ تعشقها يعني أنَّكَ في الجنَّهْ
تلكَ مِنَ الخالقِ أعظمُ مِنَّهْ
في الدنيا للعبدِ الصالحِ أعطاها
وجمالاً بالحورِ بدنيانا سحراً ساواها
—
وقالتْ علَيَّ تَغارْ
فقلتُ،وهل قُدَّ قلبي مِنَ الطينِ
أمْ منْ حِجارْ؟
فلوْ مَسَّكِ السوءُ يوْماً
رأَيْتِ بقلبيَ بُركانُ نارْ
—
ليْستْ أيّامُ العشقِ بلا خُلْفٍ وخصامْ
وكذلكَ ليستْ كلُّ الأوقاتِ سلامْ
لكنَّ الخُلفَ العابرَ لن يتجذَّرَ أبداً
فإذا كان الحبُّ عميقاً،سيذوبُ الخلفُ
وسيزيدُ العشقُ ،كما تزدادُ النارُ ضِرامْ
—
حبيبةَ قلبي لماذا الزعلّْ؟
فقلبيَ منذُ غضِبتِ اشْتَعَلّْ
تعالي لأطْبعَ كلَّ اعْتذاري
على خدِّكِ حبِّي بِشهْدِ القُبَلْ
—
أمرأةٌ أجملَ منها لم أبصرْ
لبِسَتْ أسودَ، أخضرَ أو أحمرْ
حتّى لو لبستْ ما لبستْ
تبدو في عينيْكَ مثلَ البدرْ
—
بالأحمرِ تبدو الزهرْ
بالأسودِ تبدو البدرْ
بالأزرقِ تبدو البحرْ
بالأصفرِ تبدو التبْرْ
بالأبيضِ تبدو الطُهْرْ
وبكلِّ الألوانِ السحرْ
—
وبها أحلمُ أنَّى كنْتْ
وكظلِّي تمشي أنَّى سِرْتْ
أهواها منذُ الحبَّ عرَفْتُ
ومِنْ شفَتَيْها العشقَ رَضِعْتْ
—
قالتْ هلْ يوماً تنْساني؟
قلتُ ولو متْنا لن أنساكْ
قالتْ حتّى بعدَ الموتِ ستهواني
قلتُ ساسألُ ربِّي في الفردوْسِ
العيشَ حذاكْ
—
أزيلي الحواجزَ ما بيْننا
فأنتِ حبيبةَ قلبي المنى
وإما فؤادي كثغري دنا
تنيرُ المشاعرُ حبّي الدُّنا
—
وأنتِ عالمي الأجملْ
بديلاً عنكِ لا أقبلْ
فظلّي في مخيّلتي
فتاتي حلوتي الأكْمَلْ
—
أينَ اخْتفي الحبيبْ
أريدهُ قريبْ
وليس كالشموسْ
بساعةٍ تغيبْ
—
يا أجملَ قلبْ
ملأَ حياتي حبّْ
أهواكِ بحجمِ الكوْنْ
وعليَّ شهيدُ الربّْ
—
فالقلبُ مُلكها
أسرارهُ لها
وحين ذاقَ حبّها
فلن يحبَّ غيرها
—
كم أنتِ اليومَ رقيقهْ
يا أجملَ أنثى ورفيقهْ
كم يسعدُ قلبي لو
ضمَّكِ للحضنِ دقيقهْ
—
حين جاهرتْ بحبِّها
مشاعري أهديْتها
وكلُّ ما لديَّ منْ هوىً
أوْقفْتهُ لها لوحدها
—
قالتْ أسمعُ عن بُعْدٍ نبضاتِ القلبْ
قلتُ وأنا أسمعُ نبضاتكِ أقْسمُ بالربّْ
مولاتي تلكمْ لغةٌ بينَ القلبيْنْ وَلا
يفهمها إلَّا مَنْ عامَ طويلاً ببحارِ الحبّْ
—
لولاكِ لما كان الديوانْ
وتأخَّرَ بالحدِّ الأدنى سنتانْ
لكنَّ وجودكِ مولاتي بحياتي
أنجزهُ في لمْحِ البرقِ الآنْ
—
كلُّ الكلماتِ بديواني تعْنيكْ
تصفُ جمالكِ منْ رأسكِ حتَّى أخمصَ رِجْلِيكْ
وتطوفُ حواليْكِ لتحميكِ منَ الحسّادْ
ومنَ البردِ شتاءً والحرِ بصيْفٍ كيما تحميكْ
—
ولو غبْتِ عنّي ثواني
تريني أعاني
ولمّا تعودينَ حبّي
يحقِّقُ قلبي الأماني
—
يطلُّ وجهها فأبتدي الكتابهْ
والشعرُ تسكبُ السحابهْ
كأنَّ ضرْعها يفيضْ
حبيبتي صبابَهْ
—
هلِ الأميرةُ نامَتْ دونَ أنْ تُلْقي السلامْ؟
أمْ أنَّهُ النوْمُ غالَبَها فلمّ تقوى الكلامْ؟
ما زلتُ أنتظرُ التحايا منْكِ مولاتي لأغفو
وكي عيْنَيَّ يا حبِّي إذا وصلَتْ قريراتٍ تَنامْ
—
أنتِ اللتي أهواكِ منْ بعدِ الفِطامْ
قد قالَ بعضُ الناسِ ما هذا الكلامْ؟
لو جرَّبوا مثلي ومثلكِ ،مولاتي الهوى
لقالوا قبلَ فِطامنا ذُقْناهُ واللهِ الغرامْ
—
نامي مَلاكاً وَاسْتيْقظي أحلى النساءْ
أهواكِ بدراً ساطعاً وسْطَ السماءْ
أهواكِ شهْداً في فمي حُلْوَ المَذاقْ
أهواكِ ورداً ذي عبيرٍ هكذا قلبي يشاءْ
—
قالتْ شتاءّ لو برَدْتُ فقلتُ لها الغطاءَ لكِ الجفونْ
قالتْ وصيْفاً في الحرارةِ قلتُ في روْضٍ بقلبي تسكنينْ
قالتْ أتَهواني لتلهو بالهوى بعضَ الشهورِ أوِ السنينْ
قلتُ لا واللهِ أهواكِ أنا محبوبةً وكذاكَ أمَّاً للبنِينْ
—
أنتِ النورُ بعينَيّْ
إيّاكِ البخلُ علَيّْ
عطشانٌ قلبي للحبّْ
ولعطشي أنتِ المَيّْ
—
دوماً حبِّي أنتِ الأجملْ
وجهكِ مولاتي يُذهلْ
والشفتانِ كوردٍ جوريّْ
لكنْ وردهما لا يذْبلْ
—
سأقولُ لهنَّ جُنِنْتُ بها
ووَقَفْتُ الشعرَ لها
والقلبُ مُلامٌ جداً لو
لحَظاتٍ عنْكِ سَها
—
القلبُ بمولاتي قد هامْ
ولها كم قالَ كلامْ
ليْتي يا أحلى امرأةٍ
كنتُ عرفتكِ منْ أعوامْ
—
لكِ قلبي أعطيتْ
ومنَ الماضي أخْلَيْتْ
فخذي مفتاحَ القلبْ
وأنيري هذا البيْتْ
—
أحبّكِ أقسمُ بالكعبهْ
وفؤادي قد أعلنَ حبَّهْ
الحبُّ ودادٌ وهيامْ
وحبيبي أسعى قُرْبَهْ
—
حتّى الحجرْ
منْ سحرها انْبهرْ
فقال وجهها
فاقَ سحرهُ القمرْ
—
لكنَّ بعضنا البشرْ
كأنهمْ بلا نظَرْ
فالسحرُ يغْفلونهّ
ولو أمامهمْ بدَرْ
—
لو لمستْ ملحاً بيديْها لاحْلَوّْ
مِنْ أنفاسكِ يتعطَّرُ مولاتي الجوّْ
وجراحي مهما كانتْ غائرةً تشفيها
لو لمستها الحلوةُ بالإصبعِ لوّْ
—
حبيبةَ قلبي اغْمريني بحبّكْ
وَأعْطي فؤادي حناناً برَبِّكْ
ولو تمْكثينَ طويلاً حِذايْ
لصرتُ مليكَ زماني بجنبكْ
—
كلماتكِ مولاتي تطربني
وكثيراً جداً تفرحني
أشعرُ حين تقوليها
أنَّ الكلماتِ تُدَغْدغني
—
لو تعطيني صدركِ يوماً
قُبُلاتي حبِّي تغدو نجماً
وسأشعرُ أنِّي في الفردَوْسْ
بينَ النهديْنِ أنا حتْماً
—
وصدركِ بَيْتي في وطني
آهٍ لو كان بهِ سكني
لو عشتُ بهِِ حتىّ يوماً
كنتُ الأسعدَ في زَمَني
—
لو غابَ عنّي الجميلْ
لصارَ ليْلي طويلْ
فهل أراهْ قريباً؟
أم ذلكمْ مستحيلْ؟
——————————
شعر:عاطف ابو بكر/ابو فرح
