مقالات

خونة الوطن يقولون : فسدوا فأكلنا ونفسد فيأكلون . بقلم : عائشة الخواجا الرازم

هو اليوم نفسه ..المرشح القصير الرؤية والمحدود البصيرة ، تاجر السياسة ومقايض الصوت بالنزاهة ..يعتقد أن معه الحق كل الحق …
معه الحق لأنه وقع على عقد استثمار جهله ضد الشعب ، مع جهات قامت بمباركة أفعاله من أول جلوسه تحت القبة حتى آخر قطرة من حق الوطن …
من حقه الاستهتار بالناخب وعرضه الثمن مقابل صوت الوطن . ومن بعد المقايضة النتنة الرخيصة يأتي دور الاستهتار بالعمل الوطني والتشريعي والرقابي وأيضا حتى الخدماتي …لماذا ؟
لماذا تضخم وتسيد واستعرض بعض نواب الشعب شخصياتهم الفارغة بكل ثقه ؟
لماذا تمكنوا من الفوز للوصول لقبة حقوق الشعب بكل صلافة مسكوت عنها ؟
ولعدة دورات برلمانية ؟
لماذا أصبح النائب المفرغ من الضمير الجاهل التاجر السمين ؟ هو سيد الساحة السياسية نفسه؟ يؤتي أكل قبة الشعب لعياله وماله وأعماله وعنجهيته؟
لماذا تغول النائب المشكوك بوعيه وفهمه لحقوق الوطن والشعب على القانون ؟
ولماذا يخالف بكل ثقة أغلب القوانين ؟
ولماذا نرى هذا النائب لا يقيم وزنا لعذاب واستصراخ الناس وهم يرزحون تحت طائلة ضغط الفوضى وهضم الحق والظلم والبيروقراطية المذلة الفاحشه ؟؟؟
ولماذا وصل الاستكبار عند النائب على الشعب حدودا من الإهمال المريع للحق والعدالة والاستجابة ؟
ولماذا وصل عنده التفنن بالمطالبة بمزايا خاصة للنائب ؟ دون الالتفات لخزينة رازحة تحت زلزال الديون والحجز على البلاد في صندوق التملك والاستملاك الشيطاني؟
أنا أجيب على كل هذا الخراب الناتج عن ( سلوك بعض ممثلي الشعب المشرعين العرفاء على مقدرات الوطن ومستحقات العدالة .
إنها مباركة السلطة (الرقابية التنفيذية الأمنية) للجهلاء وتضخيم جسومهم تحت القبة لملء فراغ التشريع والرقابة والمحاسبة كأوثان ضرورية تتناسب مع كل مرحلة . لاختصار الحرارة الموضعية في جسد الوطن المغلول اليدين دوليا ، وليبقى ضمن منظومة التوافقات على أهميته (الحقيقيه ) وتوسطه بالحكم أمام الرأي العالمي وسعر التقييم .
فجاءت مباركة الحكومة لمطالب ومنافع النواب واستجاباتها لتأمين المزايا المادية والقافزة عن القوانين بالوساطات والتجارة والنفوذ في مؤسسات الدولة ، كأنها هي من خطط لفساد وجهل وأنانية نائب الشعب .
فاستمرأ النواب تلك الفجوة ، وتضاربت المصالح وتأمين الاغراض التي يطالبون بها بغير وجه حق .
كل ذلك ناتج عن وضعية الابتزاز المتفاقمة بين الفريقين ، وظهر الخطر حينما بدأت السلطتان ، ( ترضخان لتاجر البرلمان ) كمن ضرب على رأسه بعد غفوة طويلة …
فحينما تم التعاقد بين الفريق المسؤول عن إدارة البلاد ( التنفيذية والأمنية ) وبين شخوص نواب شعب منفوخين بالفراغ، تفاقم الفساد .
وهنا تطاول بعض ممثلي الشعب فكبرت فيهم العزة بالإثم وستصغار الإيمان بصوت الناس ، فعملوا على مقايضة الصوت بالثمن المادي ، ثم اعتبار ما تم تقديمه ودفعه في جيب الناخب المسحوق هو ما يوازي التشريع والقوننة وإحقاق العدالة والمساواة والعيش الكريم .
بدأ الناس يخضعون إلى أسفل أمر ممثلي الناس ..والاعتياد على مقايضة الحق والعدل وحصل لديهم اللبس واستلموا الثمن البخس . وساروا زرافات ووحدانا في حافلات الرص والحشر وامتلأت صناديق تجار التجهيل.
( وللعلم لا تتوجه نسبة جيده من الناخبين المؤمنين بالعملية الديمقراطية بقدر نسبة البائعين لأصواتهم والمسيرين والمدفوعين دفعا وقسرا للصناديق ) فارتفع صوت المؤمنين بالديمقراطية وحق الوطن بممثلين اقوياء صادقين بالنزاهة والعفة . لكن هؤلاء المؤمنين برفعة الدولة وانتعاشها ، هم سبب الهزيمة النكراء للوطن والشعب وهوية الارتقاء بين الأمم .ذلك لأنهم هجروا الساحة الوطنية في أخطر مراحلها وافسحوا المجالات للعبث والجهل وتجارة الأنا وتهميش القوانين واختراقها .
نعم … إن رضا ومباركة ( التنفيذية الأمنية ) وتمليس السلطة التنفيذية على صفحات العقد المتبادل بالمنافع بين التشريعية والتنفيذية ، مقابل عهود الصمت والمهادنة ، قد فتح كل المنافذ لهؤلاء المتخلفين عن ركب الانتماء النزيه للناس والأرض والحق ).
وإن قبول زحف الفاسدين البائعين للقيم نحو القبة ، قد منح الفاسدين تجار الشخصنة والغلو بالأنا ومن بعدي الطوفان ، منحهم الثقة والاستقرار لعدة مساحات سياسية تحت القبة .
نعم …كان الخوف والرعب من مصداقية التمثيل الشعبي الحقيق الإصلاحي للوطن كله من شتى الأصول والمنابت يملأ التقارير هلعا ، فيحدث انتقاء واختيار المغفلين بحق الأوطان ومباركة رفعهم إلى قبة الوطن .
وهنا حدث استغلال الجهلة لهذا التوجه التنفيذي الأمني والتنفيذي الحكومي بتعاقد مؤلم للوطن لم يتم احتساب حسابه ولا توقع حجم تغلغله ، حين اكتشف القائمون على مصادقة تبادل المنح والأعطيات القيمية في الدولة مقابل الحياد التشريعي والرقابي ، بأن النائب الذي تسلم الثمن مقابل جهله وتسحيجه وهدوئه وصمته وإغفاله لحق هوية الوطن بين الأمم تحت القبة ، وتركيزه على نهبه ونظرية كلوا رزقكم قامت القيامة ، حين تم التعاقد والتعهد بالابتعاد تماما عن ذوي الفكر والوعي والأيدولوجيا المنتمية لأرضها .( وللعلم … المخلصون الأوفياء من جماعات الأيديولوجيا الفكرية كثر وهم من يرفعون راية وطنهم أينما وارتحلوا ) .
تم الاكتشاف متأخرا بأن عناصر الأجسام وملء الفراغ تحت القبة قد دمروا البنيان الدستوري واختطفوا التشريع والقانون وجعلوه لهوا ولعبا لأهوائهم .
وظهر بأن حجم ساكني قلب الوطن الانتهازيين قد توالد وتصالح واتفق مع نفس التجارة الخاسرة ( المواطن بائع صوته مقابل حذاء ، والنائب البائع قبة الشعب مقابل صوت مسكين معدوم الرجاء ) فصاح الوطن صيحة النزيف الشامل وبكل أعضائه ، فالجسد لم يبق فيه سوى الرأس المصدوع بالتساؤل والندم .
ولم يصرخ هؤلاء العابثون حيث تكاثروا وتمترسوا تحت القبة ، وما زالوا يفعلون نفس الأفاعيل ، قلوبهم غلف ويشاهدون الخراب ، ويسمعون بأنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور.
وحين ادلهم الخطب وأشارت نحوهم الأيدي الشريفة ، منهم من اعترف بأنه ديكور ومنهم من أقسم بأنه وصل قبة الوطن بالتزوير ، ومنهم من أعلن بأن المواطن الذي انتخبه لا شغل له ، ومنهم من تحدث بجرأة التعيين دون انتخاب ، ومنهم من راهن أن يخرج مسؤول لتكذيبه عما اعلن ، ومنهم من هدد بكشف الملفات لبعض المتنفذين بالوطن الحزين .
ومنهم من صرح بأنه دفع لأحدهم لوصوله القبة صرة من المال المحروق ليحرقه في جهنم الحمراء .
ومنهم من توعد بنشر اتفاقيات لعطاءات موقعة من كبير وتوصية من حقير لاقتسام غلة الوطن الطاهرة لتضحي في بطونهم سوداء ملوثة رائحتها تزكم أنوف الشياطين .
ومنهم من اعلنها على رؤوس الأشهاد أن يجرؤ مسؤول أنه لم يتسلم ثمن مشاركته بمباركة التخريب وتوجيه الأعطيات لشخوص تجار أصبحوا يملكون الملايين بعد السكن بالطين ،
ومنهم من تحدث باحتقار عن الناس المساكين المحتاجين بأنه صرف عليهم الملايين بسعر الصوت ضربة الموت .
ومنهم من صرخ وعاير الناس قائلا : أعطيت كل واحد منكم سعره ، فمن يراجعني لحق او خدمة سأطرده شر طرده ..
لقد قضى على الديمقراطية والحرية بالاختيار مقابل بضعة أرغفة من الحرام ، !! وجعل للعدالة سوقا منهوبا نافقا فلا حق للمواطن بإطعامه أطفاله الجياع . وضاعت الطاسة! وتراجع الطموح للتحصيل العلمي لنيل المطالب امام التمنيات، وتخلفت الأخلاق لب الدين واختفت الكنوز ودفنت المعادن ، وارتفعت المداخن بجانب المآذن .
ضاعت في لجة طامع جشع حرامي رفع جسم فاسد حرامي آخر ، بينما عقود مليارات الجمر المتبادلة بين فرقاء نهش الوطن قد سحقت الأخضر واليابس ، ولم يبق سوى نفض التراب عن ضمائر في التنفيذية الأمنية والحكومية الرسمية .
يبدو فجاة ارتفع بصر الضمائر المستيقظة التي تمت للتضحية بصلة لهذا الوطن واستقر بها الأمر للاعتراف بالخطر الماحق ، وتململت لوقف زحف الغيلان المتمكنة من جسد الوطن نفسه ، …وأخيرا اعرف تماما أن لا سلاح في يد أصحاب اليقظة الذين نسمع تصريحاتهم الغاضبة والمحاولة لوقف السواد من المداخن لكي لا يغطي البلاد .
وأدرك أنهم يمتلكون الدمع الكثير والبكاء على الأطلال للنهوض بالنزاهة وشيء من العدالة وشرف هوية الوطن بين الأمم .
سيبكي الغيور من رجالات التنفيذية الأمنية فقط … أما التنفيذية الحكومية فالأمل فيها سراب ، فهي التي تجمع وتنشر أوامر الحظر والنذر والحجر والخراب …وأنا على ثقة بأن كل مشتغل تنفيذي وأمني بعقد تفاهمات المقايضة بين النائب المستغل المبتز لعقد الشراكة وبين هؤلاء المشتغلين بهدم وطني ، سيبكي …
واسوغ له البكاء بعين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله !
وينفع الندم …وينفع الاعتراف والعودة عن الاقتراف للمفاسد .. ينفع الدمع القاني عند الرجال في تنفيذية البلاد وأمن البلاد …لا ضير … ينفع بعدما يذوب الثلج ويظهر ما تحته … للنهوض بشيء من العدالة والنزاهة وبالوفاء …وينفع النهوض بالبلاد والعباد ولله الدعاء والرجاء!!

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق