ثقافه وفكر حرمقالات

السامريون في نابلس

إسنات إبراهيم

ذكر في سورة طه الٱيه ٨٣ :
” قال إنا فتنا قومك من بعدك وأضلهم السامري ”
والسامري المذكور في الٱية الكريمة وفق ما جاء في كتب المفسرين مثل ابن كثير والطبري هو رجل من عظماء بني إسرائيل من قبيلة السامرة في بلاد الشام .
هذا النزر القليل عن السامري الذي اضل بني اسرائيل بأن عبدهم العجل يثير فضولي للبحث والتقصي .

ضمن ” جولات مقدسية ” كانت لنا زيارة للمتحف السامري في جبل جرزيم الواقع في مدينة نابلس ، حيث استمعنا لشرح من كاهن الطائفة السامرية عن عقيدة السامريين وعاداتهم وتقاليدهم .
انتهزت الفرصة وسألت الكاهن حسني عن علاقة السامري المذكور في الٱية الكريمة بالطائفة السامرية فأكد لي ان لا علاقة !

فالسامري صاحب العجل ظهر في فترة سيدنا موسى عليه السلام ، الذي عاش ، على ما يعتقد ، ما بين سنة ١٣٠١ ق.م حتى وفاته عام ١٢٣٤ ق.م . بينما ظهر اسم السامريين لأول مره في عام ٨٠٠ ق.م عندما استخدمه ملك الٱشوريين أدد نرري الثالث ليميز به سلالة إفرايم ومنشه الذين أسسسوا مملكة اسرائيل في الشمال ( ٩٢٣ – ٧٢٢ ق.م ) مقابل مملكة يهودا في الجنوب والتي قضى عليها جده شلمنصار الثالث .
ومن هنا نستطيع القول ان اسم ” السامريين” هو مصطلح جيو سياسي ديني اطلقه الأشوريون على سكان مملكة الشمال ، والذين انفصلوا سياسيا ودينيا عن مملكة الجنوب يهودا .

يقول الكاهن حسني ردا على سؤال إحدى الزميلات :
” انا لا اعرف نفسي كيهودي ، بل إننا نحن السامريين نختلف عن اليهود في كثير من المعتقدات الدينية ، منها :
أولا : نؤمن بالله الواحد الأحد ونؤمن بأسفار النبي موسى عليه السلام . نصلي في سبعة أوقات ونحافظ على الختان في اليوم الثامن للولاده .
ثانيا : نحن المحافظين على التوراة الاولى الاصلية لذلك نعرف بالسامريين من كلمة شمر بالعبرية שמר اي المحافظ على الشريعة اليهودية .

ثالثا : نحترم ونقدس يوم السبت .
رابعا : نعتبر جبل جرزيم هو الجبل المقدس لليهود الذي بني عليه هيكل سليمان الأصلي وليس على تلة موريا . كما يعتقد اليهود ” .

انظر واتمعن في الصور والجداريات التي تغطي جدران المتحف وتعبر عن الرواية والمعتقدات السامرية التي يحاول الكاهن تقديمها لنا على ان توافق الٱية الكريمة :
” ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون ” صدق الله العظيم .

احتفظت برأيي الشخصي لنفسي ولم اعلق !
شكرا للكاهن حسني على الشرح وعلى حسن الاستقبال . كانت زيارة ممتعة ومثرية . افدنا الكثير .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق