مكتبة الأدب العربي و العالمي

بنات_العطّار_الجزء_السابع

بقلم نودي

رجعت القهرمانة خديجة بعد ايام لزيارة البنات وفي يدها قفة مليئة بالهدايا ولما وقفت أمام باب دارهنّ اطلت عليها الجارة وقالت:أعرف لمذا تجيئين إلى هنا وسأصرخ وأجمع الجيران

إلتفتت خديجة يمينا وشمالا وأجابتها إخفضي صوتكِ وقولي بسرعة مذا تريدين ؟
ردت: تعالي عندي للدار فلم تجد خديجة بدا من الدخول
نادت الجارة لإبنتها فأقبلت ولما رأت المرأة صاحت: أمي منذ متى ندخل الناس من الشّوارع ؟

غضبت خديجة وقالت لها : وجهك يبدو جميل لكن لسانك قبيح ألم تجدي شيئا آخر لتصفيني به ؟
ردت الجارة :أعذريها فهي لا تعرفك حسنا لقد سمعت أن بنات صالح سيتزوجن وسيكون مؤسفا أن تبقى إبنتي دون زواج !

قالت القهرمانة: لقد كنت تتجسسين علينا إذا لا بأس أكتمي ما سمعته وسأدبر الأمر ما رأيك في طباخ القصر ستشبع إبنتك من طعام الملوك أو ربما البستاني فستمرح في حدائق القصر وتأكل العسل المصفى

لكن البنت قالت :ما دام الحال كذلك فأنا أريد الزواج من الأمير
أجابتها القهرمانة : إنه يحب ياسمينة بنت التاجر
هتفت إبنة الجارة في سخرية آه تلك الفتاة التي تلعب بالعرائس وماذا فيها ما يعجب ؟

قالت خديجة: على الأقل لا تذكر جيرانها بالسوء مثلما تفعلين أنت المهم فكرا جيدا وبإمكاني أيضا أن أقترح عليكما رئيس الحرس أو المغني فهو وسيم يحسن الضرب على العود لكن قبل ذلك يجب أن تعلمي إبنتك الأدب فالقصر ليس زريبة بهائم لا شك أنك تعلمين ذلك

ثم ذهبت إلى دار صالح وهي تتعجب من خسة تلك الجارة وإبنتها اللعينة فأحقر عبيدها لا يرضى بها زوجة لقبح لسانها

لم تكن خديجة مرحة كعادتها ولما سألتها البنات عن سبب غضبها حكت لهن عما حصل مع جارتهن فضحكن وقلن لها لا تهتمي بها فمشاكلها كثيرة مع كل الجيران لهذا لم يخطب إبنتها أحد رغم جمالها الساحر Lehcen Tetouani

غطت الجارة نفسها برداء وذهبت إلى عجوزة الستوت كما كانو يسمونها من قديم الزمان وأخبرتها قصتها وطلبت أن تدبر لها حيلة ليترك الأمير ياسمينة ويتزوج إبنتها ،

قالت لها : الأول أريد أجرتي مسبقا فأنا أعرف شدة بخلك فأخرجت من حزامها صرة من الدنانير ورمتها لها فهزتها في يدها وهمست: إسمعي جيدا ما ستقومين به وحكت لها عن حيلتها الماكرة .

ظهر السرور على وجه الجارة وقالت: يا لها من فكرة ليس فقط تصبح إبنتي أميرة بل أيضا يفسد زواج بنات صالح وتسوء سمعتهن في الحي ولما يرجع أبوهن سيضربهن بقسوة وسأستمتع أنا بصياحهن لم أنس سخريتهن من حذائي القديم وماذا يفهمن من حسن التدبير ؟

طرقت الجارة الباب فأجابت ياسمينة من هنا ؟
قالت: لقد أرسلتني خديجة وطلبت مني أن آخذك لدار مسعود فهو من أصدقاء الأمير وسيأتي لرؤيتك بعد قليل

ومن كثرة الشوق لم تفكر ياسمينة في أنها حيلة وذهبت معها دون علم إخوتها ولما وصلتا إلى دار مسعود

قالت له الجارة : لقد أعددت لك عصيدة حارة بالفلفل الأحمر لكني نسيتها على الطاولة سأرجع لإحضارها هل يمكنك ترك البنت بعض الوقت عندك ؟

قال :بالطبع أدخلي يا إبنتي وسآتيك بشيئ تشربينه
كان للشيخ ولد وسيم يحب الضحك واللعب لما رأى ياسمينة فرح وقال لها مارأيك أن نلعب الشطرنج

أجابته لا مانع لدي وكانت تأمل لا يتأخر الأمير كثيرا
أما الجارة فجملت إبنتها وألبستها الذهب والحرير وأخذتها إلى القصر وطلبت مقابلة الأمير محمود وأعلمته أن ياسمينة تقابل في غيابه إبن مسعود الخياط وهي الآن في داره .

إحتار محمود وإشتد غيضه ولم يتريث أو يحاول فهم الحكاية فقال للحرس: جهزوا عربتي وسأرى هذا الأمر بنفسي وأركب الجارة وابنتها معه وطوال الطريق وهو ينظر إليها فلقد سحره جمالها وهيئتها التي تشبه الأميرات .

ولما وصل إلى الدار طرق الباب ففتح له مسعود لكن الأمير صدم حين رأى ياسمينة تلعب مع الولد وتضحك معه بعد قليل رأته فجرت إليه بفرح لكنه دفعها في صدرها
وقال لها: إبتعدي عني، فلا أريد أن أراك بعد الآن لا أنتِ ولا إخوتكِ هل فهمتِ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق