الصحه والجمال

هل سمعت عن الجاثوم؟ وما علاقته بالجن؟ وكيف يفسّر العلم هذه الظاهرة؟

ما هو الجاثوم؟ وكيف يحدث؟ وما أسبابه؟ وماذا يشعر الشخص خلاله؟ وما علاجه؟ الإجابات في هذا التقرير.

ما هو الجاثوم؟

الجاثوم حالة تعرف علميا باسم “شلل النوم” (Sleep Paralysis)، وهو حالة يصاب فيها الشخص بعجز مؤقت عن الحركة يحدث مباشرة بعد النوم أو الاستيقاظ. ويظل الشخص واعيا خلال نوبة الجاثوم، والتي غالبا ما تنطوي على هلوسة مزعجة وإحساس بالاختناق، وذلك وفقا لمؤسسة النوم.

وتتضمن نوبات شلل النوم عناصر من النوم واليقظة، وهذا ما يفسر تسببها في ظهور أعراض مزعجة.

الجاثوم والجن

طوال قرون خلت اعتقد الناس أن الجاثوم مسّ شيطاني أو جن يتلبس الشخص، وهو معتقد ظهر في العديد من الحضارات. فالجاثوم كان موضوع لوحة رسمها الفنان الأنجلوسويسري هنري فوسيلي، ونالت شهرة عالمية دامت قرونا، فمنذ رسمها عام 1781 وعرضها على العامة عام 1782 حازت هذه اللوحة شهرة غير مسبوقة، حتى إن فوسيلي رسم 3 لوحات أخرى تدور حول الفكرة نفسها.

تظهر في اللوحة سيدة غارقة في النوم ويدها متدلية، وفوق صدرها يجثم كائن أسطوري قبيح الشكل “الجاثوم”، وهو ما يعرف في الأساطير الشعبية بكونه مسبب الكوابيس ويشلّ حركة النائم فلا يستطيع الحركة.
ومع ذلك؛ فكل هذ المعتقدات خاطئة، فالجاثوم هو حالة فيزيولوجية لها تفسير علمي، وهو ليس مسًّا من الشيطان أو تلبسًا من الجن. جدير بالذكر أن العلامة الشيخ يوسف القرضاوي قد نفى في مقابلة مع قناة الجزيرة موضوع تلبّس الجن بالإنسان.

أعراض الجاثوم

الجاثوم “شلل النوم” هو حالة يتم تحديدها من خلال فقدان السيطرة على العضلات لفترة وجيزة، والمعروفة باسم “أتونيا” (Atonia) والتي تحدث بعد النوم مباشرة أو الاستيقاظ. وبالإضافة إلى الوهن، غالبا ما يعاني الأشخاص من الهلوسة أثناء نوبات شلل النوم.

يصنف شلل النوم على أنه نوع من “الباراسومنيا” (Parasomnia)، وهي سلوكيات غير طبيعية أثناء النوم. ونظرا لارتباطه بمرحلة “حركة العين السريعة” (REM) من دورة النوم، يعتبر شلل النوم من أعراض باراسومنيا حركة العين السريعة

ويعتقد الباحثون أن شلل النوم ينطوي على حالة مختلطة من الوعي تمزج بين اليقظة ونوم مرحلة حركة العين السريعة.

ما أنواع شلل النوم؟

  • “شلل النوم المنعزل” (Isolated sleep paralysis): ويحدث عندما لا تكون النوبات مرتبطة بالتشخيص الأساسي لـ”الخدار” (narcolepsy)، وهو اضطراب عصبي يمنع الدماغ من التحكم بشكل صحيح في اليقظة وغالبا ما يؤدي إلى شلل النوم.
  • “شلل النوم المتكرر” (Recurrent sleep paralysis): ويتضمن نوبات متعددة بمرور الوقت.
  • بماذا يشعر الشخص في شلل النوم؟

    العرض الأساسي لشلل النوم هو الوهن أو عدم القدرة على تحريك الجسم. يحدث هذا بعد وقت قصير من النوم أو الاستيقاظ، وخلال النوبة يشعر الشخص بالاستيقاظ وهو على دراية بفقدان السيطرة على العضلات.

  • وتشير التقديرات إلى أن 75% من نوبات شلل النوم تتضمن هلوسات تختلف عن الأحلام المعتادة.

    تنقسم الهلوسة أثناء شلل النوم إلى 3 فئات:

    • هلوسة الدخيل، والتي تنطوي على تصور وجود شخص خطير أو وجوده في الغرفة.
    • هلوسة ضغط الصدر، وتسمى أيضا هلوسة الحضانة، والتي يمكن أن تحرض على الشعور بالاختناق. وكثيرا ما تحدث هذه جنبا إلى جنب مع هلوسة الدخيل.
    • “هلوسات المحرك الدهليزي” (Vestibular-motor VM)، والتي يمكن أن تشمل الشعور بالحركة (مثل الطيران) أو الإحساس بالخروج من الجسم.

    ويمكن أن تجعل الهلوسة المزعجة نوبات شلل النوم أكثر إزعاجا. لهذا السبب، يرتبط حوالي 90% من النوبات بالخوف.

  • كم تستمر نوبة الجاثوم؟

    يمكن أن تستمر النوبة من بضع ثوان إلى حوالي 20 دقيقة، ومتوسط المدة يتراوح بين 6 و7 دقائق. وفي معظم الحالات تنتهي النوبات من تلقاء نفسها، ولكن في بعض الأحيان يتم مقاطعتها بلمسة أو صوت شخص آخر أو بجهد مكثف لتحريك هذا التغلب على الوهن.

    ما مدى شيوع شلل النوم؟

    تختلف التقديرات، لكن يعتقد الباحثون أن حوالي 8% من الأشخاص يعانون من شلل النوم في مرحلة ما من حياتهم.

    ويمكن أن يحدث شلل النوم في أي عمر، ولكن غالبا ما تظهر الأعراض الأولى في مرحلة الطفولة أو المراهقة أو سن الرشد (من 7 إلى 25 عاما). وبعد البدء في سنوات المراهقة، قد تحدث النوبات بشكل متكرر في العشرينيات والثلاثينيات من العمر.
  • ما الذي يسبب شلل النوم؟

    السبب الدقيق لشلل النوم غير معروف. وقد فحصت الدراسات البيانات لمعرفة ما يرتبط بزيادة مخاطر الإصابة بشلل النوم ووجدت نتائج مختلطة. ويعتقد الباحثون أن عوامل متعددة تسهم في إثارة شلل النوم.

    وتم الإبلاغ عن معدلات أعلى من شلل النوم من قبل الأشخاص الذين يعانون من انقطاع “النفس الانسدادي النومي” (OSA)، وهو حالة يتوقف فيها التنفس أثناء النوم. ووجد أيضا أن شلل النوم أكثر شيوعا لدى الأشخاص الذين يعانون من تقلصات الساق الليلية.

  • ووفقا لقاعدة بيانات “ميدلاين بلس” (Medlineplus) التابعة للمكتبة الوطنية الأميركية للصحة، فإن السبب الدقيق لشلل النوم غير معروف بالكامل، ولكن تظهر الأبحاث ارتباطا بعوامل مثل:

    يمكن أن تترافق بعض المشاكل الطبية مع شلل النوم:

    • اضطرابات النوم، مثل الخدار.
    • بعض الحالات النفسية مثل الاضطراب ثنائي القطب واضطراب ما بعد الصدمة واضطراب الهلع.
    • استخدام بعض الأدوية.

    من جهتها، قالت الأستاذة المساعدة فوسون دوماتش -وهي عضو الهيئة التدريسية بجامعة العلوم الصحية التركية- إن التوتر وقلة جودة النوم من أبرز أسباب شلل النوم، وذلك في تصريحات للأناضول.

    هل شلل النوم مشكلة خطيرة؟

    بالنسبة لمعظم الناس، شلل النوم ليس مشكلة خطيرة، ويتم تصنيفها على أنها حالة حميدة وعادة لا تحدث بشكل متكرر بما يكفي للتسبب في مشاكل صحية كبيرة.

    ومع ذلك، يعاني ما يقدر بنحو 10% من الأشخاص من نوبات متكررة أو مزعجة تجعل شلل النوم مزعجا بشكل خاص. نتيجة لذلك، قد تتطور لديهم أفكار سلبية حول الذهاب إلى الفراش، وتقليل الوقت المخصص للنوم أو الشعور بالقلق حول وقت النوم؛ مما يجعل النوم أكثر صعوبة. ويمكن أن يؤدي الحرمان من النوم إلى النعاس المفرط وعواقب أخرى عديدة على الصحة العامة للشخص.

  • ما علاج شلل النوم؟

    قالت دوماتش إن ظاهرة شلل النوم التي لا ترافقها أية حالات أو أمراض أخرى، لا تستوجب المعالجة الطبية، ويمكن تفاديها عبر تنظيم أوقات النوم، وتجنّب التوتر وقلة النوم، وممارسة الأنشطة التي تساعد على الاسترخاء قبل النوم.

    وتتمثل الخطوة الأولى في علاج شلل النوم في التحدث مع الطبيب من أجل تحديد ومعالجة المشاكل الأساسية التي قد تسهم في تكرار النوبات أو شدتها. على سبيل المثال، قد يتضمن ذلك علاجا للخدار أو خطوات للتحكم بشكل أفضل في توقف التنفس أثناء النوم.

    وبسبب العلاقة بين شلل النوم ومشاكل النوم العامة، فإن تحسين جودة النوم مهم.

    وتتضمن نصائح النوم الصحي التي يمكن أن تسهم في تحسينه:

    • اتباع نفس الجدول الزمني للنوم والاستيقاظ كل يوم، بما في ذلك عطلات نهاية الأسبوع.
    • الحفاظ على روتين محدد قبل النوم يساعدك على الشعور بالراحة والاسترخاء.
    • تجهيز السرير الخاص بك مع فراش ووسادة مريحين.
    • تقليل الضوء والضوضاء.
    • الحد من استهلاك الكافيين، وخصوصا في المساء.
    • إبعاد الأجهزة الإلكترونية، بما في ذلك الهواتف المحمولة، لمدة نصف ساعة على الأقل قبل النوم.
    المصدر : الجزيرة + الأناضول + مواقع إلكترونية hamsaat.co

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق