لمناسبة مرور عام على الحرب في أوكرانيا الحكومة والبرلمان الدنماركي يحتفلون بقداس ديني مهيب من أجل رفع المعاناة الصعبة عن الشعب الاوكراني، ومواجهة السيناريو الأكثر أحتمالا في طواحين الحرب ..

في 24 شباط/ فبراير 2023 الذي يصادف مرور عام كامل على الحرب الروسية ـ الأوكرانية الضروس، احتفلت الحكومة الدنماركية والبرلمان بقداس ديني مهيب في كنيسة هولمينز في العاصمة الدنماركية كوبنهاجن، وذلك من أجل رفع المعاناة الصعبة والقاسية عن الشعب الاوكرانية، ومواجهة ما قيل عن السيناريو الاكثر احتمالا من جانب روسيا لتدمير اوكرانيا، وشن الهجوم الشرس على القيم الانسانية الاساسية مثل الحرية والديمقراطية وتقرير المصير الوطني الاوكراني .

شارك في حفل القداس رئيسة الوزراء ميتي فريدريكسن، ووزراء الحكومة، ورئيس البرلمان سورين جادي، ونواب البرلمان، ورؤساء الكتل البرلمانية، وولي عهد الدنمارك الامير فريدريك، وعقيلته الاميرة ماري، بالاضافة إلى السفير الاوكراني في الدنمارك، ميخايلو فيدوينييك، والكاهن الاوكراني، سيرجي بريجنوي، وحشد كبير من رجال السياسية والاقتصاد والمجتمع في الدنمارك .

وقالت رئيسة الوزراء ميتي فريدريكسن، في خطابها أمام المشاركين :”ان الدنمارك وجميع الحلفاء الغربيين يخوضون منذ عام مضى وحتى اللحظة معركة شرسة ضد ما اسمته بالعدوان الروسي الغاشم على اوكرانيا، ولذلك فانه من واجب جميع الحكومات في الاتحاد الاوروبي القيام بتعاون مشترك لتكثيف الدعم المالي والعسكري، إلى اوكرانيا والعمل معا بشكل مشترك ووثيق لضمان حصول الشعب الاوكراني على كل ما يحتاجونه من متطلبات البقاء في الحياة ” .

ومن الجانب الآخر، قال زعماء الاحزاب السياسية الدنماركية المشاركين في القداس، أن احزابهم قد تضامنت بشكل وثيق مع الشعب الأوكراني في محنته، وستظل متضامنة بشدة معه، حيث لا يزال يتعرض لهجوم شرس من جانب روسيا التي تستهدف تدمير الارض والسيادة الوطنية والحريات الديمقراطية وتقرير المصير الوطني، ولهذا السبب فانهم سيواصلون معركة النضال مع اوكرانيا حتى تحقيق جميع اهدافها وتطلعاتها السياسية والامنية” .

وبعد نهاية عام كامل على الحرب الضروس، التي طحنت مياه البحار والانهار، وقضت على الحرث والزرع، والبنى التحتية الأساسية في اوكرانيا، وراح ضحيتها ـ بحسب ـ آخر التقديرات أكثر من 8000 مدني اوكراني من بينهم أكثر من 450 طفل، واعداد هائلة للغاية من العسكريين وقوات الدفاع المدني، مازال الرئيس الاوكراني زيلينسكي، يبالغ كثيرا في وصفه لاهوال الحرب، و في تحديات تعهداته بمواصلة الحرب حتى تحرير كل ششبر من أراضي اوكرانيا، التي “احتلتها القوات الروسية” ولكنه ظهر بوضع العاجز وغير القادر على فعل شيء غير طلب الاستغاثة من حلفائه الامريكان والغربيين، وحتى ان طلباته المتكررة للنجدة من جميع هؤولاء ، لم تعد عليه بالخير ولا بتحقيق الانتصار المنشود، حيث أن قواته العسكرية، بالرغم من الدعم الهائل وغير المحدود من السلاح والعتاد الغربي والأمريكي الفتاك، أخدت تتآكل وتتقهقر على اعقابها في غالبية الجبهات الساخنة والشرسة، في الشرق والغرب والجنوب الأوكراني .

ومنذ اندلاع هذه الحرب، بلغ الدعم المالي والعسكري، الذي قدمته الحكومة الدنماركية والشركات التجارية الكبرى في الدنمارك، إلى اوكرانيا ارقام خيالية فاقت كل ما هو متوقع، فعلى الصعيد الانساني قدمت الدنمارك أكثر من 192 مليون يورو لدعم الحالات المدنية والانسانية، وعلى المستوى العسكري، قدمت أكثر من 659 مليون يورو ـ بحسب ـ بيان وزارة الخارجية الدنماركية الصادر في 30 كانون الثاني/ يناير 2023 ، وفي الشهور الاخيرة، كانت الدنمارك قد أرسلت قرابة 30 مليون كرونة دنماركية لمكتب الامم المتحدة، و 20 مليون كرونة دنماركية لمنظمة الصليب الاحمر الدولي في اوكرانيا، وكذلك اكثر من25 مليون كرونة دنماركية لحماية الاشخاص النازحين داخليا وتلبية احتياجاتهم العاجلة، وخصصت قرابة 25 مليون كرونة دنماركية لمنظمة اليونسكو التابعة للامم المتحدة التي من المحتمل أن تساعد قرابة 7 ملايين طفل في اوكرانيا في شؤون التعليم والرعاية الصحية، وتقديم 100 مليون كرونة دنماركية لمنظمات الاغاثة المتواجدة في اكرانيا، و200 مليون كرونة دنماركية لجهود الطوارىء في اوكرانيا، وانشاء مستشفى متنقل في محيط الحدود الاوكرانية البولندية .

من الجهة الاخرى، مازالت التظاهرات العمالية والشعبية، الواسعة النطاق، تتحرك في الساحات والشوارع الدنماركية، ضد سياسة العسكرة والدعم الحكومي الدنماركي إلا محدود وإلا معقول لحكومة كييف، وهي لا تزال قائمة وتحث الخطى من أجل وقف تبذير موارد الاقتصاد الوطني على قضايا التسلح ودعم الحروب الخارجية التي ليس للدنمارك فيها أية مصلحة وطنية .

هاني الريس

24 شباط/ فبراير 2023