اقلام حرة

أطفال الزلزال

بقلم/ أ. إيمان السعدون

 

 

هدوئك.. طمأنينتك
سلامك
استسلامك للحقيقة
للقدر المُّر
صغر سنّك
ذهولك عمّا يجري
كل ذلك يا ابنتي زلزلني
أخرجها المسعف يسأل :
” فيه حدى ؟
قالت : أمي وخواتي كلهم ميتين !!!
صغيرتي
اللهم اجعلها في كنفك في رعايتك
اللهم كفلها الصالح من خلقك.
كيف كنتِ حولهم تلك الساعات المريرة
هل ناديتِ ماما !
هل أيقنتِ أنها لا تُجيب !!
هل فعلاً حنانها وخوفها عليكِ سكن؟
هل توقف لعب أخوتك وشجاراتهم وكلماتهم !
هل سمعتِ صراخات وأنين اللحظات الأخيرة…….
متى أطبق الصمت حولك ؟

نعم تلك الحقيقة التي قبلتها صغيرتي وعاشت مُرّها ؛ ومن فظاعة ما حَدَث لم تعد تعرف إلا أنهم كلهم ميتين …
لكن ربك لا يموت
ولكنك بقيتي من دونهم لتعيشي الحياة..
نعم لن تضيعي فالذي حفظك وسط طبقات الحديد والحجارة القاسية سيحفظك وسط الحياة وأيامها .
يا ابنتي وددتُ لو تكونين ابنة لي لأحاول أن امسح عنكِ بعض فراغ أمك
لكني لا أعرف الطريق إليكِ إلا من شعبةٍ واحدة وَقَرَت في قلبي وهي الدعاء لكِ يا صغيرتي .
استودعتك الرحمن الذي لا تضيع ودائعه .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق