الرئيسيةخواطر

خاطِرَةْ دامِيَةٌ : جَريمَةٌ تَهُزُّ الْوِجْدانَ الْإنْسانِيَّ

أ. د. لطفي منصور

وَتَقْشَعِرُّ لَها الْأَبْدانُ:
ما حَدَثَ في مَدِينَةِ الطَّيْبَةِ في الْمُثَلَّثِ جَريمَةٌ لا يَتَصَوَّرُها الْعَقْلُ الْبَشَرِيُّ. امْرَأَةٌ شابَّةٌ وَوَلَدَاها (رَضِيعٌ وَطِفْلٌ) يُذْبَحُونَ هذا الصَّباحَ ذَبْحَ النِّعاجِ . وَالْمُتَّهَمُ الْأَبُ. حَكَى لِي بَعْضُ شَبابِ الطَّيْبَةِ أَنَّ سَيّاراتِ الْإسْعافِ عِنْدَما وَصَلُوا مَوْقِعَ الْجَرِيمَةِ جَزِعُوا مِنْ هَوْلِ الْمَنْظَرِ ، وَأَحْجَمُوا عَنِ الْمَسِّ بالضَّحايا.
رُحْماكَ رَبِّي! لِماذا خَلَقْتَ لَنا وُحُوشًا كاسِرَةً في صُورَةِ بَشَرٍ، نُزِعَتْ مِنْ قُلوبِهِمِ الرَّحْمَةُ والرَّأْفَةُ لِيَتْرُكُوا وَبالَ أَعْمالِهِمْ حَسَراتٍ في الْقُلُوبِ.
نَحْنُ ما زِلْنا في جاهِلِيَّةٍ جَهْلاءَ لا يَزالُ كَثِيرٌ مِنّا يَنْظُرُون اِلى الْمَرْأَةِ كَأَمَةٍ يَمْتَلِكُونَها كَما يَمْتَلِكُونَ ناقَةً. لا. لَيْسَ هَكَذا شُرِّعَ الزََواجُ في الْإسْلامِ. الْمَرْأَةُ شَرِيكُ الرَّجُلِ ، وَالْعَقْدُ عَقْدُ شَراكَةٍ لا عَقْدُ مِلْكِيَّةٍ يَتَصَرَّفُ بِها الرَّجُلُ كَما يَشاءُ، لِكُلٍّ حُقُوقُهُ الْواضِحَةُ. كُلُّ الْأَحادِيثِ الَّتي تَقُول بِعُبودِيَّةِ الْمَرْأَةِ لِلرَّجُلِ حَتَّى أَنَّها تَكادُ أَنْ تَسْجُدَ لَهُ مَوْضُوعَةٌ كاذِبَةٌ. لا يُؤْخَذُ بِها.
الْآيَةْ الْقُرْآنِيَّةُ الَّتي تَقُولُ (وَمِنْ آياتِهِ أَنْخَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفِسِكُمْ أَزْواجًا) مَجازِيَّةٌ لِلتَّراحُمِ والتَّوادُ وَالتَّوادُدِ. وَالدَّلالَةُ عَلَى هَذا هُناكَ قِراءَةٌ مِنْ أَنْفَسِكُمْ أَيْ مِنْ خَيْرِكُمْ.
لِماذا شَرَّعَ اللَّهُ الطَّلاقَ لِلرَّجُلِ وَالْخَلْعَ لِلْمَرْأَةِ، وَهُما مِنْ أَبْغَضِ الْحَلالِ إلى اللَّهِ ؟؟
لِأَنَّ هذا هُوَ الْحَلُّ الْمُناسِبُ إذا لَمْ يَبْقَ أَمَلٌ في إصْلاحِ ذاتِ الْبَيْنِ بَيْنَ الزَّوْجَيْنِ . عِنْدَئِذٍ يُفْسَخُ الْعَقْدُ، وَيَذْهَبُ كُلُّ واحِدٍ مِنْهُما لَسَبيلِهِ.
أَمّا قَتْلُ الْمَرْأَةِ وَأَوْلادِها فَلا يَتَصَوََرُهْ عَقْلٌ سَوِيُّ، وَلا تُعادِلُهُ جَريمَةٌ عَلَى الْأَرْضِ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق