نشاطات
ماذا تبقى من المقاتلين الأجانب في سوريا؟وماذا عن المقاتلين الروس من الشيشان والقوقاز والمقاتلين الصينيين من الجيش التركستاني وكذلك ما يسمى “بأشبال الخلافة” في مخيمي الهول وروج
كتب: المحلل السياسي السوري مهند الحاج علي
في سورية توجد إحصاءات تقريبية عن وجود حوالي مائة وخمسون ألف إرهابي موجودون في مناطق إدلب وشمال حلب وفلول تنظيم داعش الارهابي ( بجوار القواعد الامريكية الغير شرعية في الجزيرة السورية ) طبعا وهذا العدد لا يحتسب منه تنظيم قسد الذي نعتبره ارهابي وانفصالي ويستقوي بالامريكان على ابناء جلدته .
يوجد منهم حوالي خمسون الف إرهابي من جنسيات غير سورية .
في إدلب هناك أربعة الآف من قومية الايغور /صينين / وحوالي خمسة آلاف شيشاني أو من مناطق القوقاز ، والباقي أما عرب او تركمان .
لهذا أدركت الدول الصديقة لسورية كروسيا والصين وبعض الدول العربية التي تملك نوعاً من التنسيق الأمني مع سورية مثل الامارات ومصر والجزائر والعراق ،ضرورة القضاء على هؤلاء أو اللقاء القبض عليهم لأنهم يشكلون تهديداً للأمن القومي ليس فقط في سورية بل لكل منطقة الشرق الأوسط ولبلداهم .
أولاً هؤلاء الارهابيين هم رافضين لكل حلول التسوية التي طرحتها الدولة السورية سابقاً في حلب وحمص وحماه ودمشق والمنطقة الجنوبية ، ورفضوا سابقاً الاستفادة من مراسيم العفو الصادرة عن رئاسة الجمهورية العربية السورية ، وآثروا على نفسهم الانتقال إلى إدلب مع سلاحهم .
وبالتالي اعتقد ان الحلول السياسية مع هؤلاء قد لا تكون مجدية لانه لا يوجد تعاون من بعض الدول وخاصة العربية ، الذي يحمل هؤلاء الارهابيين جنسياتها ، من اجل استقبالهم ، وحتى الآن لا يوجد اي نوع من التنسيق ولا حتى الامني مع هذه الدول لإيجاد حلول لهؤلاء او ترحيلهم لدولهم واخضاعهم لقوانين بلادهم .
المشكلة تكمن بأننا بحاجة الى ارادة وتنسيق دولي للقضاء على هذه البؤر الارهابية ، ولكن حتى الآن يبدو ان الولايات المتحدة وحلفائها مازالت تستثمر في الارهاب وفق نظام ( الحروب بالوكالة ) ، فهي ما تزال تدعم تنظيم قسد الارهابي وتسرق النفط والاقماح السورية وترهب أهالي الجزيرة السورية ، وتدعم ما يسمى ( اشبال الخلافة ) ، من اجل اعادة انتاج وتوليد تنظيم داعش الارهابي من جديد بعد ان قضى عليه الجيش السوري وحلفائه ، ومازالت المخابرات التركية برعاية امريكية تدعم جبهة النصرة في ادلب او تنظيم أحرار الشام الذي يحوي على عشرات الاف الارهابيين من الشيشان والايغور والتركمان ومن جنسيات عربية ، لاستمرار الضغط على الدولة السورية واستنزافها واستنزاف حلفائها .
واعتقد ان الصبر السوري بدأ ينفذ ، فالمناورات المميزة التي يقوم بها الجيش العربي السوري ، بالتعاون مع حلفائه تحاكي تحرير تلك المناطق بالقوة ، وبصراحة ماهي الا تدريبات عملية على مواقع قتال تشابه مواقع القتال في ادلب والجزيرة السورية وشمال حلب ، استعدادا للجوء للخيار العسكري اذا ما استمرت الولايات المتحدة وحلفائها بالتعنت في مواقفها .
وبالتالي من حق الشعب السوري اللجوء الى كل الخيارات بما فيها العسكرية لتحرير ارضه ومقدرتها ، ولو باستخدام الكفاح المسلح ، وهذا حق تكفله كل الشرائع الدولية ، كون وجود الولايات المتحدة وتركيا والارهابيين بصفة محتلين ، وليس بتنسيق مع حكومة الجمهورية العربية السورية .
والخاسر الاكبر من هذا كله سيكون المجاميع الارهابية نفسها وكل دولة لا تتعاون مع سورية وخاصة تركيا ، لان تركيا ستكون ارض خصبة لهروب الارهابيين اذا ما بدأت الأعمال العسكرية ، وايضا الوجود الامريكي الغير شرعي ، سيكون في مرمى نيران مقاومة الشعب السوري ، لانه لا يمكن ابدا السكوت على الوضع الخالي .
وقد دعت سورية سابقا جميع الدول بما فيها العربية للتعاون معها لإنهاء ملف هؤلاء ، وقد تم تحرير بعض الرهائن من ذوي تنظيم داعش الارهابي من مخيم الهول ، وترحيلهم لبلداهم .
ولكن من يستمر في حمل السلاح سيلاقي مصيره الطبيعي ، حيث اثبت الجيش العربي السوري انه قادر مع حلفاؤه ان يحرر اي منطقة في سورية ، يريد تحريرها ، ولكن مازالت الدولة السورية تغلب الحلول السياسية على الحل العسكري .
ولكن اخر العلاج الكي .
ولا يفل الحديد الا الحديد .
وبالتالي على كل دول المنطقة استغلال الفرصة وحماية نفسها من خلال تعاونها مع سورية في هذا الملف ، لانه بهروب هؤلاء الارهابيين الى دول الجوار ، سيهدد الامن القومي في منطقة الشرق الاوسط ، وخاصة انهم متشددين ومتطرفيين لابعد حد .