نشرت صحيفة “الغارديان” تقريرا أعده مراسلها مايكل صافي قال فيه إن اللقاح الصيني “ساينوفارم” الذي اعتمدته الإمارات العربية المتحدة لمكافحة كوفيد-19 يقدم لعدد من الأثرياء كوسيلة لتشجيع السياحة هناك.
وقالت إن ناديا في لندن قدم أول دليل عن استخدام اللقاح لجذب السياح، وإن اللقاح الصيني يقدم لحفنة من الأثرياء الذين يدفعون مقابل حقن من اللقاح كجزء من شراكة “جلب السياحة إلى المنطقة” كما يقول النادي الخاص الذي يشرف على تقديم هذه الخدمة.
وأشارت الصحيفة إلى أن اللقاح يستخدم بشكل واسع في الإمارات العربية المتحدة لكن الحكومة البريطانية لم تصدر بعد تصريحا لاستخدامه للأغراض الطارئة ولا منظمة الصحة العالمية. وتوفر الإمارات لقاح فايزر- بيونتك لكنه ليس جزءا من الحصول على الخدمة مقابل الدفع. وتعلق الصحيفة أن العرض المتوفر هو أول دليل عن دولة تستخدم إمدادات لقاح كوفيد-19 لجذب السياح الأجانب وسط الندرة وقلة المتوفر من الحقن والدعوات للمشاركة في المصادر وتوفيرها للمحتاجين إليها وعمال الصحة حول العالم.
وتعلق الصحيفة أن وزارة الصحة الإماراتية والمكتب الوطني للإعلام وسلطة السياحة في دبي لم ترد على أسئلة وجهتها الصحيفة إليها. وأشارت الصحيفة إلى “نايتسبرج سيركل” وهو ناد يقدم خدمة سفر وأسلوب معيشة لأعضائه الذين يدفع الواحد منهم 25.000 جنيه في السنة كرسوم للعضوية. واتصل آلاف من الأعضاء الشهر الماضي عندما زعم أنه يستطيع ترتيب مواعيد سفر لمن هم في سن الـ 65 عاما أو فوق إلى الإمارات وترتيب مواعيد لتلقي لقاح فايزر والذي منحته الحكومة البريطانية ترخيصا في كانون الأول/ديسمبر وعدد آخر من السلطات التنظيمية في الولايات المتحدة وأوروبا.
لكن “الغارديان” اتصلت مع الشركة المنتجة للقاح، وكان رد فايزر أنها لا توفره إلا للحكومة الإماراتية وليس للشركات الخاصة في الإمارات أو أي مكان آخر. وقالت إنها حولت السؤال إلى فريق الأمن الدولي لديها للتحقيق فيه.
ووضح النادي لاحقا أن لقاح فايزر متوفر فقط للأعضاء الذين يحملون الجنسية الإماراتية. وقال متحدث باسم النادي “الأعضاء والعملاء الذين لديهم إقامة في الإمارات حصلوا على لقاح فايزر من خلال الخدمة” التي يقدمها النادي. وتساءلت الصحيفة عن السبب الذي يدفع الإماراتيين للحصول على لقاح فايزر عبر هذه الخدمة، مع أنه متوفر لكل من يحمل الجنسية الإماراتية والمقيمين فيها بطريقة شرعية. واعترف النادي أن اللقاح قدم لكل المقيمين في الإمارات “نعم وفر لهم عبر تطبيق متوفر لكل المقيمين في الإمارات، لكننا قدمنا خدماتنا التي تضم توفير سائق وغير ذلك”. وقال نادي الخدمات إنه وقع على شراكة مع الحكومة الإماراتية لتوفير اللقاح الصيني المتوفر في البلاد ولكنه ينتظر سلطات التنظيمات المتشددة لكي تسمح بتقديمه لغير المقيمين في الإمارات.
وقال المتحدث باسم النادي إن “نايتسبرج سيركل استطاع التشارك مع الإمارات لجلب السياحة إلى المنطقة” و”تم منح هؤلاء السياح، لقاح ساينوفارم”. ويمكن للأعضاء المحتملين ممن هم فوق الخامسة والستين تقديم طلب للحصول على اللقاح مقابل 10.000 دولار بالإضافة لتكاليف السفر والإقامة مدة 3 أسابيع في البلد الغني بالنفط. وتم منع الرحلات الجوية المباشرة بين بريطانيا والإمارات ويطلب من المقيمين البريطانيين العائدين العزل مدة 10 أيام في بيوتهم حالة وصولهم. وقال النادي إن العضوية السنوية بـ 25.000 جنيه والعضوية لمدة ثلاثة أسابيع مقابل 10.000 قد اكتملت ولم يعد النادي قادرا على تلقي طلبات جديدة. وأكد النادي أنه لا يستطيع تقديم معلومات أخرى عن العرض بسبب الحرص على الحفاظ على العملاء.
وتوفر الحكومة البريطانية اللقاح لمن هم في سن الـ 65 أو فوق باعتبارهم الفئة التي تمنح أولوية الآن ومجانا، وتعرض عليهم إما لقاح فايزر أو أسترازينكا إلا أن النادي يقول إن العضوية مفتوحة لكل شخص “وخلال أربع ساعات بتوقيت غرينتش وطوال السنة”. وأنشئ نادي “نايتسبرج سيركل” عام 2012 ويقول إنه يوفر “خدمات شخصية استثنائية” لعملائه بما في ذلك عشاء مع البابا، ودروس في الغناء مع أليشيا كيز، وطرق لشراء حقائب راقية عادة ما ينتظر الراغب بشرائها عامين.
وبدأت أكثر من 50 دولة بتلقيح سكانها إلا أن هناك مخاوف متزايدة من احتكار الدول الغنية كل إمدادات اللقاحات لهذا العام بشكل يترك الدول الفقيرة بدون لقاحات. وتوقعت دراسة الأسبوع الماضي أن اللقاحات لن تصل إلى الدول ذات الدخل المتدني إلا في عام 2024 بناء على أدنى احتمال. وبدأت الإمارات بتقديم اللقاح في منتصف كانون الأول/ديسمبر وطعمت حتى الآن نسبة 25% من السكان. ويتوقع أن توفر اللقاحات لنصف السكان في منتصف آذار/مارس. وأخبر مؤسس النادي ستيوارت ماكنيل صحيفة “نيويورك تايمز” أن النادي تلقى منذ إعلانه عرض توفير اللقاح 2.000 طلب من الأعضاء واتصلت به شركات سفر خاصة تعرض خدماتها لنقل العملاء. وفي بيانها قالت شركة فايزر إنها لا تقدم اللقاح لاستخدامه خارج برامج الحكومة.
