التكنولوجيا
هل سيحدث تسونامي؟.. خبراء يكشفون “سر” انحسار البحر واستمرار الهزات الارتدادية
ثيرت حالة من الرعب والترقب في الكثير من دول العالم، من أن يكون الوضع الجيولوجي القائم في دول شرق البحر المتوسط غير طبيعي أو مستقر، وينذر بكوارث أخرى مقبلة، وسط حديث عن احتمال أن تكون تلك الهزات مقدمة أو تمهيداً لزلزال أكبر، وذلك بعد استمرار رصد العديد من الهزات الارتدادية، التي تجاوز عددها 6040 هزة أرضية، على مدار الأسبوعين الماضيين، بحسب ما ذكرته إدارة الكوارث والطوارئ التركية.
ذعر من تسونامي
وبالتزامن مع حالة الذعر المسيطرة على العديد من الأشخاص، استفاق سكان عدد من دول حوض البحر الأبيض المتوسط، أمس الاثنين، على انحسار كبير لمياه البحر عن الشواطئ، وفق ما أظهرت صور ومقاطع مسجلة من لبنان وليبيا وتونس وإيطاليا وإسرائيل وفلسطين، ما أثار حالات هلع من احتمال أن يكون تراجع المياه مؤشر إلى امكانية عودتها على شكل موجات تسونامي، لا سيما وأن هذه الظاهرة جاءت بعد الكثير من الهزات الارتدادية التي سجلت في الأيام الماضية، وبعضها كان مركزه في البحر المتوسط.
هل انحسار مياه الشوطئ طبيعي؟
أكد “المركز الوطني للجيوفيزياء” في لبنان، في بيان أصدره بعد الزلزالين المتتاليين، أمس الاثنين، إلى أنه من الطبيعي حدوث توابع الهزة التي ضربت ولاية هاتاي في تركيا مساء اليوم، مشيرًا إلى أنه يمكن أن يشعر بها المواطنين، مؤكداً إنه لا يوجد مخاطر من ظهور أمواج تسونامي في لبنان، وفقًا لنظام الإنذار المبكر من التسونامي في البحر المتوسط.
ومن جهتها، أوضحت مارلين البراكس، مديرة المركز الوطني للجيوفيزياء في لبنان، أن هذه الهزات الارتدادية “طبيعية تمامًا بعد الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا، وأنها ليست المرة الأولى التي يحدث بها هذا الأمر بعد زلزال بهذا الحجم، وفي كل مرة يكون فيها الزلزال قوي، تزداد توابع الزلزال أكثر وتستمر لفترة زمنية أطول، أحيانا لأيام وأسابيع وربما أشهر، وهذا الأمر ليس غريباً.
كما أشار توني نمر، الباحث والمحاضر في الجيولوجيا وعلم الزلازل في الجامعة الأمريكية في بيروت، إلى أنه في حالة وقوع زلزال كبير، يتم تحرك جزء كبير من الصدع الزلزالي، ولكن ليس بشكل كامل، وبالتالي فإن الجزء الذي لم يتحرك سيستمر في التحرك بعد الزلزال حتى تعود الأرض إلى وضعها الطبيعي، وهو ما يسبب الهزات الارتدادية.
وأضاف “نمر”، أنه من الطبيعي جدا أن تستمر الهزات الارتدادية، فذلك يرجع إلى حجم وقوة الزلزال، وزلزال تركيا كان مدمرًا فطول الكسر الذي تسبب به في الأرض يتراوح ما بين 300 و350 كلم، سيحتاج وقتا أطول ليلتئم الفالق كله، وهذا طبيعي.
وأكد “نمر” أن “كل ما هو من خارج هذا الفالق كما يحدث في البحر، لا يمكننا أن نسميها هزات ارتدادية، حيث أن هذه الهزات تحدث دائما، وتم تسجيل العديد من الهزات المماثلة لا يشعر بها الناس، ولكن اليوم بعد الكارثة التي سجلت أصبحت المتابعة أوسع والقلق أكبر، وهذا مفهوم.
هل يمكن أن يحدث تسونامي؟
فيما يتعلق بظاهرة انحسار مياه البحر التي تم ملاحظتها في عدد من سواحل على البحر الأبيض المتوسط، يشدد الخبير الجيولوجي، على أنه لا علاقة لها أبدا بالزلازل التي تحدث اليوم، ولا تشير إلى أي شيء يتعلق بالزلازل، بل بظاهرة المد والجزر، وعادةً، لكي يتسبب الزلزال في حركة المياه، يجب أن يحدث في البحر أيضًا، وتحدث حركة المياه أثناء الزلزال، لترتد بعدها فوراً على شكل تسونامي، وليس بعد أسبوعين من الزلزال.
شروط حدوث تسونامي
وفي السياق ذاته، لفتت مديرة “المركز الوطني (اللبناني) للجيوفيزياء”، إلى أن هناك عدد من الشروط العلمية الواجب توافرها ووجودها لحدوث تسونامي، وهي:
- أولاً يجب يكون مركز الهزة الأرضية في البحر
- ثانياً أن تكون الهزة بدرجات قوية
- ثالثاً يجب أن تكون حركة الفالق الزلزالي عامودية
ما من تسونامي
وأكدت “البراكس”، أنه ليس هناك أي شرط من هذه الشروط موجود في حالتنا اليوم، ولم يحدث أي هزات في البحر المتوسط في الأيام الأخيرة، وبالتالي ظاهرة انحسار مياه البحر ليس لها أي علاقة بزلزال تركيا ولا بما تبعه من هزات أرضية أخرى.
كما أشارت “البراكس”، إلى وجود صدوع زلزالية رأسية في البحر الأبيض المتوسط، أحدها يمر جنوبي جزيرة قبرص، وهو الصدع المعاكس، عند تحركه سيؤدي إلى ظهور حركة في قاع البحر باتجاه عامودي، والتي ستنقل المياه أيضًا وتخلق موجة نسميها تسونامي، ولكن ليس كل زلزال يحدث على هذا الصدع سينتج عنه تسونامي، ولكن يجب أن تكون هزة أرضية قوية تتجاوز ال 6.5 درجات.