اقلام حرة

أصحاب المصلحة في مشاريع القطاع غير الربحي

أصحاب المصلحة في مشاريع القطاع غير الربحي
بقلم / منصور العكيك… همسة نت

يشير مصطلح المصلحة إلى أي جهة سواء أكانت فرداً أو مجموعة أو منظمة لا يمكن للمؤسسات البقاء والاستمرار بدون دعمهم، ويمكن أن يكونوا داخليين أو خارجيين للقطاع غير الربحي في مجالات الشراكة أو الدعم الخاص بالمشاريع والبرامج.
ولما كان أصحاب المصلحة لهم تأثير إيجابي أو سلبي على دورة حياة المشروع الخاص بالمنظمات غير الربحية، كان لزاما على هذا المنظمات تحديد أصحاب المصلحة الرئيسيين وإنشاء خطة لإدارة وتلبية متطلباتهم واحتياجاتهم.
كما ذكرنا هناك نوعان رئيسيان من أصحاب المصلحة في المشروع: داخلين وخارجين، فأصحاب المصلحة الداخليون هم الذين ترتبط مصلحتهم في المشروع ارتباطًا مباشرًا لكونه جزءًا من المنظمة التي تدير هذا المشروع. ويعملون على إنجاح المشروع وتحقيق أهدافه وقد يكونوا أعضاء مجلس الإدارة، أو مديري المشروع أو أعضاء الفريق أو إدارة الشراكات أو التسويق أو العلاقات العامة والإعلام بالمنظمة وغيرهم من لهم ارتباط مباشر بالمشروع داخل المنظمة، أما أصحاب المصلحة الخارجيون هم الذين ليس لهم ارتباط مباشر بالمنظمة، ولكنهم مهتمون بالعمل معها أو يتأثرون بالمشروع إلى حد ما، وقد يكون منظمات حكومية، أو مؤسسات مانحة أو تجارية أو صحية ويدخل تحت هذا المسمى كل من له ارتباط بالمشروع من المنظمات الخارجية
ولإنجاح إي مشروع لابد من خطة لإدارة العلاقة مع أصحاب المصلحة بحيث تشتمل على استراتيجيات للتواصل معهم وتلبية احتياجاتهم، ومن أبرز عناصر هذه الخطة:
1. بناء قاعدة بيانات بأصحاب المصلحة في المشروع بحيث تشتمل على معلومات أساسية عن طبيعة أنشطتهم، ومجالات دعمهم، ومعرفة اتجاهاتهم في العطاء، ومدى اتباعها للأنظمة المعمول بها المملكة الخ.
2. تحديد خريطة أصحاب المصلحة أو مصفوفة مصلحة السلطة، وتأتي هذه الخارطة إلى أنها تحدد للمنظمة مستوى قوة وفائدة أصحاب المصلحة الخاصة بالمشروع وهي مهمة للغاية لتحليل أصحاب المصلحة، ومن الأدوات التي تساعد على ذلك الاتي:
• أصحاب المصلحة ذوي القوة العالية والمصالح العالية
• أصحاب المصلحة ذوي القوة العالية، والمصالح المنخفضة
• أصحاب المصلحة المنخفضون، ذوو المصلحة العالية
• سلطة منخفضة، أصحاب مصلحة منخفضون
3. تحديد أولويات أصحاب المصلحة: ويمكن تحديد أولويات أصحاب المصلحة في المشروع من خلال أهميتهم في تنفيذ المشروع، وضرورة تحديد من بينهم أكثر تأثيراً على المشروع ومن هم المتأثرون به، وبتحديد أولويات أصحاب المصلحة الرئيسيين، سيكون من السهل مراقبتهم وتحديد أفضل الطرق لإدارة مصالحهم بما يحقق رضاهم.
4. خطة التواصل مع أصحاب المصلحة: من المهم جداً التواصل مع أصحاب المصلحة، لتعزيز الثقة والتعاون المشترك، ومعرفة توقعاته لنجاح المشروع، والمخرجات التي يهتم بها أكثر، وما يتأمله ما يحدثه المشروع من أثر بعد تدشينه، عن رأيه في تنفيذ المشروع، ومراقبته، وحل الإشكالات التي قد يعتري المشروع في أي مرحلة من مراحل التنفيذ.
كما يجب التواصل مع أصحاب المصلحة من خلال: التقارير الدورية والسنوية، والتواصل عبر حسابات التواصل الاجتماعي.
5. اتباع أفضل الطرق لحل النزاعات أو الشكاوى: ومن الأمور التي تسهم في تعزيز العلاقات مع أصحاب المصلحة الاهتمام بملاحظات، ووجهات نظرهم في المشروع، وأخذها في الاعتبار، وفي حالة الخلاف يجب مراعاة الشراكة، وحله بالطرق الودية دون الوصول إلى المحاكم حفاظاً على العلاقات وضرورة النظرة المستقبلية للتعاون المشترك.
وفي تصوري أن منظمات القطاع غير الربحي يمكن أن تقدم خدمات نوعية إذا عززت من تعاملها مع أصحاب المصلحة وطبقت معايير الحوكمة والشفافية من خلال التقارير والتواصل معهم في كل مما شأنه أن يعزز من استمرار العلاقة واستدامتها.

باحث ماجستير إدارة منظمات غير ربحية
[email protected]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق