اقلام حرةالرئيسية

بين الحرية والقهر

بقلم : نضال حسين

أي عملية تنمية وتطوير ونهوض يكون الإنسان محورها الاساسي ؛

لذلك اي تطور ونهوض وتنمية تستوجب ان يكون الانسان حرآ في تفكيره ومتحرر من كل القيود؛
فمن المعروف ان الحريه تقود إلى التفكير والتفكير يمنح الانسان الوعي وفي حال امتلاكه الوعي تتوسع لديه الخيارات؛

نحن هنا نتحدث في مقدمتنا عن الانسان الحر والمتحرر من كل القيود ؛ ومع توفر كل ماتحدثنا نستطيع القول انه بإمكاننا ان نتقدم ونتطور ونبني مجتمعات تتماشى مع التقدم المتسارع في الدول الأخرى؛

_في ظل مايعيشه الانسان العربي من واقع هل بإستطاعة المجتمعات العربيه ان تنمو وتتطور..؟
في حال الواقع الذي يعيشه المواطن العربي من قهر لايمكن لمجتمعاتنا ان تنمو وتتطور ؛

الإنسان العربي من محيطه إلى خليجه إنسان مقهور ..قد يبدو الامر غريبآ ..ما ان تذكر كلمة مقهور على مسامع اي مواطن عربي يتبادر اليه انه المقصود في هذه الكلمه؛

أصبحت كلمة مقهور مجبولة في تكوين الانسان العربي ولا استثناء في جزئية القهر في تكوينه ولكن هناك نسب متفاوته في تكوينة كل شعب او كل فرد هناك جزئيه في تكوينه؛
لانريد ان ندخل في التفصيلات بقهر الانسان العربي لان قسم كبير من شعوب المنطقه العربيه تم هدرها اضافة لقهرها وهذا
لايعني ان البقية بعيده عن الهدر …ابدآ

انما من تم هدرهم حاليآ تم هدرهم حسب طبيعة المرحله وماتقتضيه الظروف؛

في الماضي تم قهر وهدر الانسان الفلسطيني لان الظروف كانت تتطلب هدر هذا الشعب فقط وفعلا حصلت لقد تم هدر الارواح والاعراض والممتلكات واستباحتها على مرأى من الجميع وكانت الموافقه مخفيه نوعآ ما إلى ان تم الاستيلاء على فلسطين وتشريد اهلها واصبحوا اليوم يعيشون الشتات في اصقاع الارض؛

ثم اليوم فأصبح الموضوع يتطلب هدر عدد اكبر من الشعوب العربيه والتي تعيش القهر الجمعي كما اسلفنا ..فتمت عملية هدر الانسان العربي العراقي ولحق به الليبي وكذلك اليمني والسوري ؛

لو توقفنا قليلا عند الانسان السوري الذي تتم استباحته بكليته بدمه وعرضه وماله أي بكيانه وذاته ؛

السوري مقهور من زمن وهذه حال الكل لاننا نرزخ تحت نير استبداد وديكتاتوريه مزدوجه سياسيه ودينيه
كما انه وبعد هذا القهر اصبح مهدور ؛

بالاضافة إلى حالة الهدر …..انه فاقد لانسانيته وما اقوله يشعر به كل سوري يعيش في البلاد العربيه بلا استثناء ؛

ان اي حديث عن اقامة دول ديمقراطيه او مدنيه او اي تسمية حضاريه تشاؤون ان تسموها هو كذبة قذرة ؛وكل من ينادي فيها إما أبله او مجنون او كذاب ومنافق؛

إن اي حديث عن دوله مدنيه او ديمقراطيه او اي حديث عن الحريه يجب ان يسبقه اعتراف بإنسانية الانسان العربي ؛
وبعدها تأتي الديمقراطيه ؛

لهذا نحن اليوم نعيش لكي نكون حقول تجارب لدول العالم المتحضر سواء تجارب عسكريه او تجارب طبيه ؛

مسؤولية المثقف او المفكر اليوم مسؤولية صعبه وهي مسؤولية ايضاح الامور وكشفها ؛
على المفكر ان لايكون كالسياسي لان العمل الفكري يبحث في إيضاح الاشياء بينما العمل السياسي يجعلها مضطربه؛

آن الأوان لان تتضح الصوره ونكتشف من نحن واين نحن لعل الله يكرمنا ببعض النخب على مستوى الوطن العربي بالعموم وعلى مستوى سوريا بالخصوص لأن نتخلص من حالة الهدر والقهر التي نعيشها؛

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق