الدين والشريعة

الحلقة رقم (13)سبب الضلال هو السلطة الزمنية حتى مع دمث الأخلاق المنهج الإسلامي / وحيد راغب

علينا أن نعرف أن السلطة الزمنية والباطنية والمقصود بالباطن هنا وحى السماء , لم يجتمعا إلا فى رسول الله محمد صلي الله عليه وسلم, وسليمان عليه السلام وذى القرنين , فكانوا يحكمون ومعهم الوحى الإلهي ,
وهذا ماقاله عمر الفاروق أن حكمه على الناس بالظاهر لأن الوحى انقطع أى يوجد فقط السلطة الزمنية , وقال أبو بكر الصديق قومونى
الوليد بن المغيرة والد خالد بن الوليد كانت أخلاقه دمثة وعالية فكان يحرم الخمر وضرب ابنه هشام عليها وكان مستقيما رغم ثرائه ويقطع يد السارق ولقب بالوحيد لكسوته للكعبةوحده سنة وقريش أجمعها سنة وقال فى حق القرآن لما سمعه : لقد سمعت من محمد كلاما ما هو من كلام الإنس ولا من كلام الجن وإن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإن أعلاه لمثمر وإن أسفله مغدق وإنه يعلو وما يعلي عليه
ولكن تطلعه للرسالة لنفسه هو وعروة بن مسعود الثقفي الطائفي جعله يعادى محمدا ويكفر به ” وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم “الزخرف 31
ثم قال في القرآن تجنبا لقومه ” ما هو إلا سحر يؤثر أما رأيتموه يفرق بين الرجل وأهله وولده ومواليه فهو ساحر وهذا هو السحر المبين ”
اذن الوليد وصاحب الطائف تطلعوا للسلطة الزمنية مع وحى السماء فلم يصبهم الوحى , فحوا على محمد صلي الله عليه وسلم لأنه بنبوته أطاح بسلطتهم الزمنية والوحى
ولنفس السلطة الزمنية كفرت اليهود والنصاري بمحمد
وفعل السامري ذلك من أجلها ليكون له شيعة وأتباع باعتبارهم عزا له ففتنه الله وجعله هو يطلب عدم المساس من الناس
وهذا ما فعله مسيلمة الكذاب فأرسل الى محمد صلي الله عليه وسلم أن تكون النبوة شركة وتقسم الأرض والغنائم بينه وبين محمد
والسلطة الزمنية فى عرف عقيدة الشيعة يوجد إمام باطنى وإمام ظاهر يلجأ للإمام الغائب الباطن , ولكن ما يوجد على الواقع هو سلطة الإمام الظاهري أى السلطة الزمنية ,وذلك فى كل زمان , الى أن يأتى الإمام الغائب أو المهدى المنتظر المخلص , وهوعندهم هو فى السرداب أوغيره مختفي وهو الإمام العسكري أحد أئمة الإثنى عشرية , وهو ما جعل الخمينى الإيرانى يتمثل ذلك , حتي قال رافسنجاني أن جيش الخمينى أفضل من جيش علي بن أبى طالب
فالسلطة الزمنية هى سلطة الواقع المعاش ولم يقدسها إلا الشيعة حتى قالوا بعصمته
وما أكثر الحروب الواقعة إلا من هذه السلطة الزمنية
حتى كان الحاكم فى العصور الوسطى الكنسية هو ظل الله فى أرضه فلا مناقشة لأوامره , الى حين تصادمت الكنيسة مع السلطة الظاهرة , وتصادم العلم فكانت العلمانية التى تقصد فصل سلطة الكنيسة عن الواقع , والإنتظام فى الدولة بالسلطات الثلاث القضائية والتشريعية والتفيذية , والحاكم خادم للشعب ينتخبه فترات حكم محددة وتجدد أو ينتخب غيره لو ثبت عجزه
أما الإسلام فليس فيه سلطة زمنية معصومة ولكن خليفة ينتخب بالشوري وهى أعم من الديمقراطية حيث يختلف شكل الشوري حسب الزمان والمكان , والدين له علماؤه ومجتهدوه ولا قداسة لأحد ولا عصمة
ويعزل الحاكم إن خالف منهج الإسلام أو تجبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق