الرحمة تعنى أن تشعر بحالة الغير فتتجاوزعن مالا ترضاه من أفعاله المخالفة للفضيلة , وتعنى أن تشعر بندم التائب , وبالضعيف , والمريض , والمسكين والفقير , والصغير والكبير , وتشعر حتى بمن دونك من الكائنات كالحيوانات , والرحمة ليست شفقة يشعر بها الغير كالمن والأذي , وإنما هى من أسماء الله الرحمن والرحيم فى الدنيا والآخرة
وهى التى فطر بها الحيوان فيحتوى أولاده ويرفع الحافر عنهم
فالإسلام وكتابه يبدأ بالسملة التى تعتبر آية فى الفاتحة أى السبع المثاني” بسم الله الرحمن الرحيم ” وعلى رأى تقريبا الجماعة هى آية تبدأ بها السور القرآنية , ما عدا سورة التوبة أو براءة التى بدأت بقتال المشركين ودفاع المسلمين عن أنفسهم وأموالهم ورد العدوان ,ورد ما سلب منهم , فلم يبدأها الله بالبسملة , لأن فيها إسمين لله عز وجل كبيران هما , الرحمن والرحيم , فغير لائق يكون القتال مع الإسمين , وقيل أن البسملة لأنها آية , وحتى تكون آيات القرآن عددها ثابت , فالبسملة ذكرت مرتان فى سورة النمل بداية السورة وآية داخل السورة بداية لخطاب سليمان عليه السلام لملكة سبأ بلقيس , فلم تذكر فى سورة التوبة
” إِنَّهُۥ مِن سُلَيْمَـٰنَ وَإِنَّهُۥ بِسْمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحْمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ” النمل 30
إذن الرحمة من أساسيات منهج الإسلام , وطلب من المسلمين قراءة البسملة قبل أى شيء كان , الطعام , الشراب , العهود , التجارة , حتي بداية الجماع ,لتكون بركة الله ورحمته ففيها الرحمة فى الدنيا والآخرة
فالرحمة فعل وعمل وليست مجرد كلام , أيكون والداك عندك فى كبرهما ولا ترحمهما ولاتقول ” ربي ارحمهما كما ربيانى صغير” فأين الرحمة إذن
أيكون عندك طفل معوق أو مريض مرضا مزمنا ولا تقف له على قدم وساق بالرحمة , وتميزه فى المعاملة والمساعدة . فأين إذن الرحمة ؟
أيكون جارك محتاج لك ولا تساعده ولاتأخذ بيده لبر الأمان . أين إذن الرحمة ؟
أما نري الطيور وهى ترحم صغارها من غول الجوع جيئة وذهابا وهى تكد حتى لا تري صراخهم.. وتوزع الطعام فى مناقير الصغار بالتساوي
إن لم تكن هذه الرحمة فأين الرحمة
ألم نرعمر الفاروق يحمل الدقيق على ظهره عندما وجد امرأة مسنة وهى تتضور جوعا وتشتكى أمير المؤمنين وهى لا تعرفه أثناء تعسسه أى تفقده للرعية فى الليل , ثم يطبخ لها وتمتليء لحيته دخانا , ولما كشف نفسه لها ما عاتبها وإنما عاتب نفسه أنه حجب عنه من رعاياه من يحتاجه
ألم نره أيضا يأخذ بيد اليهودى المسن ويعطيه من بيت المال بدلا من تسوله ليوفر الجزية فيسقط الجزية عنه ويجعل له راتبا من بيت المال ويقول : أنهمله وقد أكلنا شبيبته
إن لم تكن هذه رحمة فأين تكون
تظهر الرحمة واضحة عندما تحمل الأم فى جنينها وتضعه وترضعه وتكون وقاية له من كل سوء , والرحمة تكون بين المؤمنين بالله والموحدين له
الحديث ” لن تؤمنوا حتى تراحموا قالوا يا رسول الله ..كلنا رحيم قال : أنه ليس برحمة أحدكم صاحبه ولكنها رحمة عامة ” رواه الطبرانى
الحديث ” أن رجلا قال يا رسول الله إنى لأرحم الشاة أن أذبحها , فقال : إن رحمتها رحمك الله ” رواه الحاكم صحيح
الحديث ” عن أبي هريرة قال سمعت الصادق المصدوق صاحب هذه الحجرة أبا القاسم يقول: لا تنزع الرحمة إلا من شقي “رواه أبو داوود والترمذي حسن
وما نراه من أوروبا وأمريكا وغيرهم من التشدق بالرحمة بالحيوان , هى رحمة مدعاة وليست حقيقية بدليل أنهم لا يرحموا بنى جنسهم من البشر
فأى رحمة مع رمى القمح فى المحيط ليرتفع سعره وأفريقيا جوعى
وأى رحمة فى احتلال أرض الغير وإذلالهم وتفقيرهم كما يفعل البنك الدولى بقروضه الشيطانية
وليس من الرحمة الادعاءات الجديدة الشيطانية التى تنادى بالموت الرحيم,الذي يعنى التخلص من الأشخاص الكبار فى السن حتى لا تتحمل البلاد تكاليف مرضهم , والتخلص من أصحاب الأمراض الشديدة المزمنة والصعب علاجهم ,بالتخلص من حياتهم بطريقة طبية حتى نخلصهم من الألم , واضعين أنفسهم مكان خالقهم والذي له القدرة فى أى لحظة على شفائهم باكتشاف علاج أو بما يجود الخالق عليهم من طرق العلاج , أمن الرحمة الإجهاض أى التخلص من حمل البنات إما للعودة لبكارة الغش على الرجال وإما للتخلص من مولود الخطيئة
أمن الرحمة الشذوذ بين الرجل والرجل والمرأة والمرأة بعيدا عن الفطرة بالتزاوج بين المرأة والرجل لتعمير الكون , ونكون نفعل ذلك للحرية والمساواة
والرحمة الحقيقية كانت فى علاجهم للتخلص من الخروج عن الفطرة , بدلا من القول الكاذب بتركهم يمارسون الإنحراف
وأى رحمة فى الإستغلال العالمى للبلدان الفقيرة اقتصاديا وامتصاص خيراتهم , وجعلهم فى ذيل الأمم تابعين لهم كسادة وهم عبيد
وأى رحمة فى استخدام تجارة المخدرات وتجارة الجنس الأبيض وتجارة السلاح لتشويه البشر وانحلالهم تحت بند التجارة العالمية والعابرات للقارات
أمن الرحمة استغلال الفنون والرياضة بالإباحية وهى ما كانت إلا للتقويم والتثقيف وعلاج أمراض الشعوب والترويح , وكذلك السياحة .